كشف "مانع المانع"، وهو أحد العائدين إلى الوطن من المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي، عن أنه التقى شخصياً بنائب "البغدادي" لاعتراضه على منهجية التكفير التي يعتنقها التنظيم، وقال: "تعرضت لاستجواب لاعتراضي على تكفيرهم الشعوب والحكام وردتهم بعد أن أتيت لهم بالأدلة الشرعية على عدم جواز التكفير". وأضاف: "أحد أفراد داعش أراه صورة والده، وقال: انظر إلى هذا المرتدّ!"، مشيراً إلى تلقيه تهديداً بقتله وتصفيته في حال عدم إعلانه البراءة من الحكام والبيعة للتنظيم.
ولفت إلى أنهم اخترقوا حسابه الشخصي على "تويتر" وكتبوا بعض التغريدات على لسانه! ومنها: إعلان البيعة للبغدادي ولداعش، والبراءة من حكام المملكة، والذهاب للنفير للشام! مشيراً إلى أنه قام بصياغتها بعد أن فُرضت عليه من قبل التنظيم! واعترف بأنه أخطأ بذهابه إلى مناطق الصراع في سوريا، بينما كان الواجب عليه اللجوء للجهات الرسمية، واستشارة العلماء وكبار العلماء وأهل الحل والعقد في مصالح الأمة الكبرى، مؤكداً أنه لم يذهب إلى سوريا للمشاركة في القتال، وإنما الدعوة إلى الله.
وقال لبرنامج "همومنا" الذي يبثه التلفزيون السعودي على القناة الأولى في حلقة "داعش من الدخل" مع الشيخ الدكتور خميس الغامدي: "توقعت أن أجد هناك الحرية في الدعوة إلى الله، وفي مخاطبة النازحين، وفي الانتقال والسفر والحرية في العقيدة"، مستدركاً: "لكن ما حصل عكس الذي كنت أتوقعه وما اعتقدته".
وقال: "وجدت بدل الحرية الحبس، وبدل حرية الاعتقاد الإجبار والإكراه، والإجبار على السكن في أماكن لا أرغبها، والمنع من السفر، ومصادرة جوازي، وإجباري على بيعة التنظيم!".
وأشار إلى انخداعه في بيان رسمي صادر عن تنظيم داعش الإرهابي بأنهم لا يكفرون بالعموم ولا بالشبهة ولا بالظن الغالب ولا بالمآلات ولا بلازم القول! ولفت إلى اعتراضه على منهج تنظيم داعش الإرهابي بتكفير الشعوب، وبأن جميع حكام العرب مرتدون، ومنها تكفير السعودية، وبأن حكامها مرتدون! وبناء على هذه الردة، فالدار دار كفر والشعوب كافرة ولا يعذرون بالجهل، ويجب عليهم الهجرة إلى الرقة وسوريا والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم! وأضاف "المانع": "منهج داعش التكفيري يعتبر السعودية بما فيها مكةالمكرمة والمدينة المنورة دار كفر وحرب! مما يجيز لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض، لافتاً إلى أنه بايع "داعش" بالإجبار، مفسراً جمعه بيعته لولي الأمر في السعودية والبغدادي بأنه "تقيّة"، مؤكداً أن "داعش" ليست دولة، وليس لها ترتيب معين!.
وقال "المانع" وهو أحد العائدين إلى الوطن: "من الأشياء التي أثرت عليّ سلباً تكفيرهم للشعوب" متسائلاً: "كيف أكفر أمي وأبي؟!".
واتفق "المانع" مع مقدم الحلقة الشيخ الغامدي على أنه أخطأ في ثلاثة أمور: خروجه بدون إذن ولي الأمر وبدون فتوى من هيئة كبار العلماء، ورأيه بفرضية العين في مسألة الذهاب والخروج لسوريا ومناطق الصراع.
وقال: "حتى يكون لديك حجة أمام الله عليك الثقة بالعلماء التابعين لهيئة كبار العلماء"، مقرّاً بخطئه وتسرعه في قراراته تلك.