فصول عدة عاشها الموقوف الأمني الخطير، السعودي الذي شارك في تشكيل وتزعُّم كتائب عبدالله عزام الإرهابية، وأصبح خبيراً في صنع المتفجرات، وحمل 14 كنية بين التنظيمات الإرهابية، بدأت بتأثره بما ينشر في وسائل الإعلام عن أحداث الشيشان عندما كان طالباً، ومرت بانتمائه لتنظيم القاعدة الإرهابي، وتزعمه لكتائب عبدالله عزام الإرهابية، وتواصله مع التنظيمات الإرهابية في اليمن ولبنان، وحصوله على تزكية خطية من الهالك أسامة بن لادن. وكذلك علاقته القوية بالمسؤول الأمني لتنظيم القاعدة أبي جهاد المصري (محمد الحكايمة) والزواج من ابنته في إيران، وعلاقته بأبي مصعب الزرقاوي، وتكفله بابنه بعد وفاته، واتخاذه لإيران المكان الآمن لممارسة ومزاولة نشاطه في طلب الأشخاص من السعودية، والدعم المادي، والتحريض على القيام بأعمال ضد السعودية.
وأيضاً موافقته على تبني أعمال تخريبية، كان أحد الأشخاص يعد بتنفيذها في دولة الإمارات، من قصف السفارة الأمريكية بطائرة بريموت محمَّلة بمتفجرات، أو انتحاري بطائرة تدريبية، وموافقته على تبني أعمال تخريبية من خلال عبور طائرة قادمة من (إيران – دبي – بريطانيا)، فيها شخص بحوزته مواد متفجرة، يقوم بتفجيرها حال وصوله إلى بريطانيا للإساءة لدولة الإمارات، من خلال تبني العملية، وركوب الشخص من الإمارات، وارتكابه عدداً من الأدوار الإجرامية، قبل أن تنتهي قصته بإدراجه ضمن قوائم المطلوبين أمنياً محلياً وعالمياً، حتى استُهدف بصواريخ من طائرة أمريكية، تسببت في فقدانه عينه ويده اليمنى وقدميه، واستعادته السعودية بطائرة إخلاء طبي بعد طلب ذويه.
الموقوف الذي قابل العرفان والاهتمام من حكومتنا الرشيدة بالنكران تمت استعادته بطائرة إخلاء طبي، وعلاجه، وتم تأمين منزل له ولأسرته، لكنه بعدها واصل تمسكه بالفكر المنحرف، ولم يستجب للجهات المختصة، ورُصدت عليه ملاحظات؛ ما استدعى توقيفه لإخضاعه للمحاكمة.
"سبق" تنشر القصة الكاملة للموقوف الذي وُجهت له تهم عدة لارتكابه عشرات الأدوار الإجرامية؛ إذ كان يعتبر من أخطر المطلوبين على قائمة ال85 التي أعلنتها وزارة الداخلية، وأصدر الإنتربول الدولي مذكرة باعتقاله عام 2009، ووضعته الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن قائمة الإرهابيين الدولية عام 2011م.
الموقوف الذي يبلغ من العمر 33 عاماً تشير المعلومات إلى أنه تأثر بما كان يظهر في وسائل الإعلام أثناء أحداث الشيشان، وحاول أن يخرج للشيشان بشتى الوسائل إلا أنه لم يستطع، وكان في مرحلة الدراسة يقوم بنسخ أفلام الشيشان على أشرطة، ويوزعها على الطلاب في المدرسة وعلى أي تجمع شبابي؛ وذلك بهدف الحث على الخروج للشيشان.
الموقوف استمر في نشاطه حتى وقعت أحداث أفغانستان عام 1421ه؛ فزاد حينها عزمه على الخروج إلى هناك، إلا أنه لم يستطع ذلك.
وفي عام 1425ه قرر الخروج للقتال في العراق متأثراً بما كان يبث في وسائل الإعلام من أحداث مباشرة في الفلوجة، وبعد محاولات حصل على مساعدة من أحد المفرج عنهم، الذي سهّل له عملية خروجه من خلال رحلة من محطة الحافلات بالجوف إلى سوريا، وهناك قابل منسقاً، أدخله للأراضي العراقية.
الموقوف وصل إلى الفلوجة في شهر رجب عام 1425ه، وتدرب هناك على السلاح الرشاش وآلية فكه وتركيبه، وانضم إلى مجموعة تحت إمرة شخص يُكنى أبا ربيعة من الشام، وكان أمير ما يسمى بالتوحيد والجهاد في تلك الفترة هو أبو مصعب الزرقاوي.
