رد رئيس إدارة الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي على شكاوى مواطنين عالقين في القاهرة، اتهموها بالتقصير في التعامل مع أوضاعهم أثناء وجودهم في مصر أثناء المظاهرات المصرية في مدن عدة، وأكّد نقلي، أن السفارة لم تتهاون في تعاملها مع المواطنين لإعادتهم إلى بلادهم في وقت قياسي. ووفقا لتقرير نشرته "الحياة"، قال النقلي إن السفارة جنّدت العاملين فيها، لخدمة المواطنين في أماكن عدة، وخصصت أرقاماً هاتفية عدة للتواصل مع رعاياها، مشدداً على أن القصور إن وجد يعتبر حالات فردية، وليس من مسؤولية السفارة، إنما يعود إلى الأوضاع المتردية في مطار القاهرة، وقطع وسائل الاتصال في مصر. وفي ما يأتي توضيح إدارة الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية على ما نشرته "الحياة" عن تضرر مواطنين من تعاملها معهم: أولاً: منذ ظهور بوادر الأزمة في الشارع المصري، قامت سفارة المملكة وقنصلياتها في مصر بإنشاء غرف عمليات تعمل بأسلوب الطوارئ على مدار الساعة، تحسباً للمخاطر التي سيواجهها المواطنون السعوديون عند تفاقم الأزمة، والتنسيق المستمر والدائم على مدار الساعة مع وزارة الخارجية، التي أنشأت من قبلها غرفة عمليات تعمل بأسلوب الطوارئ على مدار الساعة. ثانيا: قامت السفارة وقنصلياتها إضافة إلى وفد المملكة لدى الجامعة العربية باستنفار جهودها كافة، وتحويل أجهزة وأقسام البعثات إلى أقسام أمنية في مقراتها تعمل على مدار الساعة، لخدمة أمن وسلامة المواطنين وتسهيل سفرهم. ثالثاً: وضعت السفارة وقنصلياتها استراتيجية سريعة للتعامل مع حال تسهيل نقل المواطنين السعوديين وفقاً لسمات الأزمة وخصائصها المتمثلة في أهمية عامل السرعة، واتخاذ القرار وعنصر المفاجأة المرتبط بظهور الأزمة، تحسباً للنتائج السلبية لتفاقمها عند تأخير اتخاذ القرار المناسب، مراعاة لعاملي التنظيم والدقة الواجب انتهاجهما في كل العمليات المطلوبة بعيداً عن بيروقراطية التعاملات الإدارية، وفي هذا الصدد اعتمدت الإجراءات على الخطوط الهاتفية الساخنة بين المواقع والجهات. رابعاً: صدرت التوجيهات السامية لسفارة المملكة وبعثاتها في مصر بتقديم الرعاية والسكن لجميع المواطنين السعوديين، وتسهيل سفرهم إلى المملكة بحسب رغبتهم الجامحة في العودة إلى أرض الوطن، وهو ما كان واجباً على البعثات السعودية التجاوب معه بشكل سريع ومفاجئ، نظراً لكثرة أعداد المواطنين الذين أبدوا رغبتهم في العودة إلى المملكة، وفي هذا الشأن تم إجراء الآتي: - تخصيص أرقام خطوط هاتفية (أرضية وجوالة) للمواطنين ونشرها في وسائل الإعلام، لتمكين المواطنين من الاتصال بالسفارة. - تحديد نقاط للتجمع داخل القاهرة (فندق الماريوت قرب المطار)، وفي الإسكندرية (فندق الفورسيزون)، لنقل المواطنين بالحافلات إلى المطارات، مع قيام القنصلية في السويس بتوجيه المواطنين في نطاق إقليمها إلى نقطة التجمع في القاهرة، مع إنشاء مكتب كامل للسفارة في القاهرة في فندق الماريوت يعمل فيه 40 موظفاً على مدار الساعة بالتناوب، ومكتب آخر في مطار القاهرة يعمل فيه 15 موظفاً بالتناوب، فضلاً عن قيام الخطوط السعودية بدعم عدد طاقمها الأرضي في المطار والإسكندرية. - زيادة عدد الرحلات بواقع ثماني رحلات يومية، إضافة إلى الرحلات اليومية المجدولة، مع زيادة القدرة الاستيعابية للطائرات لنقل أكبر عدد من المواطنين في أزمنة قياسية، الأمر الذي مكن السفارة من نقل نحو 20 ألف مواطن حتى يوم الجمعة. - تسهيل إجراءات سفر جميع المواطنين سواء من لديه تذكرة سفر