قال رئيس محكمة الاستئناف بالباحة الشيخ عبدالله القرني: إن مَن تأمل قوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وجد أن إقدام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على قرار "عاصفة الحزم" مصداقاً للآية الكريمة لنصرة الإسلام والمسلمين في اليمن، ولدحر فتنة الحوثيين والصفويين ونجدة المسلمين العزّل تحت وطأة الاعتداء الغاشم الحوثي الصفوي وأعوانهم، والاعتداء على شريعة اليمنيين وابتدارهم المساجد فهدموها، ودور القرآن ففجروها، والبيوت الآمنة فهدموها على مَن فيها دون رحمة أو إنسانية تحت حَنَق الغيض الرافضي الإثني عشري الصفوي الإيراني الجبان، الذي بُليت به أمة الإسلام على مر التاريخ. وأضاف: "هذا القرار كان من التوفيق والتسديد من الله بمكان؛ فلقد سجّل التاريخ به خادم الحرمين في أعلى مكان، ومنحه الله به أعلى وسام؛ فقد أيده الله إذ جمع به كلمة المسلمين لنصرة قضاياهم في أسرع وقت وأبرك ساعات، فتسنمت به المملكة العربية السعودية تحت قيادة بطلها الشجاع الملك سلمان -يرعاه الله- عزة حُقّ لها أن تُفَاخر بها بين الأمم على مر التاريخ، وكيف لا وقد أيدت الأمم هذا القرار العادل الحازم الشجاع؛ فكان ذلك نصراً للإسلام وللمسلمين، وعزاً وعزة لأمة الإسلام عامة ولبلادنا المملكة العربية السعودية خاصة، ومجداً وسؤدداً بين الأمم في ظهور المسلمين بين هذه الأمم بعزة وكرامة، لا ذلة وصغار، كما كان يساوم عليه الحاقدون على الإسلام والمسلمين".
وبيّن: "لقد كان لهذا القرار الصائب المبارك فوائد وفرائد على بلادنا وقيادتنا الحكيمة الرشيدة وجيشنا الشجاع مسطر الأمجاد، وعلى قائده البطل وزير الدفاع -وفقه الله- حقاً تكتب بمداد من ذهب أمجاداً لا تُعد ولا تحصى، ومنها أنها أظهرت اهتمام قيادتنا بقضايا المسلمين وتمسكها بشريعة الله من خلال إعلانها الجهاد الإسلامي المقدس للدين والدفاع عن مقدسات المسلمين وبلادهم، مئرز الإسلام، ومحضن قبلة المسلمين، ثم دون التعويل في ذلك على أحد سوى استنهاض هِمَمِ المسلمين للدفاع عن دينهم وعقيدتهم وبلادهم وكرامتهم وشرفهم بين الأمم، ودفع العدوان عن إخوانهم الذين طلبوا منهم النصرة في الدين عملاً بقوله تعالى: {إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}".
وتابع: "هذا القرار أظهر تلاحم المسلمين وقت الأزمات وعدم المساومة على ثوابت الدين، وأظهر ثقل المملكة وهيبتها ومكانتها بين دول المسلمين خاصة وبين دول العالم؛ من خلال تأييد قرار عاصفة الحزم في هيئة الأممالمتحدة برغم تبرم الحاقدين، كما أنه أظْهَرَ تلاحم أبناء هذه البلاد مع قيادتها وتنافسهم في الدفاع عن دينهم ومقدساتهم ووطنهم والتفافهم حول قيادتهم، وأظهر بسالة رجالنا في المعركة ومهارتهم وشجاعتهم، وأنهم قوة بإذن الله تعالى، لها اعتبارها عالمياً وإقليمياً ولعل اهتمام قيادتنا الرشيدة بالقضاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقضايا المسلمين والعدل والإنصاف، جَعَلَ لهم هذا التمكين العظيم والمكانة العالية والمنزلة الرفيعة في قلوب الشعب إسلامياً وعالمياً؛ فاللهم لك الحمد.. إنه لمصداق قول الله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}".
واستكمل: "هذا وعد الله تعالى لمن تَمَسّك بدينه وجَعَل همه نصرة الإسلام وإقامة شعائره؛ فإن الله تعالى بفضله ومَنّه وكرمه يتولى نصره ونصرته وتأييده وتثبيته وتسديده؛ تحقيقاً لقوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}؛ ولكننا مع ذلك ينبغي أن نتعلق بالله تعالى ونعلم أنه الناصر لنا وعليه التكلان، ونكثر من الدعاء لجنودنا البواسل في الجبهة لقتال العدو، إنهم بحاجة إلى دعائنا لهم باستمرار مر الليل والنهار، ونخلفهم في أهلهم بخير؛ لنفوز بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خلَف غازياً في أهله بخير فقد غزا)، ومن ذلك قضاء حوائجهم، وتدبير أمرهم بخير؛ لأنه من التثبيت للجندي في المعركة، مع التواصل اليوم الذي يجعل الرجل يعيش مع غيره لحظة بلحظة، وهذا هام جداً".
وأردف: "مع أهمية قوة التلاحم يداً واحدة ضد أعداء الدين والبلاد؛ فهو من أسباب النصر والنجاح، وإني لأكرر أهمية الدعاء والتعلق بالله ليثبت أقدام جنودنا ويزيدنا عزة ونصراً وتمكيناً على الأعداء، ويصرف عنا وعن بلادنا ومقدساتنا، ونصرنا وعزتنا وتكاتفنا شرور خلقه وشرارهم، وكيدهم ومكرهم، ولا يصرف ذلك إلا الله، ولا يعين إلا الله؛ فنسأله تثبيتاً لا يقل، وعزماً لا يفل، ونصراً وتوفيقاً على كل الأصعدة بحوله وقوته؛ فعليكم بالدعاء، عليكم بالدعاء.. اللهم وفق قيادتنا لكل خير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأعز به الإسلام والمسلمين، ورد به كيد وشر وحقد الحوثيين والصفويين وجميع أعداء البلاد والدين، وأعوانه في كل مكان وفي كل أمر، واكتب لهم العز والنصر والتمكين، وانصر جنودنا البواسل، ووفق قائدهم البطل الهمام الأمير القائد محمد بن سلمان يا رب العالمين، وكل جنودنا الأبطال البواسل الذين سطروا بفضل الله المجد لأمتهم وبثباتهم وشجاعتهم، وقوي عزائمهم يا قوي يا متين، واخلفهم في أهلهم بكل خير ورعاية يا كريم".
واختتم: "اللهم تقبّل شهداءهم، وأكرمهم بأفضل الجود والعطاء عندك والتكريم، وأجزل الأجر والمثوبة لقيادتنا الرشيدة الموفقة على إكرام عائلاتهم بأجزل العطاء والتكريم، وادفع الشر والفتن والمحن والبلايا عنا وعن بلادنا وعن المسلمين، وأَدِم على قيادتنا وبلادنا وشعبنا الأمن والاستقرار والخير والتمسك بالدين، وأعمّ به بلاد المسلمين يا رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الأمين وعلى آله وصحابته أجمعين".