وعمل الموقوف في تلك المجموعة المكلفة بخط دفاع لمواجهة القوات الأمريكية الزاحفة على الفلوجة، وشاهدت مناظر مرعبة من أثر القصف الجوي على السكان وما خلفه من آثار على الأرواح.
الموقوف قابل أبا مصعب الزرقاوي، وبعدها أبلغ قادة المجموعة بأن لديه القدرة على تقديم خدمه للمقاتلين في العراق؛ لما شاهده هناك من حاجتهم للمال والمصدر الشرعي، وأنه سوف يعود للسعودية، ويعمل على جمع المال وبعثه لهم، عندها وافق أبو ربيعة، وزوده ببريد إلكتروني، يتواصل معه من خلاله.
وغادر الموقوف الفلوجة أواخر شهر شعبان عام 1425، ودخل سوريا، وأثناء وجوده في "أبو كمال" تم القبض عليه من قِبل السلطات السورية، وأُخذ إلى دير الزور، ومنها إلى السجن السياسي بدمشق، وحُقق معه، وسُحب ما بحوزته، ومنها البريد الإلكتروني العائد لأبي ربيعة، وأبلغهم بعودته من العراق، ورغبته في العودة إلى السعودية لعدم استطاعته البقاء هناك، عندها تم إحالته إلى سجن الترحيل في شهر رمضان 1425ه، وتم إبلاغ سفارة خادم الحرمين هناك، وبموجب تذكرة مرور تم ترحيله.
الموقوف ادعى فقدان جوازه، ولم يعترف بأنه سُحب منه من المنسق لسفره في سوريا.
وفي أواخر شهر رمضان تم ترحيل الموقوف إلى مطار الرياض، بعدها أُبلغ بمراجعة الجوازات، وغادر حينها إلى المدينة المنورة حيث كانت أسرته هناك، وبقي بها إلى نهاية أيام عيد الفطر، ثم عاد إلى القصيم، وبعد شهر تم استدعاؤه من قبل الجهات المختصة في منطقة القصيم، وحضر، وتم إيقافه والتحقيق معه، وأنكر دخوله العراق، وأبلغهم بأنه سافر لسوريا للسياحة، وأنه قُبض عليه في سوريا، وتم ترحيله بعد فَقده جواز سفره، وتم إيقافه لمدة شهر، ثم أُطلق سراحه.
الموقوف بعد إطلاق سراحه سخّر نفسه لجمع المال وبعثه لتنظيم القاعدة في العراق؛ إذ تواصل مع المنسق في سوريا، واتفق معه على دعمه بأموال وأشخاص، واتفق معه على التواصل الهاتفي لتسهيل استقبال مَن يتم بعثهم، وكذلك الأموال المرسلة.
وفي عام 1427ه بدأ الموقوف في الدعم الفعلي للتنظيم، وكان في ذلك الوقت لا يوجد خط للعراق، وكان هو الوحيد الذي يعمل في التنسيق، وبدأ يبحث عمن يخرج من أبناء القصيم المتحمسين، وتوافد عليه عدد ليس بقليل، يطلبون منه التنسيق للخروج للعراق، وكان يبلغهم بأن على كل شخص يرغب في الخروج جمع مبلغ من المال، لا يقل عن مائة ألف ريال سعودي دعماً للتنظيم، بخلاف المصروف الشخصي، كما أبلغهم بأن العمل الذي سيقوم به هناك هو العمليات الانتحارية؛ إذ قام بتحضير عدد من أبناء القصيم للذهاب إلى العراق للقيام بعمليات انتحارية، منهم معلمون وقضاة.
ومن ضمن عمليات الدعم التي قدمها للتنظيم حصل على مبلغ مالي كبير من أحد الداعمين، واشترى سيارة من نوع جي إم سي باسم احد الموقوفين حالياً، وقام ببعثها إلى سوريا، كما أنه قام بتعبئة الإطار الاحتياطي لتلك السيارة بمبلغ مالي كبير، يفوق سبعمائة ألف ريال تقريباً، أرسله إلى المنسق، واتصل به، وأبلغه بذلك المبلغ والسيارة، وقام قائد السيارة بتسليمها، وعاد إلى السعودية.
وتعامل الموقوف في تلك الفترة مع ابن عم أحد المشايخ المعروفين، وبحثا معاً أن يتم تحريض ابن الشيخ للخروج للعراق لإحراج الشيخ بخروج ابنه؛ كونه تغير منهجه عما كان عليه في السابق، ويتقلب تبعاً لمصلحته وما يتوافق مع الأحداث، وبإرادته - حسب رأيهم -، وأن المتابع لأحاديث الشيخ يجدها تفتقر للاستناد إلى الآيات والأحاديث النبوية، وتعتمد على العقل والمنطق، إلا أنه لا يوافقه في سلوكه، وقد حاول النكاية به بإخراج ابنه إلى العراق، وكان ذلك عام 1427ه.
