لم يكن موقف فقيد الوطن والأمة بالشيء السهلِ على خريجي الدبلومات الصحية، بعد أن سجّل موقِفاً لن ينسوه طوال حياتهم. وكانت "سبق" شاهدةً على ذلك في العام قبل الماضي، بعد أن انتشلهم من جحيم البطالة المؤلم الذي تجرّعوا منه على مدى ستة أعوام، وكانت الأحلام آنذاك تؤكد أنهم خُلِقوا ليعيشوا هكذا دون حلول مُمكِنة لإنقاذهم. زفّت "سبق" من خلال متابعاتها الدقيقة لملف خريجي الدبلومات الصحية، مُنذ انطلاق المعاناة آنذاك، أن "الفقيد أبا متعب" لم يتناسَ هذا الملف الذي يحوي شريحة مهمة من شباب الوطن، وخصّص لهم جُزءًا من وقته، على الرغم من كُثرة مشاغله الوطنية والإسلامية والدولية. وأتت البشارة الحصرية عبر الصحيفة إلى أن من فقدناه وخسرناه. وسيصدر أمر ملكي خلال الأيام القادمة، عنوانه "سأُنهي بطالةً تجرّعها أبناء وطني".
وتأكّدت بالفعل تلك الأحداث التي لن ينساها كل خريج تجرّح مرارة هذا الألم, بعدما ثبت رسميٍاً بأمر ملكي صدر في عام 1434ه إنهاء تلك المعاناة التي دامت أعواماً لأكثر من 11 ألف خريج، ولم تجد حلولاً وبوادر فرج.
ونقلت "سبق" تعازي أبناء الوطن من خريجي الدبلومات الصحية، الذين يشغلون في الوقت الراهن وظائف صحية، كان الفضل فيها بعد الله لفقيد الأمة - رحمه الله وغفر له -.
كما نقلوا في تعازيهم الخطية قولهم: "11 ألف خريج يدعون لك قلبياً يا فقيد الوطن, لن ننسى إنهاء بطالة أبنائك التي دامت 6 أعوام، ولم تجد حلولاً آنذاك لولاك بعد الله؛ وجزاك المولى الجنة مثلما فرجت هموم أبناء شعبك".
وأضافوا أيضاً: "الرعاية الأبوية آنذاك من فقيدنا هي الصورة الحقيقية لتلمّس القيادة الحكيمة مُنذ القدم لاحتياجات أبناء الوطن, والاستفادة من القوى البشرية كافة، ومشاركتها في تنمية الوطن".
وأكدوا أن ما حدث من "فقيد الوطن" هو الدافع الحقيقي لكل من ينتمي للدبلومات الصحية، أن يُصبح عنصراً فاعلاً، ويؤدي عمله الصحي بكل أمانة وضمير.
كما عبّر "الخريجون" أيضاً عبر "سبق" عن مبايعتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز, ولولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز, ولولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، داعين الله أن يُبارك فيهم, وأن يُسدّد خُطاهم، وأن يحفظهم المولى من كل مكروه.
يُشار إلى أن "سبق" كانت قد انفردت قبل عامين بنشر الأمر الملكي للملك عبد الله رحمه الله القاضي بإنهاء معاناة خريجي الدبلومات الصحية مع البطالة، استمراراً للنهج الذي تنتهجه الصحيفة في تقصّي احتياجات المواطن؛ لتُحقّق التميّز والانفراد بمتابعتها الدقيقة للكثير من القضايا التي تهم شرائح المجتمع.