في انطلاقة سعودية جديدة جريئة استيقظ السعوديون اليوم الأربعاء 9 رجب 1436ه على تغييرات عميقة في الكثير من شرايين الدولة، مؤكدة على عصر جديد من الدولة الحديثة. تدخله المملكة بقوة، وتخطوه بثقة، بقيادة شابة، طموحة، ترعاها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مما يؤكد حنكة صانع القرار هدفها الصالح العام، وقيادة الوطن الأغر نحو مستقبل واضح الرؤى، وبخطوات مليئة بالثقة والتسلح بالعقيدة الإسلامية. روح الشباب: القيادة الحكيمة التي تراهن على روح الشباب أفسحت المجال بعين ثاقبة للجيل الثاني من أولاد المؤسس -طيب الله ثراه- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولياً للعهد، والأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، وفيما يمثل الأول مرحلة القوة والخبرة الشابة خصوصاً في المجال الأمني، يأتي الأمير محمد بن سلمان مؤكداً على كونه وبشهادة الخبراء الدوليين سياسياً بارعاً في عمر مقتبل، حيث الإنجازات هي المحك، والأحداث السابقة ذات العمق الكبير التي أثبتت علو كعبه وتفوق حنكته ورؤيته.
جدارة تفوق العمر الأمير محمد بن سلمان الذي كما قال صاحب السمو الملكي رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز في برقيته أمس: "لقد أثبتم جدارتكم، وأن الثقة الملكية الغالية لتوليكم منصب وزير الدفاع كانت في محلها وأكثر، وقلوبنا معكم قلباً وقالباً". هي إنما تمثل رؤية وارتياح السعوديين لجهود هذا الأمير الذي يقود جهود بلاده للدفاع عن أمنها، وكذلك يواصل الليل بالنهار في ترتيب الكثير من الأوضاع فيما يخص ما أسند إليه.
المحافظة: سمة المظهر والجوهر ما يلفت النظر كما يرى المتابعون هي السمة التي يبرز بها الأمير محمد بن سلمان حيث ينظر له حتى كسمة مظهرية من خلال المظهر المحافظ الذي يبدو معه مظهراً لافتاً، وجوهراً عميقاً من خلال قراراته. المحافظة التي يعززها الأمير الشاب عاكساً سمة الدولة الحديثة للمملكة وفق رؤية عميقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
ومحمد بن سلمان ما زال يواصل خطوط الإنجاز المتواصلة سياسياً وعسكرياً وليس آخرها قيادته لجيش بلاده من خلال حقيبة سيادية هي حقيبة الدفاع؛ حيث تجلت مهارة هذا السياسي الشاب؛ الذي تثبت الأيام يوماً بعد يوم رده على بعض الجهات الخارجية التي ربما رأت أن العمر الزمني قد يثقل المهام أكثر على الأمير الشاب، الذي فاجأ الجميع بعمر سياسي متفوق ورؤية عميقة.
رهان على الشباب الأمير الشاب محمد بن سلمان أمير يراهن على الشباب، ولذا لا غرابة أن منحته مجلة "فوربس الشرق الأوسط" جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013م بصفته رئيساً لمجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب؛ تثميناً لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب، وإبراز نجاحات الشباب السعودي للعالم. حيث الواقعية والطموح سمات لافتة جداً لديه.
مدرسة سلمان محمد بن سلمان سيبقى في ذاكرة السعوديين كثيراً فهو انطلق فعلياً من كونه أصغر وزير دفاع في العالم قادماً من مدرسة سلمان بن عبدالعزيز المعروفة بمحافظتها واتكائها على خبرات متجذرة وعمقة. ويبدو مروره بمحطات لافتة بدءاً من ملازمته الدائمة لوالده، مروراً بالعديد من المناصب القيادية التي تولاها. حيث صدر أمرٌ ملكي بتعيينه وزيراً للدولة عضواً بمجلس الوزراء بتاريخ في 25/ 6/ 1435ه. وفي 1434ه صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان سمو ولي العهد، ومستشاراً خاصاً لسموه بمرتبة وزير، فضلاً عن تعيينه قبل ذلك مستشاراً خاصاً ومشرفاً على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد. وفي عام 1430ه، عُيّن مستشاراً خاصاً لسمو أمير منطقة الرياض، كما عُيّن مستشاراً بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في عام 1428ه.
خبرات المناصب التي أسست وساهمت في نموّ خبراته كثيرة، ومنها أيضاً منصب أمين عام مركز الرياض للتنافسية، ونائب الرئيس ورئيس اللجنة التنفيذية لجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، ورئيس لجنة تنمية الموارد المالية في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، ويشغل منصب عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وعضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض.
مروراً باهتمام خاص في مجال العمل الخيري، حيث أسس مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" الخيرية التي يترأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى "دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية". ولذلك دلالاته.
ولسموه مساهمات خيرية أخرى من خلال المناصب التي يشغلها حالياً، والمتمثلة في كونه رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب، والذي أُسس بمبادرة من الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ من أجل تعزيز جهود المملكة في دعم الشباب وتحقيق طموحاتهم.
للسعودية أن تفخر بإذن الله بقيادة حكيمة ومستقبل قوي، بسياسة مزجت الخبرة بالشباب. والحنكة بالمبادرة والاستشراف. والأقوال بالأفعال كما هي اليوم المملكة قيادة رائدة للعالم الإسلامي.