الموقوف استمر في دعم التنظيم في العراق بكل ما يستطيع من دعم، بأشخاص انتحاريين وأموال وأجهزة حاسب آلي وجوالات وكذلك السيارة الجمس.. واستضاف الموقوف ثلاثة سجناء هاربين من سجن الملز، وأخذهم إلى منزله، وقاموا بتناول وجبة الغداء عنده، وبقوا حتى قام أحد الأشخاص بتهيئة مكان لهم في الملحق الخاص بمنزله، وذهبوا إليه في اليوم نفسه حتى تم تسليمهم للمنسق في سوريا، الذي تولى تهريبهم إلى العراق، ودفع لهم مائة وخمسين ألف ريال دعماً.
الموقوف بعد عملية تهريب السجناء ومن تلاهم خشي على نفسه، وعزم على الخروج من السعودية، ولكونه ممنوعاً من السفر وجواز سفره لدى المنسق في سوريا قرر تعلم كيفية التزوير في البطاقات الوطنية، وحصل على فلاش ميموري يحتوي على كيفية التزوير لمحتوى برنامج الأحوال المدنية، وذلك باحتوائه على أحرف مطابقة لما يكتب في البطاقة، وعمل على ذلك حتى زور بطاقة أحوال على أساس بطاقته الوطنية بعدما أتلف معلوماتها الأساسية الخاصة به، وسجّل محتوى معلومات شخص حصل على معلوماته خلسة بعدما تمكن من الحصول على بطاقته، ودّون جميع معلوماتها في ورقة، ومن ثم قام بإعادتها.
الموقوف راجع الجوازات، وتمكن من الحصول على جواز سفر باسم الشخص الذي زوّر بطاقته، وبحصوله على جواز السفر غادر للبحرين، وهناك صرف مبلغاً من المال، وحوله إلى دولارات، وكان الغرض من السفر لتجربة الجواز.
بعد ذلك غادر الموقوف إلى الإمارات، ولحق به أحد رفاقه، وانتقلا منها إلى إيران، وبحوزة كل منهما خمسون ألف يورو تقريباً.
عقب وصوله طهران تواصل مع شخص كردي، أخذه ورفيقه إلى كردستان، وهناك استُقبل من أمير الأمراء (فرهاد الكردي) المنتمي لتنظيم القاعدة، وتقابل هناك مع عدد من أبناء القصيم، ودعمه هو ورفاقه الأكراد بمائتي ألف يورو، وتدرب الجميع على الدوائر الإلكترونية لدى مدرب كردي.
الموقوف انعزل عن المجموعة، وعمل على التواصل مع عدد من الشباب في السعودية بطلب الدعم المادي والبشري.
وأثناء وجوده في كردستان عام 1427ه أخذه أمير الأكراد فرهاد الكردي لمجلس الشورى لديهم، وبحث معهم آلية العمل على جبهة الأكراد في العراق ضد الأمريكان، وقد ظهر له عدم مصداقية الأكراد في قتال الأمريكان في كردستان العراق، واتساع سفك الدماء في العراق ضد القبائل من تنظيم القاعدة وبقاء الأمريكان المحتلين، ووجود مآخذ على التنظيم في وزيرستان من السعي لجمع المال دون العمل ضد الاحتلال في أفغانستان، وإنفاق المال في غير الوجهة الصحيحة دون القيام بعمل ضد الأمريكان، وحاول معهم طيلة فترة بقائه لديهم، التي استمرت إلى شهر ذي الحجة من العام 1427ه نفسه؛ ما أغاظه ذلك التصرف.
وفي نهاية عام 1427ه نشأت لديه الرغبة في العودة إلى السعودية، والعمل على قتال الأمريكان الموجودين بها تلك الفترة، وأبلغ رفاقه من أبناء منطقة القصيم الموجودين معه وقتها بما عزم على فعله، ودعاهم للتدرب والإعداد لذلك العمل بالذهاب إلى وزيرستان، والتدرب في الدورات بمواقع تدريب تنظيم القاعدة، ومن ثم العودة إلى إيران؛ لكي يتم دخولهم إلى الجزيرة العربية والبدء بإنفاذ ما خطط له، فوافقه على ذلك عدد منهم، وغادروا جميعاً إلى وزيرستان للتدرب هناك لدى تنظيم القاعدة.
الموقوف حرض خلال تلك الفترة عدداً من الداعمين له في الداخل عبر التواصل الإلكتروني، ووعدهم بأنه سوف يعود للقيام بأعمال في الداخل.
