استعاد عددٌ من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة؛ اللحظات الجميلة التي كانت عنواناً للأخوة الخليجية واللحمة العربية، عندما قال الفقيد الراحل الملك "عبد الله" لعددٍ من الأطفال في أحد المحافل الرسمية بالإمارات قبل أربعة أعوام: "ادعي للشيخ زايد". ووصف المواطنون الإماراتيون تلك العبارات بأنها كانت العنوان الحقيقي لما يحمله الفقيد من سمات ندر وجودها.
وعبّر عددٌ من الأشقّاء في الإمارات عن بالغ الأسى والحزن على ما أصاب الأمة العربية والإسلامية لفقد قائد كان هو الأب الروحي للشعوب العربية والإسلامية.
وتلقت "سبق" رسائل من عدد من المسؤولين والأكاديميين في الإمارات، حيث قال خبير التنمية البشرية والمدرّب المعتمد في الإمارات؛ الدكتور يوسف بن عبد الله البديع: "عظّم الله أجر الوطن العربي والإسلامي فيما أصابه، فالمصاب جلل؛ والفاجعة واحدة؛ وإنا على ذلك لمحزونون".
وأضاف: "لقد عمّ الحزن أرجاء الإمارات وتوحّدت خطب الجمعة اليوم للحديث عن الراحل وعن بصماته التي لم تكن في بلاده فحسب، بل امتدت حتى وصلت أقطار العالم بأكمله".
وأردف: "استذكرنا المقطع المصوّر النادر الذي كان يتحدّث فيه الملك عبد الله عن فقيد الإمارات والمسلمين الشيخ زايد، وما ذلك إلا عنواناً يؤكد أن فقيدنا اليوم جزءً لا يتجزأ من فقيد الأمس، جعلهما الله في أعالي جنانه وجمعنا بهم وبالمسلمين أجمعين".
من ناحيته، قال عميد ركن طيار محمد الزعابي ل"سبق": "فجِعنا صباح اليوم بنبأ خسارة قائداً عظيماً للأمة الإسلامية والعربية والخليجية، وصاحب الفضائل والمبادرات التي لا تحصى في شتّى الأوطان، وما فقده إلا خسارة كبيرة لا نملك خلالها الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن تعوّض الأمة بخيراً منه".
وكذلك قال مدير عام مركز تسهيل بكلباء ورجل الأعمال الدكتور عبيد صقر: "المحبة القلبية التي يحملها الشعب الإماراتي للفقيد الشيخ زايد، جعلت أيضاً من فقدْ الملك عبد الله؛ الشيء الكثير في قلوب أهالي الإمارات، ما حدا بهم لمشاركة الشعب السعودي المواساة التي حلّت بهم صباح اليوم".
وأضاف: "ملكٌ كهذا لن ينساه التاريخ، فهو من جعل التاريخ يسجّل بأن الأمة العربية والإسلامية في عهده تسجّل إنجازات وبصمات هو المؤسس والقائد لها، جعل الله ما قام به نوراً وشفيعاً في قبره".
وأردف الكابتن الطيار بطيران الإمارات، سلطان بن عبيد، عبر "سبق" بعبارات: "أعجز عن الحديث عن قائد عرفناه بالعفوي والحكيم والرشيد وصاحب الأيادي البيضاء في شتّى المحافل، فكان فقده ليس بالشيء السهل على المجتمع للإسلامي وليس على السعودي فحسِب".
وتابع: "عندما ننظر لأحاديثه وبطولاته لا نتذكّر سِوى الفقيد الراحل الشيخ زايد، وها نحن نخسر خليفةً آخر كان وما زال في قلوبنا، وما ينسينا مرارة فقدِهم، هو تلك الصفات التي يعيشها من حلّ خلفهم بعدما سلكوا النهج ذاته ولله الحمد والمنّة".
جدير بالذكر أن رئيس الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قد وجّه بإقامة صلاة الغائب على الفقيد الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد صلاة العشاء اليوم الجمعة، في عموم أرجاء الدولة.
ونعى "آل نهيان" "أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود"، داعياً المولى أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
وقال "آل نهيان" في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية: "إننا ننعي زعيماً من أبرز أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته، ودافع عن قضايا العروبة والإسلام بصدق وإخلاص".
وأضاف: "إذ نعرب عن خالص تعازينا للأسرة المالكة ولشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة في الفقيد الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز.. فإننا نؤكد ثقتنا الكاملة في أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود سوف يكملان تلك المسيرة العطرة في خدمة قضايا الأمة، والنهوض بمسيرة العمل العربي المشترك".
ونوّه رئيس الإمارات بمناقب الفقيد بقوله: "لقد نذر نفسه لشعبه وقضايا الأمة دون كلل.. وعمل على تقوية البنيان العربي وتعزيز تماسكه".
وأكد أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا قامة كبيرة وقيادة تاريخية لم تتوانَ عن خدمة قضايا أمتها حتى آخر لحظة من حياتها.
وأمر رئيس الإمارات بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام، بدءاً من اليوم، وتنكيس الأعلام خلال مدة الحداد على جميع الدوائر الرسمية داخل الدولة والسفارات والبعثات الدبلوماسية لدولة الإمارات في الخارج.