تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، تنطلق اليوم، الثلاثاء، بمركز معارض الرياض الدولي فعاليات الملتقى السنوي الثالث «خير أمة» الذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، ويستمر حتى 27 من محرم تحت شعار «التقنية وتعزيز القيم»، وترعاه صحيفة "سبق" إلكترونياً . وبهذه المناسبة قال الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين: "نحمد الله على ما تجده شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دعم قيادتنا الرشيدة، وهذا الدعم لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بمستغرب من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي وفقه ربه إلى إقامة دولة التوحيد، وأعانه على تحكيم شرع الله فيها، وحرص منذ البدايات الأولى لدولته على تكليف العلماء وطلاب العلم للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أجزاء دولته الكبيرة، ليحقق لها التمكين الرباني، فكانت بحق أنموذج العصر في تطبيق الشريعة الغراء وحمايتها والدعوة إليها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأضاف الحمين: "إن التوعية والتوجيه من الأركان الرئيسية في عمل الرئاسة، ولها أهميتها الخاصة التي تنبع من رؤية الرئاسة ورسالتها وتطلعات القيادة الرشيدة، ونحن مطالبون دائماً بترجمة أهداف الرئاسة إلى رسائل اتصالية مؤثرة تستهدف الشباب وكافة أفراد المجتمع, ويتم توظيف كافة وسائل الاتصال الشخصي والجمعي والجماهيري لنشرها، والإقناع بها، لتحقيق أهدافنا على أكمل وجه بإذن الله".
وكشف الحمين أن الهيئة وضعت خططاً توجيهية للسنوات الخمس القادمة, تتضمن جدولاً زمنياً، وتأخذ في الحسبان طبيعة المناسبات التي تتعامل الهيئة معها ميدانياً, والاحتياجات المتكررة للشباب, مع مراعاة أهمية الاستباق والمبادرة, والاستفادة من الخبرات في المؤسسات الحكومية التي تحمي المجتمع وحفظ أمنه واستقراره. وذلك من خلال تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجامعات، كما أن الكراسي البحثية الخمسة التي تم توقيعها مع خمس جامعات من أعرق الجامعات السعودية تعمل على تقديم الدراسات العلمية المتخصصة التي تحلل الواقع الاجتماعي والميدان الذي نقدم خدماتنا لأفراده، وتصف الظواهر الاجتماعية البارزة فيه، والعوامل المؤثرة في هذه الظواهر، وتضع البدائل والحلول للتعامل معها. متطلعين إلى تحقيق الرؤى التطويرية والتكاملية التي تنهض بالشباب وأفراد المجتمع.
وقدم الحمين بهذه المناسبة شكره وشكر كافة العاملين في الرئاسة لسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على دعمه ومؤازرته ورعايته هذا الملتقى، ودعا الله أن يديم عليه نعمه وفضله. كما قدم شكره لفرع الرئاسة في منطقة الرياض، على تنظيم فعاليات هذا الملتقى، وعلى حسن الإعداد والترتيب، وتمنى للمشاركين في الملتقى الوصول إلى مخرجات تصب في صالح التطوير الإستراتيجي لتعزيز القيم.
ووصف فضيلة الدكتور عبد الله بن محمد الشثري المدير العام لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، رعاية سمو الأمير سلمان لهذا الملتقى بأنها امتداد لدعم ومؤازرة قيادة هذه البلاد لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأكيد لما توليه قيادتنا الرشيدة وما تنشده من تطوير ونماء لهذا الجهاز.
ونوه الشثري برعاية الأمير سلمان للملتقى وقال: إنها تؤكد اهتمام ولاة الأمر بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تاج هذه الأمة وعنوان خيريتها استمراراً لنهج هذه البلاد المباركة في تطبيق شرع الله وإقامة أنظمة الدولة استناداً إلى الشرع الحنيف، وقال: إن تلك الرعاية تجسيد لاهتمام سموه بالدور الثقافي والفكري لمؤسسات المجتمع بشكل عام وللدور الثقافي الذي يمكن أن تنهض به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل خاص.