وفي بداية عام 1428ه عاد إلى إيران، واتخذ من طهران مقراً له، وحمل جوازاً عراقياً باسم (كاظم)، وهناك تعرف على شخص سوري، يُدعى زين، يعمل منسقاً لتنظيم القاعدة هناك، ويعمل على استقبال الأشخاص وإرسالهم للتنظيم، وبعد تعرفه عليه سلمه المبلغ الموجود معه، وبقي معه في طهران برفقة شخص كردي، يسكن لديه، ومن هناك بدأ بالتواصل مع الشباب في السعودية، وحثهم على الدعم والخروج للقتال، وكان حريصاً على عدم حضور أي شخص إلا بحوزته مبلغ مالي لا يقل عن خمسين ألف ريال سعودي، وتجهيزه معه، ويقوم باستقبال من يصل، وأخذ المبلغ منه، وتسليمه للمدعو زين السوري بينما يرسل الأشخاص إلى التنظيم، واستمر على هذه الحال في السنة الأولى من وصوله إلى طهران.
الموقوف لاحظ أثناء وجوده في إيران أن الحكومة الإيرانية تتبنى الجماعات الدينية حتى لو اختلفت معها في المعتقد، إلا أنها تتفق معها في الهدف؛ كونها على علاقة جيدة مع أكراد تنظيم القاعدة، الذين يمثلهم في إيران عدد كبير، بينهم أكراد عراقيون، قاتلوا في العراق، وعادوا إلى إيران من المذهب السني، وعلى ارتباط بزين السوري الموجود في طهران، الذي يعمل على استقبال وتنسيق وصول الشباب القادمين من الخارج عبر إيران، وربطهم بالتنظيم في وزيرستان باكستان.
وتعرف الموقوف في عام 1428ه في إيران على المسؤول الأمني بتنظيم القاعدة محمد خليل الحكايمة، المكنى بأبي جهاد المصري، وتزوج ابنته في شهر ربيع الآخر من عام 1428ه، وأحضر ابن أبي مصعب الزرقاوي من العراق، وكفله بعد وفاة أبويه.
وانتقل الموقوف بزوجته إلى مشهد في شهر جمادى الأولى 1428ه، وواصل التنسيق من هناك للحث على دعم التنظيم بالمال والأشخاص، واستقبل الواصلين، واستلم الأموال، وسلمها لزين السوري، وكان ينسق مع المهربين من البلوش والأفغان في زهيدان لبعث الأشخاص لوزيرستان.
وتواصل الموقوف مع المرتبطين به من الداعمين في السعودية، وحثهم على الذهاب لعدد من المشايخ في القصيم، وكناهم بكنى لحثهم على دعم المجاهدين.
وعمد الموقوف في تواصله مع الداعمين في السعودية على استخدام شفرات في الهاتف والماسنجر والإيميلات والرسائل الإلكترونية وآلية المقابلة بين شخص وآخر لاستلام الأموال والرسائل؛ لكي يعقد الاستدلال من الجهات الأمنية حال القبض، واستخدامه بروكسيات في اتصالاته؛ ليصعب تحديد مكان وجوده معتمداً على خلفيته الجيدة في الحاسب.
ويشدد الموقوف في تواصله مع الأشخاص المرتبطين به في السعودية على طلب كل ما يخدم التنظيم من حيث طلب الدعم المادي والحث على الخروج مقاتلين أو شرعيين أو خبرات تخدم التنظيم من الحاسب الآلي، كما طلب توفير مواد عينية من جوازات سفر نساء سعوديات لغرض استخدامها في جلب زوجة من يرغب من المقاتلين السعوديين هناك، ويسهل استقبال وخروج من يرغب في ذلك، وكذلك المواد الغذائية.
وبعث الموقوف بتزكية صوتية محملة على فلاش ميموري بصوت أيمن الظواهري، حصل عليها من المنسق زين السوري، وذلك لأفراد التنظيم في السعودية عن طريق شخص حضر إلى السعودية في عام 1428ه؛ وذلك لتقديمها إلى المشايخ للحث على زيادة الدعم، الذي كان له الأثر في زيادة الدعم المادي للتنظيم.
وفي عام 1428 قبضت السلطات السورية على زين السوري المسؤول عن التنسيق، وتولى الموقوف مسؤولية شؤون التنسيق لعناصر التنظيم، وأثناء ذلك حضر له شخص أردني، وعرض عليه عزمه القيام بعمل تفجير ضد مقر للقوات الأمريكية في الأردن، وهو عبارة عن سكن يرتاده الأمريكان للنقاهة والراحة بعد خوضهم الحرب في العراق، وعرض عليه وقتها المكان المستهدف عبر فيلم مصور كان يحمله معه وصور للموقع، وهو عبارة عن فيلا مكونة من دورين داخل سور.
