أكَّدت الكاتبة السعودية سالمة الموشي أن كتاباتها تهدُف لتحرير المرأة مما سمَّته "التغييب والانتقاص". و قالت الموشي ل "سبق": "إن النساء اللائي تكتب عنهن موجودات في الحقيقة، ولكن اختلاف نظرتهن إلى أنفسهن هي المغيَّبة، فالمقهور المُبخس حقّه قد لا يعلم أنه كذلك، والمغيّب فكرياً لا يعي أنه كذلك، هناك تماه كبير بواقعهن يجعلهن منسجمات ظاهرياً مع نمط الحياة المعاش سواءً علمنا به عن وعي أم من دون وعي. الفكرة تكمن في لحظة الوعي التي قد تكون بمنزلة وعي شقي؛ لأنه يصعب الخلاص مما وعين عليه، ولهذا يصبح وعياً شقياً. نسائي اللواتي أعيش بينهن، واكتب لهن وعنهن حقيقيات وموجودات، ولسن بالضرورة قادرات على رؤية منطقتهن. ولكني سأكتب عنهن، وسأكتب لهن، ولن أتوقف عن الكتابة، فأنا أتحرك ضمن دائرتهن؛ بحثاً عن قوة لتغيير شيء ما. ثمة أبواب كثيرة مُغلقة على النساء، ووراء كل باب هناك روح امرأة مغيّبة ومنتقَصة" .
وكانت الموشي أصدرت مؤخّراً كتابها الثاني "أيها النقصان من رآك؟ ... نساء تحت العرش" تناولت فيه مسألة إعمال العقل، باعتبار العقل هو موقف الإنسان من الحياة، ومن وجوده، ومن توجُّهه، ويطرح الكتاب الكثير من الأسئلة مثل: هل تمتلك المرأة قلباً ناقصاً أيضاً؟! وتشير الكاتبة في أحد فصوله إلى اختطاف عقل المرأة تاريخياً ودينياً، مؤكِّدة أنه عندما تغيب الحرية يغيب العقل، وعندما يغيب العقل، ماذا يبقى؟ وتؤكِّد على أنه كتاب غير مصنف تحت نمط أدبي محدّد.
وعما تقصده بالعقل، قالت الموشى ل"سبق": "العقل هنا هو ما ذكره الله، والذي خصّ به الإنسان ذكراً وأنثى، والذي هو مناط التكليف، فمن لا عقل له لا يكلَّف، ومَن فقد بعض مقدرته العقلية، فإنما يُكلَّف بحسب ما بقي له، وخالق العقل لا ينقصه، وقد أوردته بالكتاب أيضاً؛ باعتباره إشارة إلى كينونة الإنسان .
و عن دواعيها لوصف المرأة بأنها ذات قلب ناقص أيضاً، قالت: "لم أصف المرأة بأنها ذات قلب ناقص، بل طرحت سؤالاً ممتداً بمعنى: هل وصم النساء بالعقل الناقص، يعني أنهن أيضاً يمتلكن قلباً ناقصاً" .
وأوضحت الموشى أن نساء كتابها "هن نساء الحياة التي تكتظ بنا، وبكل تفاصيلنا اليومية والموشومة بتاريخ قديم من الثنائية والانتقاص والعرش الذي أقصده ليس غيره عرش إنه عرش الرحمن الذي يتساوى تحته كل البشر بكل أطيافهم وجنسهم" .