أو من لم يكن لديه (وهي الغالبية العظمى)، وأيضاً التعامل السريع مع حالات فقدان جوازات السفر، من خلال قيام السفارة بإصدار تذاكر مرور فورية في مقر السفارة بالفندق، أو في المطار ومنح المرافقين للعائلات من جنسيات أخرى تأشيرات دخول للمملكة تمنح لهم فوراً سواء في مطار القاهرة أو مكان التجمع في الفندق. جميع هذه الإجراءات تمت بشكل فوري، في ظل ظروف ومعوقات استثنائية وحرجة للغاية وبالغة الدقة تمر بها مصر الشقيقة، ومن أبرز تلك المعوقات: - تعطل وسائل الاتصالات الهاتفية لليومين الأولين للأزمة، وتكرار تعطلها في الأيام اللاحقة، وحظر التجول وما خلفته هذه الأجواء من ذعر مبرر لدى المواطنين، ناتج من الأوضاع الأمنية التي شهدتها مصر، وحجم المكالمات الكبير الذي تتلقاه البعثات الذي وصل إلى عشرات الآلاف معظمها من جنسيات غير سعودية تتصل بالأرقام المعلنة من داخل مصر وخارجها، لمناقشة الموظفين المختصين في أمور بعيدة كل البعد عن الهدف الذي أعلنت الأرقام من أجله، الأمر الذي حرم بعض المواطنين من فرصة الرد السريع على مكالماتهم، ما جعل السفارة تزيد عدد أرقام الهواتف المعلن عنها، ونسقت مع قناة الإخبارية لوضع إعلان متكرر يوضح نقاط التجمع لتوجيه المواطنين إليها. - انشغال الأمن المصري بالتعامل مع الأحداث التي تمس أمن واستقرار مصر القومي، ومع ذلك بذلت سلطات الأمن المصرية جهوداً مشكورة في التعاون في حدود ما هو متاح لها من إمكانات في ظل هذه الظروف. - الازدحام الشديد غير المسبوق في مطارات مصر، نتيجة لقيام العديد من الدول بإجلاء رعاياها في الوقت ذاته، ولعلي أشير في هذا الصدد إلى أن عدد أفراد الجالية السعودية في مصر يعتبر هو الأكبر من بين الجاليات الأخرى، التي قامت دولهم بإجلائهم. - عدم إدراك بعض المواطنين لخطورة الموقف، وأبدى بعضهم من خلال الاتصالات الهاتفية معهم عن رغبتهم في عدم التعجل بالمغادرة على اعتبار أن الأزمة عابرة. وعلى رغم الارتباك في عمليات نقل المسافرين الذي شهده مطار القاهرة في اليوم الأول من الأزمة، الذي أشارت إليه جميع القنوات الفضائية، الناتج من صغر حجم صالة المغادرة مقارنة بالأعداد الغفيرة من النازحين، إضافة إلى عدم حضور عدد كبير من موظفي الجوازات المصرية وموظفي الخدمات الأرضية المصرية في ذلك اليوم، إلا أن إصرار موظفي السفارة وحرصهم على ضمان مغادرة المواطنين كافة سواء المتواجدين في المطار، أو في مقر التجمع في الفندق، إذ تمكنت السفارة وفي زمن قياسي من إنهاء إجراءات سفرهم جميعاً، ولم تسجل أي حالة إعادة لمواطن من المطار دون مغادرته منذ اليوم الأول وحتى هذا اليوم، وذلك بالتنسيق الكامل مع العاملين في الخطوط السعودية والذين تفانوا في سبيل تحقيق هذا الهدف، وبناء على هذه المعطيات فإن ساعات التأخر والانتظار في المطار، خصوصاً في اليوم الأول من الأزمة هو أمر لا مفر منه وفقاً للظروف الصعبة التي أشير إليها سابقاً، ومع ذلك فإن موظفي البعثات – وهم مواطنون أيضاً – يعملون ليل نهار بلا كلل أو ملل، ولا تتجاوز ساعات نومهم الساعتين أو الثلاث يومياً منذ بداية الأزمة، مستشعرين واجباتهم ومسؤولياتهم أمام الله أولاً، ثم تنفيذ توجيهات قيادتهم، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، ولا اعتقد أنهم يستحقون القسوة التي تصفها بهم بعض الكتابات الصحافية، التي نتمنى أن تكون عوناً لهذه الجهود، وأن تكون منصفة في تناولها، وعدم اقتصار النشر على إبراز الحالات الفردية التي نتفهمها تماماً ونلتمس لها العذر ومحاولة تصويرها كحالة عامة.