كما عرض عليه صوراً لبراميل متفجرة، صورها مع ثلاث سيارات هونداي عائلية داخل استراحة في الأردن، وكانت تلك السيارات مجهزة لتلك العملية، وطلب الأردني منه الدعم المادي، وقال له إن تكلفة العملية مائة ألف دولار أو يورو، واستحسن (الموقوف) الفكرة، وأيدها، ودعمها بمبلغ لتغطية جزء من التكلفة. وكانت العملية ستُنفذ باقتحام المبنى بالسيارات الثلاث المحملة بالمتفجرات، وبأشخاص أعدهم الأردني للعملية.
وتواصل الموقوف مع الأردني لمتابعة تنفيذ العملية إلا أن الأردني أبلغه لاحقاً بأن المكان المجهز انكشف لدى السلطات الأردنية، ولا يستطيع الذهاب إليه خشية من القبض عليه، كما أكد له أنه سيعيد التخطيط والتجهيز لتلك العملية مرة أخرى، وعلم منه أن لديه داعماً وقتها من أوروبا.
الموقوف في بداية عام 1429ه سافر إلى وزيرستان بناءً على طلب من التنظيم لمقابلة الرجل الثالث في التنظيم في وزيرستان، وبطلب من الأخير لمقابلته، وكانت المقابلة على جلستين.
وأُبلغ الموقوف من الرجل الثالث في تنظيم القاعدة بأهداف التنظيم، بأن التنظيم كان يخطط للعمل على خطف شخصية من الأسرة الحاكمة أو مسؤول كبير في الإمارات بهدف الحصول على المال، ولم يحصل منه على معلومات خلاف ذلك.
كما أبلغ الرجل الثالث للتنظيم بعلم ابن لادن بسيرته، وعاد إلى طهران بعد شهر من سفره، وعلى الفور أبلغ من التنظيم عن طريق رسالة بالإيميل بعدم العمل بأي شيء باسم التنظيم، وعُيّن بدلاً منه في إيران شخص آخر في التنسيق والاستقبال.
وكان الموقوف على تواصل مع ماجد الماجد منذ عام 1429ه، وطلب منه الماجد أن يربطه بتنظيم القاعدة، عندها عرفه وربطه بالمسؤول الذي خلفه للتنسيق في إيران مع التنظيم، وكان الهدف هو دعم التنظيم مالياً لأعمال الماجد في لبنان، وطرح آلية العمل في الشام.
وكان الماجد قد اشترط شروطاً للتعامل مع التنظيم، منها ألا يظهر الماجد على أنه مع التنظيم، وألا يؤمر أحد على الشام إلا بعد موافقته، إلا أنه لم يتم الاتفاق، وبعدها تواصل معه الماجد، وأطلعه على نتائج محادثته مع التنظيم، وعرض عليه أن يشكلا مجموعة واحدة، تُعرف بالكتائب، يكون أميرها أحد أفراد التنظيم. عندها طلب من ماجد الماجد أن يتم توثيق إطلاق الصواريخ على إسرائيل، الذي لم يتم تبنيه من أي جهة حتى يتمكنا من تبنيها. وفي شهر رمضان عام 1430ه ظهر فيلم من الكتائب عن تبني إطلاق صواريخ على إسرائيل، عُرف بخرق الحصون.
وأعد الموقوف تعريفاً بالكتائب عن طريق إجراء حوار مع مركز فجر للإعلام باسمه؛ كونه أخطر مطلوب؛ ليضفي على الكتائب أهمية على أنه القائد الميداني لكتائب عبدالله عزام، وإبراز قربه من أبي مصعب الزرقاوي، وأنه يكلفه بأمور خارج العراق، تتضمن عبارات تهديد ووعيد للحكومة السعودية، ووصفهم بالطواغيت وما أعد لها من أعمال قادمة.
كما تضمن شرح الواقع في لبنان والوطن العربي، وتم نشره، وكان من مضامين ذلك الحوار آلية إعداده من إعداد ماجد الماجد في لبنان وعلي العمر في إيران عام 1430ه عندما كان (أي الموقوف) في وزيرستان مستغلين اسمه بوصفه أخطر مطلوب للسلطات السعودية، وأعد الحوار دون علمه، ولم يعرض عليه إلا قبل نشره بفترة بسيطة عبر الوسائل الإلكترونية، ولم يتدخل في شيء من ذلك إلا أنه وافق على بثه.
الموقوف بعد ظهوره إعلامياً تنامت شعبية كتائب عبدالله عزام، ووقتها تعرف على شخص كردي عراقي يقيم في إيران، يُدعى تحسين الكردي، وعقد مع تحسين جلسات عدة لدراسة الوضع، وعلم بأن لديه عمليات، منها ما كان على وشك الوقوع ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية، منها السفارة الإسرائيلية في تركيا، وأن تحسين أبلغه بأنه يعمل على استهداف السفارة الأمريكية الواقعة في مبنى مرتفع من طوابق عدة في دبي، وبيّن أنه عازم على قصفها بواسطة طائرة تدريب صغيرة بانتحاري، أو بواسطة طائرة بريموت كونترول محمَّلة بالمتفجرات.
وعلم أنه أدخل أطناناً من المتفجرات إلى الإمارات، وكان يبلغه بين حين وآخر بأن العمل في الطريق لتنفيذه، وكان مع رفقائه في كتائب عبدالله عزام ينتظرون تفجير مبنى السفارة الأمريكية في دبي، وإعلان مسؤوليتهم عنه عند وقوعه، إلا أنه تأخر، ولم يتم تنفيذه.
ووفقاً للمعلومات، أبلغ تحسين الموقوف بأن له شقيقاً يدعى سامان علي عبدالعزيز، وسبق أن قدم لأداء مناسك الحج في ضيافة ملك السعودية، وعرض عليه تحسين إمكانية إدخال سموم إلى السعودية؛ كون الضيوف لا يُفتشون.
ووفقاً للمعلومات، تواصل مع تحسين الكردي عن طريق رسائل خطية أرسلها له مع شخص كردي، يُدعى بهزاد، أوضح له فيها تحسين أن لديه عملاً وشيكاً في مضيق هرمز، وأن العمل مرتب له من خلال مواد متفجرة مصنعة، وشاهد مع تحسين فيلماً تصويرياً في ميناء بدر عباس الإيراني لقارب تنزل منه براميل إلى قارب آخر.
وقال له تحسين إنها المواد المتفجرة، وكان يرافقه شخص آخر كردي مكلف بالعملية، يرتدي الزي الإماراتي (ثوب وغترة)، وشاهد تصوير القارب وهو يتحرك في الصباح باتجاه المضيق حيث وقعت العملية ضد إحدى السفن. وقد أظهر التصوير أن القارب انطلق من ميناء إماراتي من خلال شخص إماراتي؛ كي يفهم أن من قام بتنفيذ العملية أشخاص متشددون في الإمارات، وكان تحسين يحذره بعدم إخبار أي شخص بأن مكان انطلاق القارب هو ميناء بندر عباس، وبعد وقوع العملية تبنتها كتائب عبدالله عزام، وأنها هي من قام بتنفيذها لإكسابها هالة إعلامية كبيرة.
وتبيّن المعلومات أنه إثر دراسة العملية التي تم تنفيذها في مضيق هرمز مع أحد أفراد التنظيم تبيَّن له من خلال تاريخ تنفيذها أن الناقلة كانت يابانية، ولم تكن أمريكية أو بريطانية، وأن العمل الذي قام به تحسين بعلم وتخطيط من السلطات في إيران، ويؤكد ذلك خروج القارب من ميناء بندر عباس الإيراني.
وفي عملية أخرى، وأثناء وجود الموقوف في وزيرستان بداية عام 1431ه، كان معه أحد أفراد التنظيم، تقابلا مع تحسين الكردي، وتحدث عن عملية تفجير أُعد لها من قِبله في إيران، ويرغب في تنفيذها، وهي عبارة عن استخدام طائرة ركاب تتحرك من مطار طهران، ومن هناك يستطيع تحسين إركاب شخص يحمل مواد متفجرة سائلة معه عن طريق شخص مسؤول يعمل في مطار طهران، له علاقة به، يسهل له مرور ما يرغب تحسين الكردي.
ويكون خط سير الرحلة من طهرانلدبي في دولة الإمارات (ترانزيت)، بحيث يتم نزول الركاب في مطار دبي دون مغادرتهم، ولن يتم تفتيشهم هناك أثناء عودتهم للطائرة، بمن فيهم الراكب حامل المتفجرات، وتواصل الرحلة سفرها إلى بريطانيا، على أن يفجّر ذلك الشخص ما بحوزته بمطار بريطانيا حال وصوله إليه، ويتم الإعلان بتبني كتائب عبدالله عزام ذلك العمل.
يشار إلى أن الراكب قدم إلى بريطانيا من الإمارات، وأنه خطط لذلك العمل من داخل الإمارات، ويكون لتلك العملية آثار اقتصادية وسياسية، تؤثر في بريطانيا اقتصادياً وأمنياً، والأهم من ذلك ارتباط دولة الإمارات بذلك العمل؛ ما يدفع بريطانيا إلى إخراج رعاياها من الإمارات.
