يعيش شعب السعودية قاطبة بجميع مؤسساتها خلال هذه الفترة لحمة حقيقية وصدق المواطنة وروح الانتماء بالتفافهم حول قيادتهم النابع من تمسكهم بالعقيدة الصحيحة والمؤازرة البطلة بكل غالٍ ونفيس حيال المحنة التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق والقرار التاريخي الذي اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز بإطلاقه صفارة النصرة لإعادة الشرعية لليمن والرئيس عبدربه منصور هادي ببدء عمليات عاصفة الحزم العسكرية، وما يتبعها من حملات إغاثية طبية وغذائية ومساعدات للشعب اليمني. ومن ذلك كانت الندوة العالمية للشباب الإسلامي عبر مكاتبها في صنعاء وعدن وتعز، التي تعمل في هذه الأثناء لتكون أول المبادرين في الحملات الإغاثية، وتقديم المساعدات بما يزيد على عشرة ملايين ريال، تشمل المدن والمحافظات والقرى اليمنية كافة.
وفي هذا السياق يؤكد الأمين العام للندوة العالمية الدكتور صالح الوهيبي في حديث خاص ب "سبق" أن القرار الشجاع من الملك سلمان أعاد الهيبة والقوة للبلدان العربية والإسلامية؛ إذ كان قراراً تاريخياً وشجاعاً للملك سلمان بن عبد العزيز بإطلاقه عاصفة الحزم دفاعاً عن الشرعية في اليمن، وله أصداء واسعة في العالم. وقد صدرت ردود أفعال رسمية عربية وإسلامية وعالمية تؤيد هذا التحرك لمنع اليمن من الانزلاق إلى حرب طائفية.
وفي ضوء ذلك يتابع "د.الوهيبي" الإجابة عن أسئلة "سبق":
1- كيف تنظرون لواقع الأمة اليوم وأثر هذا القرار في نفوس الشباب والأمة كلها؟ -أعتقد أنه كان لهذا القرار أثر كبير في نفوس الشباب بل في نفوس الأمة كلها؛ فقد التفوا حوله وأيدوه. وما هذه الهبّة التي تنتظم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه إلا دليل على ما أحدثه هذا القرار في نفوس المسلمين من أثر بالغ. فالقرار أعاد الطمأنينة إلى نفوس اليمنيين، وبعث الأمل من جديد في نفوس المسلمين بأن فجراً جديداً للإسلام قد لاح في الأفق؛ ففيه تستعيد الأمة كرامتها ومكانتها التي تليق بها. وأصبحت الشعوب المسلمة تنظر إلى الملك سلمان بتقدير بالغ كقائد فذ أعاد الهيبة والقوة للأمتين العربية والإسلامية بقراره التاريخي هذا؛ فقد تنادت جل المكونات السياسية والدعوية في العالم الإسلامي إلى دعم هذا القرار ومباركته، والالتفاف حوله في بادرة فريدة، قلَّ حدوثها في هذا العصر.
2- ألا ترى أن القرار بعث الأمل في نفوس المسلمين في إمكانية نهوض الأمة الإسلامية من جديد؟ وكيف تقرؤون أثر هذه الخطوة الشجاعة في توحيد الصف ولمّ الشمل العربي والإسلامي؟ - من نعم الله تعالى على المسلمين أن ألّف بين قلوبهم وجمعهم على الخير.. وهذه نعمة كبرى حققتها عاصفة الحزم. هذا القرار التاريخي للملك سلمان بن عبد العزيز أعاد روح الأمل بالنصر للأمة الإسلامية، وسيوقف التمدد الصفوي الذي ظن أن لا مقاوم له! وحسب علمي، لم تلتقِ الدول العربية ممثلة في الجامعة العربية منذ عقود عدة خلت على كلمة سواء كما توحدت خلف هذا القرار في قمة شرم الشيخ الأخيرة بمصر، كما أن الدول الإسلامية قد وقفت من إندونيسيا إلى ماليزيا وباكستان وأذربيجان والسنغال وغيرها موقفاً داعماً ومسانداً لهذه الخطوة الجريئة.
3- تشارك الندوة العالمية في تنفيذ حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة اليمن، هل تفضلتم مشكورين بتسليط الأضواء على هذه الحملة التي استفاد منها قطاع كبير من اليمنيين؟ - مع أوائل ربيع الأول 1436ه (مطلع عام 2015م) قامت الندوة العالمية للشباب الإسلامي - بمشاركة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والإغاثة الإسلامية عبر القارات- بتنفيذ حملة خادم الحرمين الشريفين العاجلة للشعب اليمني الشقيق لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وكان المبلغ المرصود لها آنذاك (54) مليون ريال لتلبية الاحتياجات الملحة من المواد الغذائية لقرابة (45) ألف أسرة فقيرة شهرياً في مختلف المحافظات اليمنية. وفي ظل الظروف العسكرية الراهنة تتحرك الحملة الإغاثية العاجلة التي تم اعتمادها بما يزيد على عشرة ملايين ريال، وُزعت كمساعدات طبية وسيارات إسعاف وسلال غذائية ومساعدات الأسر المهجرة من منازلها، وصرف رواتب للكادر الصحي من أطباء وممرضين وطاقم فني بالتفاهم والتنسيق مع القائمين على "عاصفة الحزم" لضمان وصول هذه المعونات إلى المستحقين وفق خطط وآليات شاملة، هذا عدا ما تقدمه الندوة من مساعدات للجمعيات اليمنية الأعضاء لديها أو المتعاونة معها في مناطق عديدة في اليمن، التي هدفها إغاثة المحتاجين. كما تولي الندوة الجانب الطبي عنايتها، وتسعى إلى إيصال الأدوية والمعدات الطبية الضرورية إلى المناطق المنكوبة كعدن والضالع.
4- هل نفهم من هذا أن الندوة لديها خطة إغاثة طويلة الأمد؟ -نسأل الله ألا يطيل أمد الحرب على اليمن وأهله. وقد اعتدنا التفاعل مع النكبات والحروب حتى ترتفع الحاجة أو تقل. وحاجة اليمن حالياً كبيرة إلى الإغاثة بكل أنواعها. وستستمر الندوة بحول الله من خلال مكتبيها في صنعاء والمكلا، ومن خلال الجمعيات اليمنية، بتقديم الخدمات للمحتاجين، سائلين أن يلطف الله بأهلنا في اليمن ويمن عليهم بالسلام والطمأنينة.
5- أخيراً، كيف يمكن الوصول إليكم لمن أراد أن يسهم في هذا الجهد الإغاثي؟ -لدى الندوة مقار عديدة في سائر أنحاء السعودية، ومن أراد الإسهام في إغاثة إخوانه في اليمن فليتوجه إلى أحد تلك المقار، وهناك يستقبله شباب الندوة ويلبون رغبته بعون الله.