تعيش أسرة "الشقيقي" المكونة من 16 فرداً من أب سعودي وأم من جنسية عربية، معاناة الحرمان من العيش والدراسة والعلاج بالمستشفيات الحكومية والوظائف، وفقدان كافة حقوقهم، كونهم لا يحملون هويات وطنية رغم حمل الأب الهوية السعودية، ما جعلهم يعيشون حالة فقر شديد وتراكم للديون قذفت بهم إلى الشوارع وتحت الكباري. التقت "سبق" المواطن بكري محمد غبيش الشقيقي، الذي روى معاناته بنبرة من الحزن والأسى على ما وصل به الحال من عدم وجود مصدر رزق له وتراكم الديون وعدم تسجيل أبنائه في الأحوال المدنية.
زواجي وإنجابي وقال "الشقيقى" ل "سبق": "أعاني من أمراض نفسية منذ صغري، وعدم قبول المجتمع لي كزوج لبناتهم جعلني أبحث عن زوجة غير سعودية، وفعلاً بعد التحاقي بالسلك العسكري تزوجت، ولم أكن أستطيع تسجيلها بشكل رسمي في الجهات الرسمية لأنني موظف عسكري، والنظام لا يسمح بزواجي من أجنبية".
وتابع: "أنجبت زوجتي أطفالي ال 14، وواصلت هذا الحال بلا هويات، وفي حالة الولادة كنا نقوم بتوليدها في مستشفيات خاصة".
معاناة 14 فرداً وواصل: "بعد إنجاب أطفالي شعرت بمسؤولية كبرى بحكم أعمارهم المتزايدة عاماً تلو الآخر، فتركت عملي العسكري وبدأت بتقديم معاملتي إلى الأحوال المدنية وعدد كبير من الجهات الحكومية، ومنذ سنوات وأنا في مراجعات بين جدةوالرياض ووعود بإنهاء المعاملات ولم تنته أي معاملة لأبنأئي رغم انني قمت بتجهيز كافة الأوراق ودفع الغرامات المطلوبة تجاه ذلك"، مشيراً إلى أنه لم يستطع مراجعة المعاملات في الفترة الأخيرة بسبب عدم مقدرته المالية للسفر إلى الرياض.
الشوارع والكباري وأوضح: "تراكمت الديون على كاهلي ولم أستطع تسديها ما أدى لطردي أنا وعائلتي إلى الشارع من قبل ملاك البيوت، وسكنا الكباري في أوقات عدة"، مبيناً أن أصحاب الخير لم يقصروا؛ حيث يأتي أحدهم ويتكفل بدفع قيمة إيجار شهر أو شهرين، ثم بعد ذلك نعود مرة أخرى إلى الشارع.
أهل الخير واستكمل: "مصدر رزقي بعد الله من طعام وشرب ولباس هي مساعدات أهل الخير، وأهل الحي يقومون بإعطائنا الصدقات والملابس القديمة والمستعملة أغطي بها بناتي ال 11 وأولادي الثلاثة؛ حيث تمر أيام نجلس فيها بلا طعام ونقوم بالبحث عند الجيران". الحرمان وذكر: "عائلتي حُرمت من أبسط مطالب الحياة من تعليم أو صحة أو وظائف، ولم أستطع إتمام زواج بناتي لعدم وجود هوية وطنية لهن أو كرت عائلة يضمهن، وأكاد أسقط على وجهي قهراً عند مشاهدة أطفالي محرمين من حقوقهم البسيطة، لا يستطيعون الخروج إلى الشارع خوفاً من القبض عليهم وتسفيرهم إلى إحدى الدول المجاورة بحكم أنهم بلا هويات وليسوا مسجلين في نظام الأحوال"، وواصل: "أطفالي يوجهون لي أسئلة عدة، منها: لماذا نحن نختلف عن البقية من أطفال الجيران وأقاربنا؟ فلا أجد لهم جواباً".
مرضي النفسي واستطرد: "أعاني من فصام عقلي مستمر منذ سنين طويلة بموجب تقارير طبية -تحتفظ "سبق" بنسخة منها- وهذا ما جعل حالتي النفسية والعقلية متدهورة، وزادت بعد معاناتي من عدم تسجيل عائلتي واستخراج هوياتهم للعيش بسهولة".
مناشدة وناشد "الشقيقي" الذي يحمل سجل مدني رقم (1070760291)، جميع المسؤولين وأهل الخير، النظر إلى حاله ومساعدته هو وعائلته باستخراج هويات وطنية لهم وتوفير حياة بسيطة في بيت وتسديد الديون.