أجبرت الثورة المشتعلة في مدينة تبريز، عاصمة إقليم كردستان الشرقيةالمحتلة من إيران، الرئيس الإيراني روحاني لزيارة المدينة اليوم، ومخاطبة الجماهير الغاضبة من الآذريين المشكلين للكتلة العرقية الأكبر من الشعوب غير الفارسية، في محاولةٍ لخطب ودهم واحتواء الثورة. وطالب الرئيس الإيراني روحاني الجماهير الغاضبة خلال خطابه لهم في ملعب المدينة اليوم بضبط النفس لما تمر به المنطقة من مرحلةٍ حساسة، زاعماً أن شعوب المنطقة تعلق الآمال على إيران ونظامها الإسلامي وشعبها الكبير، بحسب وصفه.
ووعد روحاني الشعب بالتطوير في مختلف المجالات، وأشار إلى المفاوضات النووية، وقال: "إن الوفد الدبلوماسي المفاوض لإيران يصنع العز والفخر للشعب الإيراني، وإن الشعب الإيراني يدعم هؤلاء المفاوضين، وعليكم أن تعلموا أن نهاية هذه المفاوضات ستكون العز والفخر للشعب الإيراني".
وبث التلفزيون الإيراني مشاهد لجماهير تحمل لافتات مؤيدة للرئيس روحاني في ملعب المدينة، وهو الأمر الذي نفته مصادر كردية، متهمةً الإعلام الإيراني بالتضليل، وأوضحت أن اللافتات حملتها جماهير مأجورة تابعة لنظام الملالي، بينما لم يُظهر التلفزيون ما تم رفعه من بطاقات حمراء من الشعب اعتراضاً على الكذب والتمييز العنصري ضد الآذريين.
وأكدت المصادر ذاتها ل"سبق" خروج مظاهرات حاشدة في ساحة الملعب وشمال الحديقة المجاورة له للتنديد بسياسة نظام الملالي تجاه الشعب الآذري؛ واشتبك المتظاهرون مع قوات مكافحة الشعب والحرس الجمهوري، واعتُقل عدد منهم من جراء تلك الاشتباكات.
وطالب المتظاهرون بحقهم في تعلم لغتهم الأم، كما طالبوا المحتل بالتحقيق في تجفيف بحيرة أرومية من الشركات والمصانع التابعة للمحتل.
يُذكر أن الآذريين يستوطنون الأقاليم الشمالية والشمالية الغربية من جغرافيا ما تعرف بإيران، وعاصمتهم تبريز، ويبلغ عددهم وفق التقديرات أكثر من 20 مليون نسمة، أغلبهم مسلمون شيعة مع أقليات سنية ومسيحية وبهائية وزرداشتية، ويشكلون قرابة 30٪ من التركيبة السكانية بإيران.
ويعتبر الآذريون الكتلة العرقية الكبيرة من الشعوب غير الفارسية التي لم تتحرك بشكل عنيف تجاه سياسات الاضطهاد الثقافي التي تمارسها حكومة المحتل تجاه تغيير هويتهم، عدا بعض التحركات القومية بين شباب الجامعات الذين يسعون لإظهار انتمائهم من آن لآخر، ويطالبون بفتح مجال أكبر للتعبير عن ثقافتهم القومية في التعليم والإعلام.