أصحاب الهم الواحد والمصير المشترك.. المعلمون، سددوا أراء صريحة ومتباينة حول حركة النقل الخارجي ووجهوا انتقادات واسعة إلى آليات النقل وموجبات الحوسبة. وطالبوا في استفتاء صريح بتغيير الآلية والنأي عن الواسطة وإرساء قيم الشفافية والنزاهة في الحركة. وروى عدد من المعلمين تجاربهم مع الحركة، مشيرين إلى أنهم أصبحوا مغتربين داخل وطنهم بعدما تجاهلتهم الحركة لسنوات، ومع ذلك فإن عددا من المعلمين تحدثوا عن نجاح الحركة بنسبة كبيرة لكنهم عادوا وطالبوا بشفافية الآليات واللجان. تباين في النجاح والفشل يقول مدير ابتدائية حبيب بن زيد في أبها علي حسين المقرفي، إن حركة النقل في بعض الأحيان تلبي حاجة المعلمين في كل عام هجري، والمطلوب آنيا هو تغيير الآليات وتطوير برامج الحاسب الآلي وتعريف أصحاب الحق بكل تفاصيل النقل ولجانه، مشيرا إلى أن أغلب المعلمين لا يعلمون شيئا عن القائمين على حركة النقل، وهو الأمر الذي أفقد ثقة المعلمين في اللجنة وطريقة أدائها. ويعترف وكيل مدرسة حبيب بن زيد الابتدائية محمد شاهر عبدالله، بأن حركة النقل تلبي احتياجات البعض وحققت نجاحا بنسبة 80 %، ويتفق مع الرأي السابق في ضرورة شفافية اللجان العاملة ومناهج عملها وآلياتها. المرشد الطلابي حسن سعيد من مدرسة حبيب بن زيد الابتدائية، يرى على الجانب الآخر أن الحركة في كل عام لا تلبي احتياجات النقل على خلفية كثرة أعداد المتقدمين وقلة الفرص الوظيفية التعليمية، وكل هذه العوامل تسببت في عدم نجاح لجان النقل والآلية المتبعة بذلك، مشيرا إلى أن الثقة مفقودة بين المعلمين واللجان المسؤولة بسبب سوء النتائج التي لم تحقق تطلعات المعلمين. وعلى ذات الرأي، يمضي سعد علي اليزيدي فيقول إن حركة النقل لا تلبي الاحتياجات بشكل كامل وتصل النسبة إلى 50 %، مستدلا في ذلك بعدم وضوح الآلية في اللجان، مطالبا اللجان بتقديم عنصر الخبرة على الأولوية والتي من شأنها تحقيق نسبة عالية من الرضا والقبول. 10 سنوات من التنقل المعلم علي عبدالله المهنا، يختلف تماما عن زملائه ويؤكد أن حركة النقل التي تنفذ كل عام تحقق المرجو منها وتحقق الأهداف المرجوة، لكنه يتفق معهم في ضرورة تغيير اللجان ودراسة النتائج أولا بأول لضمان استمرار النجاح. أحمد الربعي من منطقة القصيم، يروي تجربة ذاتية مشيرا إلى أن كثيرين ممن يعرفهم من المعلمين يشكون من ضعف إمكانية نقلهم إلى بريدة (شخصيا أعرف أحد أقاربي أمضى 10 سنوات متنقلا بين المناطق ولا يزال يحلم بالوصول إلى بريدة).. أعتقد أن المطلوب هو وضع جدول زمني ليتم تحديد الخدمة خارج قواعد المعلمين ومن ثم العودة للخدمة من المكان أو المدينة التي يقطنها المعلم وسيكون الاستقرار بكل تأكيد عاملا مساعدا نحو الأداء والإنتاج الوفير. خسائر معنوية ومادية يقترح أحمد الحربي ضرورة إيجاد الوزارة طريقة مناسبة ومنهج واضح لإعادة المعلمين المغتربين إلى مدنهم، فالانتظار سنوات لا يعطي المعلم حافزا لتعليم الأبناء كما ينبغي بفضل انشغاله بأمور أخرى تؤثر على عمله، إذ إن كثرة التنقلات تؤثر على أسرته واستقراره وتشغل تفكيره، وللأسف قوائم الانتظار طويلة ولا يوجد بالأفق ما يوحي بحل هذه الإشكالية والقضاء على أضرارها. ومن جانبه، يطالب مشعل الحربي منح المعلم المغترب بدلات إضافية وأن يكون تحريك نقله أسهل من المتبع حاليا، مشيرا إلى أن المعلمين يعانون كثيرا وخسائرهم كثيرة من الناحيتين المادية والمعنوية، وأعتقد أن اللائحة الحالية لا تخدم المعلمين ويجب تغييرها وكلنا أمل في سمو وزير التربية والتعليم لتغيير الوضع الحالي والبحث عن تحفيز المعلمين لينعكس ذلك بصورة إيجابية على العملية التربوية والتعليمية. محمد الشبرمي، يأتي برأي مغاير ليخلص إلى أن حركة النقل للمعلمين ضعيفة لا تلبي الطلبات الكبيرة ولا تتوافق مع تضحيات المعلمين خاصة من هم خارج مدنهم ولابد من تغيير الآلية التي توصل صوت المعلم إلى الجهة المختصة إلى جانب النظر بعمق إلى هموم المعلم وهواجسه ورغبته في الاستقرار والأمان الوظيفي. معلمون آخرون تحدثوا عن التأخير وعدم مراعاة الأولويات في الترتيب وعدم المساواة في التخصصات واستطالة مدة تلبية الرغبات. ومن الطائف يقول عبدالعزيز السلمي (تخصص علوم) بإحدى مدارس منطقة حائل وله قرابة 5 سنوات في المنطقة منذ تعيينه، ففي العام الماضي كانت حركة النقل الخارجي ضعيفة حيث كان أحد المعلمين في مدينة حائل مدرجا على أولوية النقل الخارجي إلا أنه فوجئ بعودته إلى الخلف ويطالب السلمي بأن يكون هناك تدوير في لجان النقل الخارجي كي تتم تلبية رغبات أكبر عدد ممكن من المعلمين (ما نعرفه عن النقل الخارجي أنه يتم عبر آلية إلكترونية ويجب أن تكون حركة النقل سريعة وتلبي رغبات غالب المعلمين المغتربين داخل أوطانهم). المعلم وليد القثمي من مدينة الطائف (تخصص علوم)، أمضى 4 سنوات في حائل ويقول تخصص العلوم أسوأ من غيره في حركة النقل، وذكر أن هناك مدارس في مدينة الطائف بحاجة إلى معلمي علوم وللأسف هذه المادة لا تدخل في مفاضلة الثانوي، مشيرا إلى أن المعاناة ستستمر قرابة ال10 سنوات.