نفت مصادر حكومية فنزويلية، اليوم الاثنين، وجود أي اتفاق لاستقبال الزعيم الليبي معمر القذافي في فنزويلا. وترددت في وقت سابق أنباء غير مؤكدة عن مغادرة الرئيس الليبي معمر القذافي البلاد إلى فنزويلا أو البرازيل، في ظل اشتباكات في وسط طرابلس بين آلاف المحتجين وأنصار القذافي، بحسب موقع "العربية نت". ووجه سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، كلمة حذر فيها من تجدد الحرب الأهلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الاحتجاجات. وبث التليفزيون الليبي صوراً لمواطنين في مدينة بنغازي وقد سيطروا على مركبات وأسلحة خاصة بقوات الأمن. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس الأحد، أن عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية استقال من منصبه احتجاجاً على قمع المحتجين في بلاده. ونقلت الوكالة عن الهوني قوله: إنه استقال من جميع مناصبه وانضم للثورة الشعبية. وقالت الوكالة: إنه قدم استقالته إلى وزارة الخارجية الليبية احتجاجاً على السماح بضرب المتظاهرين العزل وسحقهم، معتبراً أنه كمواطن ليبي لا يمكنه السكوت مطلقاً على هذه الجرائم التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وتابع: "أعلن انحيازي الكامل لأبناء شعبي". وانضمت وحدة من الجيش الليبي إلى المتظاهرين في بنغازي. وأبلغت فرقة "الصاعقة" أهالي بنغازي أنها حررت المدينة. وإلى ذلك انضمت قبيلة ورفلة إلى المحتجين. وفي أول رد فعل رسمي إزاء الاضطرابات التي يشهدها العديد من المدن الليبية، وتصاعدت سريعاً خلال الساعات الماضية، وجه سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، كلمة حذر فيها من تجدد الحرب الأهلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الاحتجاجات. وشدد القذافي على أن ليبيا تختلف عن كل من تونس ومصر المجاورتين، اللتين شهدتا احتجاجات شعبية حاشدة، اضطرت الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، إلى التخلي عن السلطة، كما أكد أن الزعيم القذافي ليس كمبارك وبن علي. واعتبر القذافي، في كلمته التي أذاعها التليفزيون الرسمي أن هناك ثلاث مجموعات تقف وراء ما أسماها "الفتنة" التي تشهدها ليبيا، أولها "مجموعات منظمة"، مثل النقابات وغيرها من التجمعات "التي نتفهم آراءهم"، ومجموعات أخرى قال: إنها "إسلامية" تتبع نهجاً عسكرياً، مشيراً إلى أن إحدى تلك الجماعات أعلنت ما أسمته "إمارة إسلامية في البيضاء". أما المجموعة الثالثة، فقد أسماها سيف الإسلام القذافي ب "الجماهير الغفيرة"، مشيراً إلى إنها تضم من وصفهم ب "الأطفال، والبلطجية، وكذلك المتعاطفين من الأجانب"، وتابع أن "بعض الشباب بدأوا في تقليد ثورة الفيسبوك التي حدثت في مصر". كما انتقد القذافي الابن، الذي يُنظر إليه باعتباره أحد المنادين بالإصلاح في ليبيا، وسائل الإعلام الرسمية في بلاده، متهماً إياها بأنها "لم تواكب الأحداث"، وهو ما قال: إنه أعطى فرصة لوسائل الإعلام العربية والأجنبية لاستغلال هذا الفراغ لتقديم معلومات مغلوطة وغير صحيحة عما يحدث في ليبيا. وحذر القذافي من خطورة الوضع في بلاده بقوله: إن "ليبيا تقف الآن في مفترق طرق"، مشيراً إلى أن "الشباب يريدون أن يقلدوا ما حدث في تونس ومصر"، وأضاف قائلاً: "الوضع في ليبيا مختلف، ليبيا قبائل وعشائر وليست دولة مدنية، ستتحول إلى مجموعة دول، الانفصال في ليبيا له جذور منذ أكثر من 70 سنة". كما حذر من أنه في حالة وقوع ليبيا في دائرة الحرب الأهلية، فلن يكون هناك بترول أو غاز، وتابع بقوله: إن "البترول الذي كان له دور في توحيد ليبيا"، لأنه يوجد في وسط وجنوب البلاد، "سيتم حرقه، وتصير صراعات دموية عليه، ولن يستفيد منه أحد". وتابع سيف الإسلام في كلمته، أنه "بدلاً من البكاء على 84 قتيلاً في بنغازي، سنبكي على مئات الآلاف من القتلى، وستسيل أنهار من الدماء في كل مدن ليبيا"، كما حذر من "عودة الاستعمار" إلى ليبيا، إذا "ما سمحنا لهذه الفتنة بالاستمرار". في المقابل، دعا القذافي الابن إلى الاتفاق على ما أسماها "مبادرة تاريخية وطنية"، من خلال أجندة واضحة، تتضمن إقرار مجموعة من القوانين، منها قانون الصحافة، وقوانين المجتمع المدني "تفتح آفاق الحرية وتلغي القيود"، مشيراً إلى أن هذه القوانين كان قد تم الاتفاق على إقرارها قبل اندلاع تلك المواجهات. كما دعا إلى عودة الحكم المحلي لمختلف الأقاليم الليبية، على أن تختار كل منطقة من يمثلها في القطاعات الخدمية، وكذلك الاستمرار في عملية التنمية ضمن ما أسماه "التحول من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية". وشدد سيف الإسلام في ختام كلمته على أن والده "القذافي ليس رئيساً تقليدياً كمبارك وبن علي، وإنما القذافي زعيم شعبي"، وقال: إنه لن يغادر الجماهيرية، وسيعيش ويقاتل فيها ويموت فيها"، إلا أنه لم يتضح على الفور سبب تغيب الزعيم الليبي عن مخاطبة الليبيين، فيما بادر نجله بالتوجه بخطابه إلى الشعب.