أكدت جمعية إبصار الخيرية استمرار تنفيذ حملة إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال من خلال "برنامج آي سباي"، حيث تواصل فحص طلاب المدارس وإبلاغهم بالحالات التي تتطلب إحالة طبية وطلب إبلاغ أولياء أمورهم بمراجعة الجمعية لعلاج أبنائهم، وتم البدء في علاج الحالات المكتشفة لدى مستشفيات ومراكز مغربي الراعي الطبي للحملة وفق الإجراءات والأنظمة المتفق عليها مع المستشفى . وكشف أمين عام الجمعية ومدير الحملة محمد توفيق بلو أن إجمالي الأطفال الذين تم فحصهم منذ انطلاق الحملة وحتى يوم أمس 9864 طفلاً (2194 طالباً، 7.670 طالبة)، وأظهرت الفحوصات أن 2679 طفلاً وطفلة كانوا بحاجة إلى تحويل طبي بسبب عيوب الإبصار التي تم اكتشافها، فيما تعذر فحص 2258 طفلاً لعدم تواجدهم في المدرسة أيام الفحص لأسباب مختلفة.
وأشار "بلو" إلى عدد من التحديات التي واجهت الحملة كضعف دعم الحملة مادياً وعدم تفاعل القطاع الخاص والعام المادي والمعنوي مع الحملة مقارنة بأهميتها ومردودها على صحة المجتمع، الأمر الذي حمل الجمعية العبء الأكبر من التكاليف في الوقت الراهن، ونقص الوعي بين بعض شرائح المجتمع بأهمية دور الحملة في الاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال، بالإضافة إلى عدم سرعة مدارس البنين بمحافظة جدة في التجاوب مع الحملة وتعبئة النماذج المطلوبة وترشيح كوادر للدورات التدريبية مقارنة بنشاط مدارس البنات حيث تجاوبت حتى الأمس 22 مدرسة ورياض أطفال للبنات مقابل ثمانية مدارس للبنين مما يعطي مؤشراً سلبياً عن مستوى وعي إدارات مدارس البنين بأهمية صحة العيون الوقائية للطلاب مقارنة بوعي إدارات مدارس البنات، وكذلك بطء سرعة تنفيذ الزيارات الميدانية للبنين بحكم عدم تفاعل إداراتها كذلك ضعف اهتمام كوادر الفحص من الرجال الذين تم تدريبهم مقارنة بالإناث حيث بلغ إجمالي المتطوعين الذين نفذوا الفحص 85 فاحصة مقابل 34 فاحصاً، موضحاً أن الجمعية نفذت 34 دورة تأهيلية 16 دورة منها خصصت للرجال، بينما خصصت 18 دورة للسيدات، التحق بها 125 من منسوبي قطاع الصحة و68 قطاع التعليم، 35 طلاب جامعة، تسعة متطوعين من عامة المجتمع، وسبعة من موظفي الجمعية، وتم الاستفادة من مائة وتسعة عشر فاحصاً، فيما تعذر مشاركة مائة وخمسة وعشرين فاحصاً وفاحصة لأسباب مختلفة من أهمها عدم حصول عدد منهم على موافقة جهة العمل، تزامن وقت الفحص مع امتحانات طلبة الجامعة المتطوعين وعدم توفر المواصلات لعدد منهم، ضعف مشاركة عدد من معلمات المدارس اللاتي استفدن من الدورة التطبيقية في إجراء الفحص، عدم وجود الحافز المادي "وهو الذي لم تستطع الجمعية توفيره".
وأكد "بلو" على أهمية توعية أولياء الأمور بسرعة مراجعة الجمعية لتحويل أبنائهم لتلقي العلاج، حيث لاحظ وجود فجوة كبيرة بين عدد المراجعين للجمعية مقارنة بالحالات المكتشفة، حيث تم إحالة مائة وخمسة وخمسين طفلاً وطفلة فقط من بين عدد الحالات المكتشفة تنوعت حالاتهم ما بين قصر وطول نظر، انحراف في العينين، حول في العينين، وظهور حول وحشي تم تحويلها لإجراء عمليات جراحية، فيما بادر بعض الآباء الذين لديهم تأمين طبي بأخذ أبنائهم مباشرة إلى المستشفيات دون الرجوع إلى الجمعية .
وكشف "بلو" أن من بين المفحوصين وجود إعاقات متنوعة منهم ثماني ضعيفات بصر يعانين من العشى الليلي وضمور في الشبكية و الرأرأة، و 77 طالبة إعاقة سمعية منهم 54 كانوا من بين الذين هم بحاجة إلى إحالة طبية و 48 طالبة إعاقة فكرية كان من بينهم 15 بحاجة إلى إحالة طبية و10 سليمين و23 لم يمكن فحصهم لمحدودية قدرتهم العقلية مقارنة بالقدرات العقلية المطلوبة لتجاوز اختبارات البرنامج.
وتعد حملة إبصار الوطنية لاكتشاف عيوب الإبصار المبكر أنشط منتجات الجمعية الحديثة لمواجهة مكافحة العمى من خلال تقنية آي سباي الحديثة والتي اعتمدها مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إبان توليه مهام وزارة التربية والتعليم "سابقاً"، لتستمر في علاج حالات الأطفال المكتشفة لدى مستشفيات ومراكز مغربي ومستشفيات وعيادات العيون الحكومية والخاصة الأخرى التي ستلتحق بالحملة، كما تواصل الفحوصات الميدانية والدورات التطبيقية لتأهيل مزيد من المعلمين والمتطوعين على الاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال واجتذاب المزيد من الداعمين والمتطوعين للحملة.