قدمت الطالبة ظافرة سعيد آل زيان الأحمري، من طالبات قسم نظم المعلومات بكلية العلوم والآداب جامعة الملك خالد بمحايل عسير، بحثًاً عن اللغة العربية وتأثيرها في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، عززته بإجراء استطلاع للرأي شارك فيه 460 شخصاً. وقالت "الأحمري": " التطبيقات والبرامج الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي تتيح لمستخدميها أن يكونوا على تواصل بشكل دائم ومستمر مع أصدقائهم ومتابعيهم، إلا أنها أثرت على عدة جوانب في حياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد ركزت خلال هذا البحث على الجانب السلبي لهذه التأثيرات خاصة ما يتعلق باللغة العربية".
وأضافت: "تراوحت أعمار الفئة التي أخضعتها للدراسة والبالغ قوامها 460 شخصاً؛ من 40 إلى 66 سنة، حيث كشفت النتائج أن 45% منهم يرون أن هذه الوسائل قد أثّرت بشكل سلبي على اللغة العربية, كما لاحظت هذه النسبة ذاتها وجود إهمال كبير فيما يتعلق بالكتابة بالغة العربية الصحيحة في وسائل التواصل الحديثة حتى من قبل من تلقوا تعليماً على مستوى جيد، والملمين بقواعد إملاء اللغة العربية الصحيحة".
وأردفت: "المستخدمون لهذه الوسائل يقعون في العديد من الأخطاء أهمها الاختصارات غير المفيدة للكلمات، إدخال حروف الجر في الكلمات مع تكرار حروف المد في الكلمة دون فائدة، كتابة الكلمات والجمل بدون مسافة بينها نظراً لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التتطبيقات؛ وكذلك بعض أساليب الكتابة في وسائل الكتابة بما يسمى "العربيزي" وهو كتابة الكلمات العربية بالأحرف الإنجليزية، أو العكس مما ينعكس بالسلب على مهارات اللغتين لدى المستخدم".
وتابعت الطالبة: "من أسباب الوقوع في هذه الأخطاء استخدام عدة برامج أو صفحات تواصل اجتماعي في نفس الوقت مما يجعل المستخدم يسرع بكتابة عبارات مختصرة تفتقر إلى الضبط اللغوي والإملائي, فضلاً عن شعور المستخدم بان مشاركاته لا تحمل الصفة الرسمية وليست بالأهمية التي تستدعي استخدام قواعد اللغة العربية وحتى لا يقع في براثن سخرية الآخرين، وهذا كله جعل الأخطاء اللغوية تزداد".
وقالت "الأحمري": "من الضروري العودة للتقيد بقواعد اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم ولغة الدين وهي دليل الهوية وهي التي تجمع المسلمين حول العالم، علماً بأن مستخدمي اللغة العربية يشكلون نسبة كبيرة من بين المتعاملين مع وسائل التواصل، واعتزازهم بلغتهم سيكسبهم احترام الآخرين".
وحذرت من خطورة ضياع اللغة العربية إذا استمر إهمالها في مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت أنها باتت تشكل جزءاً مهماً في الحياة العصرية.
وأضافت: "وزارة التربية والتعليم أقرت إلزام المعلمين والمعلمات بالتحدث بالعربية الفصحى في محيط المدرسة، وهذا قرار صائب يساهم في تعزيز اللغة العربية الفصحى لدى الطلاب والطالبات".