سعادة رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الأستاذ محمد التونسي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، لاحظت في التغطية الإعلامية في صحيفة «عكاظ»، وأيضا في تعليقات بعض الكتاب ومن بينهم الكاتب الأستاذ خلف الحربي، قصورا في معرفة الإجراءات التي قامت بها سفارة خادم الحرمين الشريفين وقنصلياتها في جمهورية مصر العربية الشقيقة في سبيل تسهيل سفر المواطنين السعوديين نتيجة للأزمة الراهنة التي تمر بها مصر الشقيقة. وربما يعود القصور في عدم توضيح السفارة وقنصلياتها في مصر للجهود والإجراءات التي بذلتها إلى تركيزها على المحافظة على أمن وسلامة المواطنين وتقديم أقصى الخدمات لهم في سبيل عودتهم سالمين إلى أرض الوطن في ظل ظروف استثنائية بالغة الدقة تمر بها مصر، لذلك وجب علينا توضيح هذه الجهود على النحو التالي: أولا: منذ ظهور بوادر الأزمة في الشارع المصري قامت سفارة المملكة وقنصلياتها في جمهورية مصر بإنشاء غرف عمليات تعمل بأسلوب الطوارئ على مدار الساعة، وذلك تحسبا للمخاطر التي سيواجهها المواطنون السعوديون عند تفاقم الأزمة والتنسيق المستمر والدائم على مدار الساعة مع وزارة الخارجية التي قامت من قبلها بإنشاء غرفة عمليات تعمل بأسلوب الطوارئ على مدار الساعة. ثانيا: قامت السفارة وقنصلياتها في مصر إضافة إلى وفد المملكة لدى الجامعة العربية باستنفار كافة جهودها، بما في ذلك تحويل كافة أجهزة وأقسام البعثات إلى أقسام أمنية بمقراتها تعمل على مدار الساعة لخدمة أمن وسلامة المواطنين وتسهيل سفرهم. ثالثا: وضع استراتيجية سريعة، للتعامل مع حالة تسهيل نقل المواطنين السعوديين وفقا لسمات الأزمة وخصائصها، المتمثلة في أهمية عامل السرعة واتخاذ القرار وعنصر المفاجأة المرتبط بظهور الأزمة تحسبا للنتائج السلبية لتفاقمها عند تأخير اتخاذ القرار المناسب مراعاة لعاملي التنظيم والدقة الواجب انتهاجها في كافة العمليات المطلوبة بعيدا عن بيروقراطية التعاملات الإدارية. وفي هذا الصدد اعتمدت الإجراءات على الخطوط الهاتفية الساخنة بين كافة المواقع والجهات. رابعا: صدرت التوجيهات السامية لسفارة المملكة وبعثاتها في جمهورية مصر العربية بتقديم الرعاية والسكن لكافة المواطنين السعوديين وتسهيل سفرهم إلى المملكة حسب رغبتهم الجامحة في العودة إلى أرض الوطن وهو ما كان واجبا على البعثات السعودية التجاوب معه بشكل سريع ومفاجئ نظرا لكثرة أعداد المواطنين الذين أبدوا رغبتهم في العودة إلى المملكة، وفي هذا الشأن تم إجراء التالي: 1 تخصيص أرقام خطوط هاتفية (أرضية وجوالة) للمواطنين ونشرها في كافة وسائل الإعلام لتمكين المواطنين من الاتصال بالسفارة. 2 تحديد نقاط للتجمع داخل القاهرة (فندق الماريوت قرب المطار)، وفي الإسكندرية (فندق الفورسيزون) لنقل المواطنين بالحافلات إلى المطارات مع قيام القنصلية في السويس بتوجيه المواطنين في نطاق إقليمها إلى نقطة التجمع في القاهرة. مع إنشاء مكتب كامل للسفارة في القاهرة في فندق الماريوت يعمل فيه عدد 40 موظفا على مدار الساعة بالتناوب، وأيضا مكتبا آخر في مطار القاهرة يعمل فيه 15 موظفا بالتناوب. وذلك فضلا على قيام الخطوط السعودية بدعم عدد طاقمها الأرضي في المطار. وكذلك في الإسكندرية. 3 زيادة عدد الرحلات بواقع ثماني رحلات يومية، إضافة إلى الرحلات اليومية المجدولة، مع زيادة القدرة الاستيعابية للطائرات لنقل أكبر عدد من المواطنين في أزمان قياسية، الذي مكن السفارة من نقل ما يربو على 20 ألف مواطن حتى يوم الجمعة. 4 تسهيل إجراءات سفر جميع المواطنين سواء من لديه تذكرة سفر أو من لم يكن لديه (وهي الغالبية العظمى)، وأيضا التعامل السريع مع حالات فقدان جوازات السفر وذلك من خلال قيام السفارة بإصدار تذاكر مرور فورية في مقر السفارة في الفندق أو في المطار ومنح المرافقين للعوائل من جنسيات أخرى تأشيرات دخول للمملكة تمنح لهم فورا سواء في مطار القاهرة أو مكان التجمع في الفندق. 5 جميع هذه الإجراءات تمت بشكل فوري وآني، في ظل ظروف ومعوقات استثنائية وحرجة للغاية وبالغة الدقة تمر بها مصر الشقيقة، ومن أبرز هذه المعوقات: 1 تعطل وسائل الاتصالات الهاتفية لليومين الأولين وتكرار تعطلها في الأيام اللاحقة، علاوة على حظر التجول وما خلقته هذه الأجواء من ذعر مبرر لدى المواطنين ناتج عن الأوضاع الأمنية التي شهدتها مصر، وحجم المكالمات الكبير الذي تتلقاه البعثات الذي يعد بعشرات الآلاف، معظمها من جنسيات غير سعودية تتصل بالأرقام المعلنة من داخل مصر وخارجها لمناقشة الموظفين المختصين في أمور بعيدة كل البعد عن الهدف الذي أعلنت الأرقام من أجله، الأمر الذي حرم بعض المواطنين من فرصة الرد السريع على مكالماتهم، ونتيجة لذلك قامت السفارة بزيادة عدد أرقام الهواتف المعلن عنها ونسقت مع قناة الإخبارية لوضع إعلان متكرر يوضح نقاط التجمع لتوجيه المواطنين إليها. 2 انشغال الأمن المصري بالتعامل مع الأحداث التي تمس أمن واستقرار مصر القومي، ومع ذلك بذلت سلطات الأمن المصرية جهودا مشكورة في التعاون في حدود ما هو متاح لها من إمكانات في ظل هذه الظروف. 3 الازدحام الشديد غير المسبوق في مطارات مصر، نتيجة لقيام العديد من الدول بإجلاء رعاياها في الوقت ذاته، ولعلي أشير في هذا الصدد أن عدد أفراد الجالية السعودية في مصر يعتبر هو الأكبر من بين الجاليات الأخرى والتي قامت دولهم بإجلائهم. 4 عدم إدراك بعض المواطنين لخطورة الموقف، وقد أبدى بعضهم من خلال الاتصالات الهاتفية معهم عن رغبتهم في عدم التعجل بالمغادرة على اعتبار أن الأزمة عابرة. وبالرغم من الارتباك في عمليات نقل المسافرين الذي شهده مطار القاهرة في اليوم الأول من الأزمة والذي أشارت إليه كافة القنوات الفضائية والناتج عن صغر حجم صالة المغادرة مقارنة بالأعداد الغفيرة من النازحين، إضافة إلى عدم حضور عدد كبير من موظفي الجوازات المصرية وموظفي الخدمات الأرضية المصرية في ذلك اليوم إلا أن إصرار موظفي السفارة وحرصهم على ضمان مغادرة كافة المواطنين سواء المتواجدين في المطار أو في مقر التجمع في الفندق، فقد تمكنت السفارة وفي زمن قياسي وبالرغم من الظروف التي أشير إليها من إنهاء إجراءات سفرهم جميعا ولم تسجل أية حالة إعادة لأي مواطن من المطار دون مغادرته منذ اليوم الأول وحتى هذا اليوم، وذلك بالتنسيق الكامل مع العاملين في الخطوط السعودية والذين تفانوا في سبيل تحقيق هذا الهدف، وبناء على هذه المعطيات فإن ساعات التأخر والانتظار في المطار وخاصة في اليوم الأول من الأزمة هو أمر لا مفر منه وفقا للظروف الصعبة التي أشير إليها. ومع ذلك فإن موظفي البعثات وهم مواطنون أيضا يعملون ليلا ونهارا بلا كلل أو ملل، لا تتجاوز ساعات نومهم الساعتين أو الثلاث يوميا منذ بداية الأزمة، مستشعرين واجباتهم ومسؤولياتهم أمام الله أولا، ثم تنفيذ توجيهات قيادتهم والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الأعزاء، ولا أعتقد أنهم يستحقون القسوة التي تصفها بهم بعض الكتابات الصحافية، التي نتمنى أن تكون عونا لهذه الجهود، وأن تكون منصفة في تناولها، عدم اقتصار النشر على إبراز الحالات الفردية التي نتفهمها تماما ونلتمس لها العذر ومحا ولة تصويرها كحالة عامة. السفير أسامة أحمد نقلي رئيس إدارة الشؤون الإعلامية