وتم الاتفاق على ذلك ومتابعة تلك العملية من قبله لفترة، إلا أنها لم تتم؛ إذ كان تحسين الكردي يعدهم بين فترة وأخرى بتنفيذها إلا أنه يتعلل بعدم توافر الفرصة المناسبة، ولم يتم تنفيذ العملية.
وكانت كتائب عبدالله عزام، ممثلة في الموقوف وآخرين، قد اتخذت استراتيجية من بداية عام 1430ه إلى منتصف عام 1432ه، عندما كان في وزيرستان، على أن يتم التواصل عبر شبكة الإنترنت بتمرير معلومات عن تنفيذ عمليات في بعض الدول، منها دول الخليج، خاصة دولة الإمارات؛ لما فيها من مصالح أمريكية وبريطانية كبيرة، ونظرتهم لها على أنها انفتحت على الغرب حتى أصبحت جزءاً منهم، وضاعت معها الهوية الإسلامية.
وعليه، فقد تم الاتفاق بين المجموعة على إجراء محادثات بينهم، تتضمن تهديدات مستمرة بشن هجمات عليها بوسائل عدة، وتضمين اسم (حكيم الله محسود) قائد حركة طالبان بباكستان في تلك المحادثات دون علم حكيم الله محسود؛ وذلك بهدف إكساب العملية ثقلاً نوعياً في نفوس المستهدفين؛ لأن حكيم الله محسود صاحب قوة إعلامية تدعمها أفعاله في باكستان بوصفه زعيماً لحركة طالبان بباكستان، واستمروا في تمرير تلك التهديدات بأنواعها، من ضمنها عبارات في المراسلة بينهم؛ وذلك لإدخال متفجرات وأحزمة ناسفة وقنابل وغيرها لإرعاب دولة الإمارات.
وقد تحقق لهم ذلك عندما تم توجيه تحذير للرعايا الأمريكان والبريطانيين في الإمارات في بداية عام 1431ه، وبعدها حضر له أثناء وجوده في وزيرستان نصير جلال الدين حقاني، ابن وزير خارجية طالبان، المعروف لديه من السابق بحكم ارتباط نصير بطالبان، وأبلغه نصير حقاني بأن المسؤولين في دولة الإمارات استدعوه، وأبلغوه بأن هناك شخصاً سعودياً، يدعى نجم، يعمل ضد الإمارات العربية المتحدة، ويهدد أمنها، وأنها قلقة جداً من تلك التهديدات.
وطلبوا منه أن يتفاوض معه - أي مع الموقوف - على وقف ذلك العمل، وسوف يدعمونه بالمال، وإذا كان له طلبات حيال وجود سجناء في الإمارات من الشباب المنتمين لهم فإن الإمارات ليس لديها مانع في إطلاق سراحهم، وإذا كان لديهم من الكتائب من يجمع المال في الإمارات فلن يمنعوه من جمعها. عندها أبلغ نصير جلال الدين حقاني بأنه لا يوجد لديهم علم بوجود سجناء في الإمارات، وتم وعده بدعم مادي لم يحدد، وكان يتوقع أنه دعم كبير، لكن لم يصله شيء.
وسافر الموقوف إلى وزيرستان في شهر رجب من عام 1430ه مصطحباً أسرته، وعزز من مغادرته ظهور اسمه ضمن قائمة المطلوبين، وحمل عندها وثيقة باكستانية، وتحرك من إيران إلى باكستان بطريق مغاير لما عهد عليه مروراً بجبها الإيرانية على البحر، ثم كراتشي إلى وزيرستان مع المنسق عباس الأفغاني.
وهناك ارتبط بحركة طالبان حقاني، وتعرف على قيادة الحركة الممثلة في سراج الدين وبدر الدين المطلوبَين على القائمة السوداء لدى أمريكا، وعمل معهم في إعداد الخطط وتدريب الأشخاص المكلفين بأعمال ميدانية ضد القوات الأمريكية والمحلية في أفغانستان، وإطلاعه على العملية قبل تنفيذها، ولقي من حقاني التقدير والدعم المادي والمعنوي والحب الشديد.
وارتبط الموقوف بطالبان حقاني؛ إذ مُكّن من الاطلاع على أي عملية قبل تنفيذها، وأوكلت له مهمة تدريب الخلايا المكلفة بالقيام بأعمال ضد المعسكرات والقواعد الأمريكية والأفغانية الموالية للأمريكان، وكان يدربهم على استخدام السلاح الرشاش والمسدسات لضمان تنفيذ العمليات بنجاح.
