"منذ 26 عاماً وأنا في السعودية لم أشاهد ما شاهدته خلال أمطار الأربعاء التي هطلت على محافظة جدة".. هذا ما بدأ به الدكتور بسام سبيعي حديثه إلى "سبق". وقال سبيعي: "كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف من عصر يوم الأربعاء، وكنا داخل مقر العمل بالمستشفى السعودي الأمريكي، وقد فوجئنا بالناس رجالاً ونساءً يتوافدون على المستشفى بشكل كبير جداً هرباً من السيول التي كانت تجري في الشوارع بعد أن ارتفع منسوب المياه؛ ما دفعنا إلى فتح العيادات والممرات والمسجد لاستيعاب ما يمكن استيعابه من هؤلاء البشر الذين توافدوا على المستشفى بحثاً عن النجاة".
ويضيف "كانت ملابسهم مبتلة بالمياه، خصوصاً النساء؛ وكان أغلبهن مصابات بحالة هستيريا عارمة، وبعضهن دخلن في غيبوبة تامة، والبعض الآخر كن محمولات على أيدي أزواجهن. إنها مشاهد أليمة وغريبة ومروعة تدل على أنه قد حلّت بالبلد كارثة حقيقية. كانت ملابسهن مبللة بالمياه بشكل كبير جداً؛ ما اضطرهن إلى لبس بعض ملابس الأطباء". ويستطرد السباعي حديثه "بقي الناس جميعاً بالمستشفى؛ ما اضطرني للبقاء معهم لعدم وجود أطباء غيري بالمستشفى؛ فبقية الأطباء تمكنوا من الخروج، أما أنا فلزمت المستشفى مراعاة لظروف الرجال والنساء الذين كانوا يحتاجون إلى المساعدة، وتم توفير المأكل والمشرب لهم بقدر المستطاع، ومنهم من تمكن من المغادرة في آخر مساء يوم الأربعاء، أما أغلب النساء فرفضن الخروج وبقين حتى الساعة الواحدة من ظهر الخميس".