أكد عدد من الشرعيين في مكةالمكرمة أن الرابطة الإيمانية والأخوَّة الإسلامية تقتضيان وجوب نصرة الإخوة في ليبيا، ومد العون لهم، واستنكروا العدوان الغاشم الذي يمارسه نظام القذافي على أبناء ليبيا، وأشاروا إلى أن المنطقة العربية تشهد أحداثاً جساماً تتمثل في الانتفاضات الهائلة المتتابعة للشعوب بدءاً بتونس ومروراً بمصر؛ حيث اندلعت هذه الأيام انتفاضة شعبية كبرى في ليبيا ضد نظام القذافي الذي دام أكثر من أربعين عاماً، عاش خلالها الشعب الليبي المسلم مهضوم الحقوق مسلوب الإرادة، يتجرع ألواناً من الأذى، وصنوفاً من البلاء في أمور دينه ودنياه؛ فكانت هذه الانتفاضة نتيجة طبيعة لهذا الظلم والطغيان. وقالوا: "إن النظام الليبي الظالم قمع هذه الاحتجاجات السلمية بشكل همجي مستعملاً آلته العسكرية، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، ضد هذا الشعب الأعزل المسالم؛ فكانت الحصيلة لهذه التصرفات الوحشية الرعناء آلافاً من القتلى والجرحى". وأضافوا بأنه انطلاقاً مما أوجبه الله تعالى على أهل العلم من بيان الحق ونصرة المظلوم فقد أكد الموقِّعون أن ما يحدث من قتل وسفك لدماء هذا الشعب المسلم المسالم جريمة بشعة يستنكرها كل مَنْ له مسحة من عقل أو وازع من دين. وأوضحوا أن الواجب الشرعي يُحتّم على جميع الدول الإسلامية، ولاسيما دول الجوار، القيام بمسؤوليتها في دعم هذا الشعب المسلم المستضعف، وتقديم المساعدات الإغاثية والطبية والعينية كافة، وفتح الحدود أمامهم، وتمكين مَنْ يحتاج منهم من الوصول إليها، ومنع المأجورين من المرتزقة من الدخول لتورط هذه العصابة الظالمة في اقتراف هذه الجرائم. وطالبوا المنظمات الدولية والحقوقية كافة في العالم بالوقوف ضد هذه الانتهاكات الإجرامية التي يمارسها "هذا الطاغية وعصابته"، وممارسة جميع أنواع الضغوط عليه لإيقاف "جرائمه القمعية البشعة تجاه هذا الشعب الأعزل". وناشدوا قوات الأمن والجيش الليبي ألا يكونوا شركاء لهذا النظام الظالم في جرائمه ضد شعبه بل يجب عليهم أن يعملوا على حماية الناس وكف الظلم عنهم، كما ثمن البيان للقبائل الليبية موقفها المشرف في انحيازها لبقية أفراد الشعب، وناشدهم الاستمرار في نصرة إخوانهم، والحذر من مكائد النظام في شق صفوفهم، وإثارة النعرة الجاهلية بينهم. جاء ذلك في بيان لعدد من الشرعيين بمكةالمكرمة، هم: الشيخ صالح بن عبدالله الدرويش القاضي بمحكمة الاستئناف بمكةالمكرمة، والدكتور عبدالله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقاً، والدكتور محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى سابقاً، والدكتور وليد بن عثمان الرشودي أستاذ الحديث المشارك بجامعة الملك سعود، والدكتور ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقاً، والدكتور يوسف بن سعيد الغامدي الأكاديمي السعودي، والدكتور عبدالرحمن بن جميل قصاص أستاذ الحديث المشارك بجامعة أم القرى، والدكتور خالد بن عبدالله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى، والشيخ حسين بن محمد الحبشي الباحث الشرعي، والشيخ بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة.