قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، إن المملكة هي مهد الرسالة وبلد الحرمين الشريفين، وموطن الحضارات المتعاقبة التي توجتها وسادت عليها حضارة الإسلام، معتبراً ذلك مزية استثنائية وليس "خصوصية" كما يردد البعض. وقال الأمير "سلطان" في تصريح صحفي عقب لقائه اليوم الاثنين في مقر الهيئة بالرياض الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند: "اجتماعاتنا مع زملائنا في هيئة الأمر بالمعروف مستمرة، ونحن حريصون على هذا التعاون، فبلادنا قامت على العقيدة الإسلامية، وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من الأساسيات التي ينشأ عليها المسلم، وهيئة الأمر بالمعروف مؤسسة مهمة حريصة على أن تعمل معنا لأجل أن يستمتع المواطن بوطنه، لأن قضية بقاء المواطن في وطنه هي مصلحة عليا ومسؤولية مشتركة تعمل عليها مؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية لتتاح للمواطن الفرصة للتعرف على هذا الوطن الاستثنائي، الذي يحظى بميزة استثنائية، فهو بلد الحرمين الشريفين، بلد القيم والشيم وبلد المبادرات والإنجازات المتلاحقة في شتى المجالات وبلد الاستقرار ولله الحمد، وهذه كلها مزايا مهمة جداً لا بد أن يستشعرها الشباب والمواطنون من خلال تجولهم في بلادهم".
وأضاف: "ما يربط الهيئتين من علاقة مميزة وتنسيق كبير منذ إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتفعيل هذا التعاون من خلال الاتفاقية الموقعة بين الهيئتين في محرم 1431ه، ونشدد على أهمية العمل المشترك بين الهيئتين لتنمية السياحة والتراث الوطني وتهيئة البيئة المناسبة ليتمتع المواطنون وأسرهم بالسياحة في مناطق المملكة".
وأردف: "من أولويات العمل في التنمية السياحية؛ إيجاد بيئة مناسبة لتتمتع الأسرة مجتمعة بالسياحة في مناطق المملكة، وتحقيق أهداف تعريفها ببلادها وعمقها الحضاري المتمثل في مواقعها التاريخية وفي مقدمتها مواقع التاريخ الإسلامي".
وتابع: "الرحلات السياحية الداخلية تعد فرصة مهمة لتقوية الترابط الاجتماعي، وترسيخ القيم، وتعرف المواطنين على بلادهم وتاريخها، وهذا يتطلب تكاتف الجهود لتهيئة البيئة الجاذبة لهم بما يكفل الترويح والاستمتاع للأسرة مجتمعة وفق القيم المتفق عليها، وهيئة الأمر بالمعروف شريك أساس في تهيئة هذه البيئة".
وقال الأمير "سلطان": "هناك تطور كبير ونمو للسياحة المحلية في جميع المناطق، إضافة إلى ما نحن مقبلون عليه من توسع ضخم جداً في الوجهات السياحية الجديدة، ومشاريع الإيواء السياحي والمشاريع الأخرى، بشكل يتطلب التركيز على رفع مستويات التعاون بين الهيئتين لتهيئة السبل لاستقطاب المواطنين ولتكون بلادهم الخيار الأول لهم لقضاء إجازاتهم".
وأضاف: "ما سمعته من سيدي خادم الحرمين الشريفين يوم أمس فيما يتعلق بهذه المسارات، وتوفير السبل لانطلاق مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، يجعلنا نهتم بتوطيد هذه القيم المضافة لبلدها، والهيئة تمارس دورا أصيلا في هذا الجانب".
وأردف: "لقد ناقشنا العمل سويا في تطوير ثقافة ووعي الجماهير التي تأتي للفعاليات، وتتضاعف أعدادها سنويا بشكل كبير، ومنحهم المساحة الكافية للاستمتاع في إطار قيم المجتمع المتفق عليها".
من جانبه؛ قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند: "تعاون هيئة الأمر بالمعروف مع هيئة السياحة في إنجاح السياحة المحلية وتعرف المواطنين على بلدهم واستمتاعهم به من خلال الرحلات السياحية هو من المعروف الذي تعمل الهيئة عليه وتتواصى به".
وأضاف أن ما تقوم به هيئة السياحة من العمل على ربط المواطنين ببلدهم ومحبتهم له يعد واجباً شرعياً قبل أن يكون واجباً وطنياً واقتصادياً.
وأردف: "تفريطنا في تعريف المواطن ببلده وترسيخ محبته في قلوبهم وتعزيز المواطنة من خلال السياحة ينتج عنه الانحرافات لدى الشباب أو التطرف والبعد عن الوسطية سواء بإتاحة الفرصة للتغرير بالشباب وجرّهم لأفكار الإرهاب المنحرفة، أو الإغراء بالانسلاخ من القيم والدين".
وأشاد بالتعاون الكبير بين هيئة السياحة وهيئة الأمر بالمعروف، مشيراً إلى أنه نقل إلى رئيس هيئة السياحة شكر وتقدير منتسبي هيئة الأمر بالمعروف الذين يجدون كل تعاون من قبل منتسبي هيئة السياحة في المواقع والمعارض والمهرجانات السياحية ويعلمون وقوف الأمير "سلطان" معهم وحرصه على أن تكون البرامج التي تنفذها هيئة السياحة ملتزمة بالقيم المجتمعية.
وقال "المسند": "علاقتنا بهيئة السياحة تكاملية واستراتيجية، ونسعى دائماً من أجل أن تكون في أحسن صورة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونعتقد أن من واجبات الرئاسة ربط أبناء هذا البلد بوطنهم، ونحن نتكامل زملائنا في الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذه المسؤولية الشرعية والوطنية ونتكامل فيما بيننا لتحقيق ذلك، وسيكون من ضمن مهام الرئاسة إصدار منتجات جديدة، لتشجيع أبناء هذا الوطن على محبة وطنهم والبقاء فيه".
وتناول اللقاء بحث أوجه التعاون بين هيئتي السياحة والآثار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مختلف المجالات.
وشهد اللقاء التوقيع على اتفاقية تعاون إلحاقية لتطوير التعاون بما يخدم التوسع الذي تشهده السياحة المحلية، وذلك ضمن برنامج "التطوير الشامل للسياحة والتراث الحضاري" الذي تنفذه الهيئة ويشمل تطوير اتفاقيات التعاون مع الشركاء بما يتوافق مع مهام ومرتكزات البرنامج الذي يعمل على تحديد الأولويات وزيادة التركيز وتسريع تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية السياحية؛ بهدف إحداث نقلة نوعية وجذرية وبارزة في تطوير السياحة الوطنية والاستثمار والتراث الوطني.
جدير بالذكر أن مجالات التعاون بين الهيئتين في الفترة السابقة شملت تدريب 863 عضواً ميدانياً من هيئة الأمر بالمعروف ضمن مشروع التوعية والتدريب على المفاهيم السياحية، والتعاون في مجالات الفعاليات السياحية وعدد من الأنشطة الأخرى.