حذر أهالي قرية "كلية" التابعة لمحافظة رابغ 100 كلم شمال جدة، من تسبب الشركات المجاورة لهم في جفاف آبار مياه الشرب، مبدين استغرابهم من عدم تنفيذ أوامر إمارة مكة بوقف بيع المياه لخارج القرية على صهاريج الشركات من قِبل ملاك الآبار. وتقع قرية كلية شرق مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والتي تعج بعشرات الشركات الصناعية والتجارية وتدفع أموالاً طائلة بحثًا عن الماء، ضاربين بعرض الحائط تسببهم في جفاف آبار القرية التي يقطنها ما يقارب العشرة آلاف نسمة.
التريلات ناقلات الماء تسببت في زرع الرعب في نفوس المواطنين خوفًا على أرواحهم بازدحام الخط العام كما أدت إلى شح مياه قرية كلية.
نبيل الفارسي رئيس مركز الحي بكلية قال إنهم رفعوا معاناتهم أكثر من مرة للجهات المختصة، وصدر توجيه واضح وصريح من محافظ رابغ، بإيقاف هذا الهدر المائي فورًا وطالب حينها لجنة التعديات بإيقاف الآبار التي تبيع المياه للشركات وتم أخذ التعهدات عليهم بعدم البيع، واستبشرنا خيرًا ولكن للأسف بعد فترة قصيرة عادة عدة آبار للبيع مرة أخرى في غياب الجهات الرقابية.
حامد الفارسي مدير مدرسة ابتدائية كلية أكد أن ما يحدث لهذه القرية من سحب مياهها سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يدرك ضررها إلا العقلاء، وتدمير للبنى التحتية للطريق الوحيد المتواضع للقرية. ونناشد ولاة الأمر حفظهم الله رفع الضرر عن هذه القرية وأهلها بوضع نقطة تفتيش في مدخل القرية ودوريات أمنية موجودة ومخصصة للقرية لمنع الشاحنات من استخدام الطريق للشاحنات.
عبدالخالق بن نافع الفارسي أحد المواطنين المتضررين، وصف ما يحدث بالموت البطيء ل"كلية" مشيرًا إلى أن مياه الآبار هي المصدر الوحيد للأهالي ولسقي مزارعهم ومواشيهم وليس هناك بديل آخر، وان نضوب المياه الجوفية يسبب هجرة السكان من القرية وناشد المسؤولين الحفاظ على أهم مقومات الحياة ألا وهو الماء ومنع بيعه لخارج القرية.