طالب عددٌ من معلمي ومعلمات منطقة الجوف المغتربين خارج مدنهم بإنهاء معاناتهم مع النقل الخارجي والتي امتدت سنوات عدّة ، ونقلهم على رغباتهم الأولى، ووصفوها بأنها الأقل نسبة في حركة النقل السنوية بين مدن المملكة التي تصدرها وزارة التعليم كل عام لتشمل أعداداً قليلة منهم مقارنة ببقية مدن المملكة. وأنشأ المعلمون هاشتاقاً خاصاً بمعاناتهم حمل وسم "#معلمو_الجوف_المغتربون_إلى_متى" حقق المراتب الأولى في ترتيب هاشتاقات المنطقة، وانضم له في يومين فقط نحو 650 معلماً ومعلمة مغتربين خارج منطقة الجوف ومحافظاتها.
وسرد أحد المسؤولين عن هذه الحملة المعلم "تركي الربعي"، ل "سبق"، معاناتهم قائلاً: في منطقتي ضاع أكبر حق للمعلم وهو الاستقرار النفسي والوظيفي، فكثير من أبناء الجوف والمقدّر عددهم بالآلاف تجدهم معلمين في مناطق ومدن مملكتنا كافة إلا منطقتهم ومدنهم، فهي باتت عصيّةً عليهم حتى قُدِّم ما يقارب عقداً ونصفاً من عمرهم ضريبة لتحقيق حلم النقل. وتابع، هل تصدقون أن معلماً خدمته 17 عاماً وأوشك على التقاعد مازال يعمل خارج مدينته سكاكا ينتظر النقل لها، والقائمة تطول والمعاناة تستمر في كل مدن الجوف تقريباً.
وأضاف الربعي، قد تكون مشكلة تعثّر المعلمين بحركات النقل المتعاقبة معروفة للجميع، ولكن الأمر الذي يجهله الكثيرون لماذا لم تحل الوزارة وإدارة التعليم بالجوف هذه المشكلة حتى جعلتها تكبر, وقد تقدمنا بطلبات متعددة للوزير السابق، ولمدير تعليم الجوف الحالي، ولم نحصد شيئاً ملموساً.
واتهم الربعي عامل كثرة المدارس الأهلية بالمنطقة، بأنها من أسباب عدم نقل أعداد كبيرة من المعلمين والمعلمات، مرجعاً ذلك كونها لا تسمح لهم بالعمل بها وأنها قلّصت عدد الطلاب في المدارس الحكومية وبالتالي عدم الحاجة لاستحداث مدارس جديدة؛ مطالباً إدارة التعليم بالجوف والوزارة بمفاضلة معلمي المنطقة على المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وأضاف: لن نصمت ولن ندّخر جهداً في طرح قضيتنا في المحافل كافة والجهات ذات الصلة حتى يعود أبناء المنطقة إلى مدنهم ومدارسهم ويحققوا الاستقرار والراحة كغيرهم من أبناء هذا الوطن المعطاء.
وأكّد أنه تم تحديد لقاء لممثلين عن المعلمين المغتربين بالجوف للقاء وزير التعليم الدكتور عزّام الدخيّل، يوم غدٍ الخميس، بحسب ما وعدنا به مدير مكتبه وتم إعداد وثيقة لهذا اللقاء تم خلالها تحديد طلباتنا كافة ومعاناتنا.
وقال المعلم "محمد سلامة الوقيد" - تخصُّص حاسب آلي -: تمّ تعييني في محافظة القريات عام 1428ه والتي خدمت بها ثلاث سنوات فيها ليتم نقلي لمركز صوير مدّة سنتين لتأتي الفرحة بنقلي إلى مسقط رأسي سكاكا وهي الفرحة التي لم تكتمل؛ حيث تم تعيين زوجتي في أقصى الجنوب وعندما لم يحصل لها النقل إلى مدينة سكاكا وبعد خدمة سنتين لها اضطررت الى الخيار الأصعب والمتمثل بطلب لمّ الشمل الحل الوحيد الذي سيجمعني بزوجتي وأولادي والذي جاء في محافظة حفر الباطن التي تبعد عن مدينة سكاكا نحو 1000 كم، وفي عام 1434ه جاء نقل زوجتي لمحافظة طبرجل، ولكن تم إلغاؤه بقرار الوزارة على هذه الحركة في ذلك العام.
وقال المعلم "تركي نواف عبدالله الغالي": عُيِّنت سنة 1428 في منطقة نجران تخصُّص تربية فنية بعدها نقلت إلى مدينة حفر الباطن لمدة ثلاث سنوات ومنها إلى محافظة رفحاء، وعبر "سبق" أطالب بنقلي إلى مدينة سكاكا التي تركت بها والدي ووالدتي وزوجتي الموظفة هناك وأبنائي التسعة.
أما المعلم "حماد سالم النجدي"، فقال: خدمت 11 سنة خارج منطقتي الجوف وحصلت خلالها على شهادة التميّز في مجال عملي على مستوى القصيم عام 1431ه، وأطالب بالنقل على الرغبة الأولى وهو مطلب شرعي لمَن أمضى ثلث الخدمة بعيداً عن أسرته والذي سيكون ممكناً أكثر في حال تمت مفاضلتنا على جميع المراحل وهذه الطريقة سيستفيد منها أهل الشمال وأهل القصيم على حدٍ سواء، خصوصاً لو يتم إلغاء سنة التقديم لأنها تسبّبت في ظلم الكثير من الزملاء؛ فالظروف تتغيّر ومن الظلم إلزامنا برغبات معينة علماً بأن أخي من خريجي عام 1421ه معلم تربية فنية، ولم يحالفه النقل على الرغبة الأولى، وله في الخدمة 15 عاماً، ولم يتم نقله لمقر إقامته بسكاكا.
وقال المعلم "زياد سليم الروضان": أنا مصاب بمرض السكري ودسك بالظهر إضافة إلى ارتفاعٍ بنسبة الدهون الثلاثية طيلة ست سنوات من خدمتي الممتدة 9 سنوات، إضافة إلى تعرُّضي لمخاطر الطريق بسبب سفري لمدينتي سكاكا خلال الإجازات للقاء عائلتي المكوّنة من زوجتين وأطفال ووالدة ومازلت أنتظر اللقاء بهم بالاستقرار الدائم ورعايتهم وكلنا أمل - بإذن الله - بالوزير "أبو محمد" في إنهاء معاناتنا وعلاجها بشكل عاجل.