تنوعت مقالات الرأي في الصحف السعودية اليوم، حيث تتساءل الكاتبة الصحفية حليمة مظفر عن سبب انحشار رجل "ملتح" للتسوق في محل مزدحم للملابس الداخلية النسائية "لانجري"، في وقت ذروة العمل، فيما يطالب الكاتب الصحفي عبد الله حسن العبد الباقي بإنشاء أندية مخصصة للشباب لممارسة هواية التفحيط، وأخيرا يوجه الكاتب الصحفي خالد السهيل الشكر لرجال الدفاع المدني على جهودهم، في محاولة إنقاذ فتاة البئر الارتوازية في الطائف، مؤكداً الحاجة إلى تطوير خدمات الإسعاف والإنقاذ في مواجهة الكوارث الفردية والجماعية، وإلى التفاصيل..
كاتبة سعودية: ماذا يفعل "ملتح" بين النساء في محل ملابس داخلية؟
في مقالين متتالين، تسرد الكاتبة الصحفية حليمة مظفر في صحيفة "الوطن" واقعة دخول رجل "ملتح" للتسوق في محل للملابس الداخلية النسائية "لانجري"، في وقت ذروة العمل والمحل ممتلئ بالنساء، وتتساءل الكاتبة ماذا يفعل "ملتح" في هذا المحل؟ مستغربة سماح الحراس بدخوله لمجرد أنه "ملتح" رغم أن دخول الشباب أو الرجال دون عائلات ممنوع، مطالبة بتطبيق القانون على الجميع سواء، ومناشدة رئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإلزام منسوبي الجهاز وضع بطاقة تعريفية وإشارة واضحة في ثيابهم حين يمارسون مراقبة الناس والتجول بين العامة، حتى لا يستغل ضعاف النفوس الفرصة للتشبه بهم وفرض سلطتهم وتطفلهم بما يسيء لجهاز الهيئة، ففي مقالها "ملتحٍ بين النساء بمحل لانجري!" تقول الكاتبة: "الموقع: أحد المولات الكبرى يقف على أبوابه حراس أمن لمنع دخول الشباب والرجال دون عائلات، لكنهم يسمحون لمن يلتزمون المظهر المتدين ثقة بهم! (أتساءل: أليسوا رجالاً)؟! الزمان: بعد صلاة العشاء، المحل: لبيع الملابس الداخلية النسائية. الحدث: المحل مزدحم بالنساء، ويتنقل بينهن الباعة الوافدون لتقديم خدماتهم للمتسوقات في ظل عدم توظيف بائعات، وامتلاء المحل جعل أزواج بعضهن يضطر ذوقيا إلى الوقوف خارجه، وسط ذلك تتفاجأ برجل ملتح وبمظهر متدين يشق طريقه داخلاً بينهن دون تحفظ، ليعطي انطباعاً وهو يوزع نظراته يمنة ويساراً بثقة على البضائع المعلقة، وكأنه مراقب أو منتسب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويزيد الشعور بهذا الانطباع طريقة تعامله مع الباعة الذين خافوا أول ما رأوه، ولم يجرؤ أحد إلا على قول "تحت أمرك" لكني لاحظتُ أنه يحمل كيساً في يده يُظهره متسوقاً". وتعلق الكاتبة: "في الحقيقة شعرتُ بالغضب من هكذا رجل يتوسط محلاً نسائياً مزدحماً، ولو كان فارغاً لما شعرت بذلك، فمظهره المتدين يفرض على أمثاله التزام سلوك الحياء بعدم محاشرة النساء في هكذا محل! أو لماذا لم يصطحب زوجته على الأقل؟ وإن كان ممن يمنع زوجته السوق فلماذا لم يختر أوقاتاً مناسبة لتسوقه؟ وهل يرضى وفق ما يبدو على هيئته لآخر يتوسط النساء وحيداً وزوجته ضمن المتسوقات؟ حتماً مثل هذا السلوك يسيء للمتدينين الصادقين قلباً وقالباً"، وتروي الكاتبة كيف رفعت صوتها وهي تسأل البائع عن الرجل، ليقترب الرجل الملتحي ويسأل: "سمعتك تقولين كذا وكذا.. أنتِ تقصديني؟ فأجبتُه "بتشوف رجال غيرك يحاشر النساء ويزاحمهم دون حياء في المحل؟!". وتضيف الكاتبة بعدما اكتشفت أنه مجرد متسوق وليس عضواً بالهيئة "أربكه كلامي، لأثق أنه مجرد متسوق يستغل مظهره، فقال: (أنتِ اتقي الله، تتسوقين دون محرم معك وما تخافين الله كاشفة وجهك؟) فقلتُ له بسخرية وقد بلغت هدفي في تأديبه، وأنا على وشك الخروج: (أنا في محل نسائي، لكنك أنت من يفترض أن يصحب معه (محرمة/ زوجة) لتدخل بك هذا المحل". وتعلق الكاتبة على الموقف بقولها: "أستغرب في مراكز التسوق التي يمنع فيها حراس الأمن دخول الشباب أو الرجال دون عائلات، تجدها تسمح بدخول مراهقين أو شباب دون عائلات لمجرد أنهم ملتحون ومقصرون الثوب، وهو أمر يثير الغرابة فعلاً، إذ لا يمكن الثقة بالأشياء لمجرد مظهرها، وعلينا الخروج من ثقافة القشرة المتقولبة بالتدين إلى حقيقة الأشياء وتطبيق النظام ما دام تم وضعه.. وتصرفي مع هذا (الملتحي) منبثق من مبدأ يُفرض علينا (إنكار المنكر) حين رأيته منه، ما دام تم فرضه على الجميع دون استثناءات (مظهرية) ولا أظن أن تصرفه مقبول عند من التزم مبدأ التدين قلباً وقالباً"، وتنهي الكاتبة بقولها: "وأخيراً، أحمل هنا رجاء لرئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإلزام منسوبي جهازه، سواء كانوا موظفين أو متعاونين، بوضع بطاقة تعريفية وإشارة واضحة في ثيابهم حين يمارسون مراقبة الناس والتجول بين العامة، حتى لا يستغل ضعاف النفوس ممن يستغلون "شكلانية التدين" للتشبه بهم وفرض سلطتهم وتطفلهم بما يسيء لجهاز الهيئة".
العبد الباقي يطالب بإنشاء أندية للتفحيط في المملكة
في صحيفة "عكاظ" يطالب الكاتب الصحفي عبد الله حسن العبد الباقي بإنشاء أندية مخصصة للشباب لممارسة هواية التفحيط، لينقل هذه الظاهرة المنتشرة في المملكة، من ممارسة تجري في الشوارع والحارات وتشكل خطراً علي الناس، إلى رياضة مقننة لها أندية في كل مدينة ولها مسؤولوها ويوفر المرور والشرطة البيئة الآمنة لها، وتتواجد إسعافات وأطباء وتتوافر خدمات بما فيها صالات للألعاب الفردية الأخرى، ففي مقاله "لا لتفحيط الشوارع.. نعم للأندية" يقول الكاتب: "التفحيط بالتأكيد هو هواية خطرة، ولكن من قال إنها الرياضة الوحيدة الخطرة، سباق السيارات والراليات بأنواعها وسباق القوارب وكل الرياضات بها خطورة بشكل أو بآخر، ما الذي إذن يجعل من (التفحيط) أمراً منبوذاً أو رياضة منبوذة؟ السبب واضح، لأنها تجري في الشوارع والحارات وتؤثر على الناس وتشكل خطراً عليهم ومصدراً لإزعاجهم، ومن ناحية أخرى، التفحيط رغم مخاطره التي ذكرت إلا أنه يشكل ظاهرة اجتماعية تكاد لا تخلو مدينة أو قرية منه، هذه الحقيقة يجب الوقوف أمامها بتمعن"، ويضيف الكاتب: "إنها ظاهرة، وأي ظاهرة في أي مكان في العالم ما إن تبرز حتى تتم دراستها ويعمل علماء الاجتماع على دراسة هذه الظاهرة ويشاركهم علماء النفس والاقتصاد وكل المجتمع المدني، ليساهم في التعرف إلى أسبابها ومبرراتها، آفاقها ومخاطرها، وتطرح الحلول.. ما يجب أن نعرفه من وجهة نظري، أننا رغبنا أم لم نرغب، يجب الإقرار بحقيقة وجود شباب في كل مدينة وقرية لهم مثل هذه الهواية التي بالتأكيد لها أسبابها المتعددة، منها حب الشباب للمغامرة وحب قيادة السيارات والتفنن في تلك القيادة، وحب السرعة ومنها أنه لا توجد مجالات أخرى أصلاً تجعل من بعضهم قد ينتمي لنادٍ فني في مجالاتها المتعددة، الموسيقى، الرسم، النحت، الطرب، المسرح والتمثيل، السينما، وكتابة السيناريو...