واستمر الموقوف في أفغانستان ووزيرستان من وقت وصوله فيها في شهر رمضان عام 1430ه إلى أن تم استهدافه بصاروخين بتاريخ 2/ 7/ 1433ه من طائرة تجسسية في منزل كان يرتاده منذ شهر قبل إصابته، ويسكن به بعيداً عن عائلته؛ لكون به جهاز استقبال ستلايت يتابع الأخبار من خلاله، ويتخذه مخبأ، إلا أنه في يوم 2/ 7/ 1433ه استيقظ على صوت صاروخين يضربان المنزل.
ولم يكن معه أحد تلك الليلة، وقد أُصيب إصابة بالغة؛ ونقل من المجاورين إلى المستشفى بميرام شاه وقت صلاة الفجر ذلك اليوم، وشاع خبر قصفه، وقد وُجد في المكان أعداد كبيرة من المقاتلين، وكان يبحث بينهم عن رفيقه (ع.ع) حتى وصل، وتم نقله بعد أن تم إسعافه في المستشفى إلى منزل طبيب أوزبكي بوزيرستان، بقي فيه، وأشرف على علاجه، وبدأ رفيقه بالتواصل مع أسرته في السعودية وإبلاغهم بما تم، وصدور الموافقة بنقله ومعالجته.
وتم القبض على الشخص البشتوني صاحب المنزل من قبل طالبان حقاني، وتم قتله كونه هو من وضع الشريحة لاستهدافه.
وبعد الموافقة على استعادته ومعالجته بموافقة من وزير الداخلية تم تسليمه من قِبل رفيقه لعائلة بشتونية في وزيرستان، بعدما اصطحب زوجته وأبناءه الثلاثة وابن أبي مصعب الزرقاوي الذي سبق أن أحضره من العراق عام 1428ه بعد قتل والديه، وتم نقلهم جميعاً إلى حدود إقليم وزيرستان، وتم استلامه من الجيش الباكستاني، وتم نقلهم بطائرة هيلكوبتر، وتم إيصالهم لإسلام أباد، إلى مستشفى هناك.
وحضر مندوبو السفارة السعودية بباكستان، ومعهم والده وأحد إخوانه، وتم نقله بتاريخ 1433/ 7/ 18 ه مع والده بطائرة إخلاء طبي وأسرته في طائره أخرى أقلتهم إلى السعودية، وأُدخل مستشفى قوى الأمن، وبدأت معالجته بعناية فائقة وبعمليات لما أصابه، وشعر بحالة من السعادة الغامرة بوصوله وأسرته إلى السعودية.
وكان الموقوف قد أُدخل مستشفى قوى الأمن الداخلي لعلاجه من الإصابة التي لحقت به هناك (بتر ساقيه ويده اليمنى وإصابة عينه اليسرى وفكه السفلي الأيسر)، وتحسنت حالته، وأُخلي سبيله، وتم تأمين منزل له ولذويه للبقاء به في الرياض، على أن يتم مناقشته وأخذ ما لديه، إلا أن المذكور لم يستجب، ورفض التعاون مع جهة التحقيق، كما أنه رُصدت عليه ملاحظات ميدانية من خلال متابعة ما توافر من معلومات.
وجرى نقله بعد منتصف عام 1434ه إلى التوقيف، وتم توقيفه في الجناح المخصص لأمثاله بعد التنسيق مع ذويه، وتأمين مُرَافِق طبي له بمقر توقيفه، وعُثر خلال تفتيش منزله على عدد من المضبوطات التي تدل على تمسكه بفكره المنحرف.
وبعد التحقيقات وُجهت للموقوف تهم عدة، منها الانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي أعلن الحرب والعداء على هذه البلاد المباركة، ويسعى لإثارة الفتنة فيها، واستمراره على منهجه المنحرف نفسه، وقناعته بأنه يرى نفسه من القيادات البارزة فيما اسماه المجاهدون (السلفية الجهادية) وممن يحتذى بهم، وقناعته باستمرار التنظيم بالقيام بأعمال تخريبية تجاه هذه البلاد وتهديدها.
ومن التهم وُجهت له تهمة تمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية المجرَّمة والمعاقب عليها بموجب نظام مكافحة غسل الأموال.
كما اتُّهم بتخزين وإرسال وإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام المجرم والمعاقب عليه بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وغيرها من التهم.
وكانت قد بدأت إجراءات محاكمة الموقوف قبل أشهر، لكنه كان يرفض المحاكمة والحضور للمحكمة وسط توقعات بصدور الحكم غياباً في حال استمرار رفضه لحضور الجلسات.