أدى إحساس شاب بمعاناة مرضى الفشل الكلوي لتبرعه بكليته لآخر، لا تربطه به صلة قرابة؛ وأنهى معاناته بعد ثلاثة أشهر فقط من الغسل الكلوي. وشهد مستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة بتبوك قصة تبرع الشاب سالم معتق أبوخشيم البلوي بكليته لأحد أصدقائه من قبيلته نفسها، كان يعاني مرض الفشل الكلوي وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
" سبق" تواصلت مع الشاب أبو خشيم، وهو أحد أفراد القوات المسلحة، الذي قال: "أقرأ كل يوم عن معاناة مرضى الفشل الكلوي؛ وأشعر بالألم الذي يعانونه لساعات أثناء الغسل الكلوي".
وتابع: حين علمت بحاجة شخص للتبرع قررت ذلك بعد أن استخرت الله، ثم استفتيت أهل العلم، كما أن الأطباء أكدوا لي أن لا ضرر صحياً من تبرعي. ودفعني أيضاً إحساس إنساني وأخوي تجاه هذه الفئة التي قدر لها الله أن تعاني هذا المرض. وقد خضعت للفحوصات اللازمة قبل إجراء عملية زراعة الكلية، وللتأكد من مطابقة الفحوصات، ثم قرر الأطباء إخضاعي بشكل أدق للفحوصات التي أهَّلتني للتبرع ولله الحمد. مشيراً إلى أن هناك ضعفاً في التوعية من قِبل الجهات المعنية للتبرع بالأعضاء.
يُذكر أن مستشفى الملك سلمان العسكري بتبوك أجرى خلال الأشهر الخمسة الماضية 17 عملية زراعة كلى، ومن المتوقع أن يصل العدد بنهاية العام 2015 م إلى 50 عملية زراعة كلى؛ ليقفز بذلك من المرتبة التاسعة إلى المرتبة الرابعة على مستوى السعودية. فيما تُجرى الآن دراسات لإنشاء مركز مستقل لزراعة الكلى بتبوك.
وتواجه مراكز التبرع بالأعضاء صعوبات نتيجة عدم وعي المجتمع بمفهوم الوفاة الدماغية، وأنها تعادل الوفاة الشرعية، كما أن هناك فتاوى شرعية تجيز التبرع بالأعضاء لمن هم على قيد الحياة.
ووفقاً لمعلومات طبية فإن مريض الفشل الكلوي يكلف الدولة 200 ألف ريال سنوياً.
وكان مجلس الشورى قد دعا في جلسة له، عُقدت منتصف شهر جمادى الأولى، وزارة الصحة إلى تكثيف برامج التوعية في مجال التبرع بالأعضاء، والحث على توقيع بطاقة "متبرع"، والتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب والقطاعات الأهلية.