إلخ"، ثم يطرح الكاتب رأيه فيقول: "ومن حقهم (المفحطين) على المجتمع ألا يتعامل معهم وكأنهم (حثالة) غير ذات قيمة، بل أن يتعامل معهم كبشر أسوياء ولا يعزلهم في (جيتو) خاص بهم، من حقهم على المجتمع والدولة أن تبنى لهم أندية خاصة بهم في كل منطقة ويتم اختيار المكان المناسب ويوفر المرور والشرطة البيئة الآمنة، وتتواجد إسعافات وأطباء وتتوافر خدمات بما فيها صالات للألعاب الفردية الأخرى، ما الذي سيكلف الدولة أو رعاية الشباب لو اخترنا مكاناً خاصاً لممارسة هذه الهواية في كل منطقة وشكلنا أندية خاصة بهم لها مسؤولوها ومتابعوها؟ مسؤولوها يجب أن يكونوا منهم وبالانتخاب وهم من يتم التعامل معهم من قبل السلطات الأمنية وغيرها.. ومن حق المجتمع عليهم أن يراعوه ويبتعدوا عن إيذائه، سواء أكانت بمخاطر الارتطام والصدام وسقوط الضحايا أو بإزعاج الأصوات"، ويضيف الكاتب: "عنوان هذا المقال هو حملة أطلقها مجموعة من المخططين على صفحة (الفيس بوك) يطالبون فيها بالأندية بدل الشوارع، وتهدف الحملة إلى الحد من ظاهرة التفحيط في الشوارع وتوجيه الشباب بطريقة رسمية منظمة، ولكن كما تذكر (راصد) أن مدير مرور المحافظة قال: إن على المفحطين التوجه إلى النوادي الرياضية لطرح وجهة نظرهم عليهم فيما يخص إنشاء ساحات للتفحيط.. وأعتقد أن ما قاله فيه بداية الصواب وهو أن (رعاية الشباب) هي المسؤول الأول عن توفير مثل هذه الأندية والتعامل مع فئة (الشباب) يا رعاية الشباب"، وينهي الكاتب بضم صوته لصوت الشباب: "مرة أخرى، أكرر مع شباب التفحيط (لا للتفحيط في الشوارع.. نعم للأندية) فهل من مجيب؟".
"السهيل" يشكر الدفاع المدني في واقعة "فتاة البئر" مشدداً على تطوير خدمات الإنقاذ
في صحيفة "الاقتصادية" يوجه الكاتب الصحفي خالد السهيل الشكر لرجال الدفاع المدني على جهودهم، في محاولة إنقاذ فتاة البئر الارتوازية في الطائف، مؤكداً أن هذه الحادثة كشفت عن الحاجة إلى تطوير خدمات الإسعاف والإنقاذ في مواجهة الكوارث الفردية والجماعية، سواء فيما يتعلق بأدوات العمل والتدريب، ففي مقاله: "ما بعد فتاة البئر" يقول الكاتب: "الدفاع المدني لدينا قطاع فاعل، والعمل من أجل تطوير مهارات العاملين فيه متواصل، والرجال الذين يعملون في هذا القطاع يستحقون كل التقدير والثناء، ولكننا هنا نتحدث عن الاحتياجات المستجدة. وهذه الاحتياجات لا تقتصر على الحلول التي كان من الممكن الاستفادة منها في حادثة البئر، بل إنها تمتد حتى في التعامل مع المجمعات السكنية العالية في مكةالمكرمة وفي سواها في المدن. والكل يذكر على سبيل المثال ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام المحلية من صعوبات قد تواجه تحليق الطائرات المروحية في بعض هذه المجمعات، خاصة في مكةالمكرمة"، ويضيف الكاتب مؤكداً: "لكن الشيء المهم أن تكون لدينا فعلاً الحلول اللازمة التي يمكن استخدامها عند الحاجة بكفاءة عالية. إن الإنقاذ مهمة إنسانية نبيلة، ومن يمارسها يتمتع بقدر عال من الوطنية والإنسانية، ومن المؤسف أن هؤلاء الجنود المجهولين لا أحد يتذكرهم إلا عند حدوث أخطاء. رجل الدفاع المدني يستحق كلمة شكراً دوماً، بعضهم يفقد حياته في مهمة إنقاذ".