وقال الشثري: إن هذا الملتقى يأتي من منطلق دور الهيئة في تعليم الناس العقيدة الصحيحة ومنهج الوسطية والاعتدال الذي كان عليه سلف الأمة ومحاربة الأفكار المنحرفة والهدامة وخاصة بين أوساط الشباب، حيث يجمع الملتقى بين الشباب والعلماء والدعاة المعروفين برصانة علمهم وفقههم وورعهم لينهل الشباب من ينابيع العلم الصافي والعقيدة الصحيحة والمنهج السليم.
وأضاف أن الهيئة تنظم هذا الملتقى للعام الثالث لتوطيد العلاقة بين جهاز الهيئة والمجتمع، وحرصاً على إيصال الرسالة التوعوية التي تقوم بها الهيئة في خدمة المواطن والمقيم، مشيراً إلى أن مثل هذه الملتقيات التي تجتمع فيها الجوانب العلمية والخبرة الإدارية تساهم في النهوض بعمل رجال الحسبة من خلال تبادل الرؤى وتلاقي الأفكار ومعرفة الجوانب الإيجابية وتطويرها والجوانب السلبية لتلافيها، مبيناً أن الحشد العلمي والفكري الذي سيشارك في برامج الملتقى سيكون له أثره الإيجابي والطيب على منسوبي الهيئة للخروج بنتائج ملموسة وطيبة تنهض بتطوير وأداء مرافق الهيئة كما تسهم هذه الملتقيات في توضيح دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حماية المجتمع من الفتن والشهوات، وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال من الزاوية الشرعية، عدا عن المساهمة في تحقيق مزيد من التكامل بين الجهات الحكومية والأهلية، في تنمية مستوى الوعي الشرعي والاجتماعي والتربوي بين أفراد المجتمع السعودي مما يحقق له الخيرية المنشودة.
وكشف الشثري أن الملتقى سيتشرف بمشاركات متميزة لنخبة من أهل العلم والفكر والثقافة والتي من المتوقع أن تثري أطروحاتهم الملتقى بالمعلومات المفيدة والحديثة والحيوية ضمن فعاليات دعوية وثقافية وتوعوية واجتماعية وبرامج مصاحبة تستمر طوال ستة أيام تتضمن لقاءات مفتوحة ومحاضرات ودورات تدريبية فضلاً عن الأنشطة النسائية.
وستبدأ البرامج بمحاضرة للدكتور إبراهيم الدويش بعنوان: "دعوة بلا حدود" مساء اليوم. وتبدأ فعاليات اليوم الثاني "الأربعاء" بدورة تدريبية عن استراتيجيات حل المشكلات للمدرب صديق العمرو بعد صلاة العصر يعقبها لقاء مفتوح مع فضيلة الدكتور عبد الله بن محمد الشثري المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض بعد صلاة المغرب. وبعد صلاة العشاء يلقي الشيخ صالح بن عواد المغامسي محاضرة بعنوان "تعزيز القيم في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم". ويوم الخميس يلقي الشيخ سلمان بن فهد العودة محاضرة بعنوان "الأمن قيمة الحياة" عقب صلاة العشاء تسبقها دورة تدريبية بعنوان "الاتصال الفعال" للمدرب عبد السلام الناجي. وفي يوم الجمعة يشهد رواد الملتقى دورة تدريبية بعنوان "ديناميكيات الإنجاز البشري" يلقيها المدرب علوي عطرجي، بعدها محاضرة لفضيلة الشيخ سعد الشثري بعنوان تعزيز المواطنة. أما يوم السبت فينظم الشيخ عبد الكريم المحرج دورة تدريبية عقب صلاة العصر.
أما الفعاليات النسائية فتتضمن أربع محاضرات تبدأ بمحاضرة الداعية أسماء بنت راشد الرويشد عن "الصدق" مساء الأربعاء، فيما تلقي الدكتورة رقية بنت محمد المحارب محاضرة عن "المسؤولية" مساء الخميس. ويشهد مساء الجمعة محاضرة للدكتورة نوال بنت عبد العزيز العيد عن "العفو"، بينما تلقي منال بنت فهد الشلهوب محاضرة عن "الحياء" مساء السبت، ويختتم الملتقى فعالياته يوم الأحد.