شدد مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، على أمانة المسئولين، والموظفين، والتجار، والعمال، والمقاولين، ورجال الإعلام، والصحافة، والأطباء، والصيادلة، بأداء الأمانة في مهامهم ووظائفهم وأعمالهم. وأكد رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في خطبة الجمعة اليوم من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض على المقاولين والمنفذين للمشاريع العامة، أنهم مؤتمنون على هذه المشاريع بتطبيق المواصفات، والالتزام بوقت محدد في تنفيذها؛ محذراً من أن الإخلال بتنفيذها هو إخلال بمصالح الأمة.
ولفت سماحة المفتي إلى أن رجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء مسئولون عما يُبَث ويُنشر عبرها من برامج ومقالات وأخبار، والتي ينبغي أن تكون موجّهة لقضايا الأمة ومصالحها في الحاضر والمستقبل، مع الابتعاد عن نشر الشائعات والأكاذيب؛ فرجال الإعلام إن صدقوا فيما قالوه أو كتبوه، كانوا على الإصلاح؛ منوهاً بأهمية أمانة الشاهد الذي يحب عليه تأدية شهادته على الوجه المطلوب؛ فمن شَهِدَ زوراً أو كذباً أو مجاملة لأحد؛ فقد خان الله في ذلك؛ فالله حذّرنا من كتمان الشهادة بقوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} فمن الخيانة كتمان الشهادة.
وتابع يقول: من الأمانة أمانة المستفتين والعلماء؛ فالمفتي يخبر عن الله جل وعلا؛ فيجب عليه تقوى الله ومراقبته فيما يُفتي به وإذا لم يعلم فليمسك؛ مبيناً أن رجال الأمن مخلصون إذا اتقوا الله وقاموا بالأمانة والواجب والأخذ على يد السفيه والمفسد ومن يضر بمصالح الأمة.
وحذّر المفتي الأطباء والصيادلة من استغلال المرضى برفع أسعار تكاليف العلاج والدواء عليهم وقال: "أيها الطبيب والصيدلي، مهنتك شريفة؛ فاتق الله في عملك، وإياك أن تستغل ضعف المريض ومرضه بتكاليف العلاج الباهظة؛ فعالجه معالجة طيبة بأسعار مناسبة".
وبيّن سماحته -خلال الخطبة- أهمية الحِرَف في الإسلام؛ مطالباً ممتهنيها بالأمانة سواء في التجارة والحدادة والسباكة والكهرباء وإصلاح السيارات، وقال: "يجب على العمال تقوى الله، وإتقان أعمالهم، وأن يوفوا بالمواعيد، وأن يحرصوا ألا يبالغوا ويغالوا في أسعار القطع أو تغييرها لأن في ذلك استغلال الناس".
وعدّد مفتي المملكة في خطبته جملة من فضائل الأمانة؛ مشيراً إلى أنه خلق أنبياء الله والصالحين من عباده؛ لافتاً أن الإسلام حث على التخلق بخلق الأمانة، ورغّب به؛ مستشهداً بقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، كما حذر من الخيانة؛ مستدلاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.