بعد أكثر من عشرة أيام من التغيب الإعلامي والشائعات المتجددة التي أحاطت برجل روسيا الحديدي فلاديمير بوتين وصلت لإعلان وفاته والانقلاب عليه، خرج الكرملين، اليوم الاثنين، ببيان يعلن فيه ظهور الرئيس "بوتين" ولقاءه نظيره الكيرغيزي، ألماز بيك أتمباييفن؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة. ويُعدّ ظهور الرئيس الروسي، أمام الصحفيين، الأول من نوعه منذ 5 مارس الجاري؛ حيث أدى هذا الغياب إلى إطلاق شائعات داخل وخارج روسيا عن أسباب تغيب "بوتين" عن الظهور كل هذه الفترة، بعضها قال بمرضه، وهو ما أكد عدم صحته المتحدث الرسمي للرئاسة، دميتري بيسكوف، الذي أعلن أن صحة الرئيس الروسي "جيدة تماماً".
وأشارت شائعات أخرى إلى مولد طفلة ل"بوتين" كسبب لتغيبه نحو 10 أيام عن العمل العام، بيد أن الكرملين نفى ذلك أيضاً، وبلغت الشائعات ذروتها، عندما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، على موقعها الإلكتروني، الأحد، أن "انقلاباً داخل النخبة الحاكمة في روسيا وقع ضد بوتين"، مؤكدة أنه ما زال على قيد الحياة.
وأوضحت الصحيفة، في حينها، أن رئيس جهاز المخابرات الروسي السابق نيكولاي باتروشيف يقف وراء المؤامرة المزعومة لتحييد "بوتين"، وأشارت إلى أن وجود قافلة شاحنات أمام الكرملين غذّت شائعات رحيله أيضاً، فضلاً عن حريق أحد أبراج دير "نوفوديفيتشي" الذي تابعه 113 رجل إطفاء، مع 29 آلية وقيل إنه وفق مجريات الانقلاب المزعوم.
وجاء ذلك بالتزامن مع الحريق الضخم الذي اندلع فجر اليوم الاثنين في موسكو في أحد أشهر أديرتها التاريخية، والقريب من مبنى الكرملين، وسط تساؤلات بماإن كان عملاً إرهابياً، أو محاولة لزعزعة الأمن الداخلي، حيث شبت النار فجأة في أحد أبراج دير "نوفوديفيتشي" واحتاجت، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، إلى 113 رجل إطفاء، مع 29 آلية، لإخمادها بعد أن امتدت ألسنتها على مساحة تزيد على 300 متر مربع، ووصلت إلى ارتفاع البرج البالغ علوه 40 متراً، مع ذلك أكدت وزارة الطوارئ الروسية عدم وقوع مصابين من الحريق الذي أدى إلى احتقان كبير بحركة السير في المنطقة.
وسريعاً وصل صدى الحريق إلى عواصم العالم، فأبدت وسائلها الإعلامية شكوكاً بأن يكون نتيجة عملية إرهابية أو محاولة للقيام بزعزعة أمنية، لها توابع مرتقبة.