أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، "الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس"؛ عن سروره وغبطته بزيارة معرض تاريخ الملك فهد "روح القيادة"، والذي يعود بالذاكرة إلى عهد الراحل الذي بذل جهوداً عظيمةً لخدمة دينه ونهضة بلاده، وترك بصمة على الجميع، واستطاع الرقي بالمملكة والتغلب على التحديات، وسار بالوطن نحو المزيد من التجديد والتطوير، مع المحافظة على الأصول والثوابت التي قامت عليها المملكة. وقال "السديس" بعد جولة في المعرض: "الملك فهد- رحمه الله- مدرسة رائدة يستقي منها الجميع دروساً متعددة في شتى المجالات، ولن أنسى ما حييت فضله عليَّ بعد فضل الله تعالى؛ إذ كان السبب بعد توفيق الله -عز وجل- في المنعطف الأهم في حياتي، وهو شرف الإمامة والخطابة في المسجد الحرام بعد موافقته الكريمة".
وأضاف أنه تعلم من مدرسة الفهد كثيراً، في حسن توجيهه ورعايته الكريمة، لافتاً إلى أن الحديث عنها يتطلب موسوعات وندوات، مقترحاً أن يستمر المعرض ويتنقل في مناطق المملكة ليعم النفع ويمتد الأثر ويرتبط الجيل والنشء بقادة هذه البلاد المباركة، ويتعرفوا عن كثب على هذه الهامات العظيمة والقامات السامقة الكريمة، وما قدمته من إنجازات كبيرة.
وتابع: "للحقيقة والتاريخ فإن الملك فهد بن عبدالعزيز- يرحمه الله- يتمثل الريادة في كل أعماله بدءاً من خدمته بالتعليم، ثم في الداخلية مع بسط الأمن، وفي مجلس الوزراء، وولايته للعهد، ثم بتبوُّئِه سدة الحكم"، لافتاً إلى أن من أهم أعماله وإنجازاته توسعات الحرمين الشريفين، ولا تزال توسعة الملك فهد للمسجد الحرام والمسجد النبوي مأثرة تاريخية شاهدة بعنايته الفائقة ورعايته الجليلة للحرمين الشريفين، وكذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتحديث الأنظمة في المملكة والوقوف بحزم أمام التحديات التي واجهت المملكة والمنطقة بصفة عامة؛ كدوره- رحمه الله- في تحرير الكويت، واتفاقية الطائف لمعالجة الأزمة اللبنانية، ووقوفه دوماً مع قضية فلسطين والبوسنة والهرسك وأفغانستان، وكثير مما تختزنه الذاكرة ويسجله التاريخ بمداد من ذهب، فضلاً عن تعزيز دور المملكة في الخارج؛ عن طريق إقامة المراكز الإسلامية والملتقيات العلمية والدعوية في مختلف عواصم العالم؛ ما أبرز دور المملكة الرائدة في تعزيز الوسطية والاعتدال والتوازن والحضارة والأصالة والمعاصرة.
وقال: "وما هذه إلا شذرات ومقتطفات من حياة حافلة بالإنتاج والعطاء والإنجازات ضمن سلسة وَضَّاءة وحلقات متلَأْلِئة في سيرة شخصية ريادية وقيادية فذة تعتمد على أسس: الدين، والعقيدة والتوحيد، والشريعة، والموازنة بين روح الشريعة ومعطيات العصر؛ مما أنتج مرحلة مثمرة ومنعطفاً تاريخياً في عهده، فبنى كيان الدولة والإنسان والمكان، يمثل أُنموذجاً للمستقبل المشرق، الذي يعطي الأجيال الجديدة منهجاً يحتذى من قائد عظيم وملك مبجل كريم".
وشكر أبناء الملك فهد وأحفاده وحفيداته- وعلى رأسهم: "الأمير محمد، وسعود، وسلطان، وخالد، وعبدالعزيز"- وأبناوهم وأخواتهم الكريمات؛ على إظهار هذا المعرض بالشكل والصورة المتميزة في نقلة نوعية من التوثيق والإخراج، واستثمار التقنيات الحديثة؛ ما يميز هذا المعرض عن غيره.