زار أكثر من 300 شاب من متدربي المؤسسة العام للتدريب التقني والمهني، المشاركين حالياً في كأس المؤسسة الذي تستضيفه الكلية التقنية ببريدة برعاية أمير القصيم فيصل بن مشعل، ظهر أمس الأحد "بلدة الخبراء الثراتية". وتعرف الشباب خلال الزيارة على واجهة تعريفية لما تحتضنه المملكة من معالم حضارية وتطور عمراني وآثار قيمة ونادرة تشير في مضمونها إلى حقبة زمنية لازمت بناء الإنسان السعودي وأتاحت الفرصة لإبراز الثقافة السعودية وإظهار معالم بلادنا التي حباها الله بالأمن والأمان.
والتقى فريق الزيارة يتقدمهم مشرفي البطولة، برئاسة وكيل الكلية التقنية ببريدة، عبدالله التويجري، بالمشرف على بلدة الخبراء التراثية ببلدية الخبراء، علي بن عبدالله العميم والذي رحب بهم ونقل لهم من خلال حديثه سعادة العاملين في البلدة بقدوم الزوار من داخل المملكة وخارجها.
وأكد "العميم" أن زيارة المتدربين للبلدة هو بحد ذاته تفعيل لدور التدريب التقني في غرس المواطنة الصالحة، والثقافة الوطنية التي يستهدف إبراز تراث المملكة وحضارتها والتعريف بالقيم الأصيلة للمجتمع السعودي.
وأوضح أن الرسالة التي يسعون لإيصالها من خلال هذه البلدة القديمة هي: "التجسيد الحقيقي لقوة اللحمة الوطنية التي تربط القيادة الحكيمة بأبنائها، معززة بذلك الانتماء وتعميق الإحساس بالوطن ".
وفيما طالب الوفد بالعمل على ضم هذه القرية لليونسكو فقد اتفقوا على أن هذه الحقبة الزمنية للبلدة هي حقبة شاهدة من الماضي على العصر الذي نعيش فيه حاضراً ويشهد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، نحو توزيع الخدمات واستتباب أمن الوطن والمواطن وتلبية متطلباته.
وأعجب الزوار بالجهود التي تبذلها وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة ببلدية الخبراء، والهيئة العامة للسياحة والآثار في التعاون نحو إعادة هذا الوجه الجميل للحياة ليواصل رسالته أمام العالم.
يذكر أن بلدة الخبراء التراثية تقع على خط عرض 26 درجة ودقيقتين، وخط طول 43 درجة و4 دقائق، وتشهد تطويراً في معالمها ومساكنها التي تتجاوز 400 مسكن بالإضافة إلى الجوامع والمحلات التجارية القديمة والمدرسة والمقبرة القديمة وعدد من الأبراج وسور البلدة، وتعتبر البلدة أحد أهم مواقع التراث العمراني المعتمدة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتفتح أبوابها من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساء، عدا يوم الجمعة من بعد الظهر إلى المساء.
وتمثل "بلدة الخبراء التراثية" التي تقع وسط منطقة القصيم على مساحة 120 ألف متر مربع، حقبة زمنية في التاريخ حيث ترجع إلى العام 1115 هجري، ووصفت بأنها حصن حصين صمدت أمام الغزوات والحملات العسكرية، وترجع تسميتها بالخبراء لأنها كانت مكاناً تتجمع في مياه الأمطار والمياه الفائضة من وادي الرمة قديماً.