بعد نشر قصتها عبر "سبق" تفاعلت وزارة الشؤون الاجتماعية وبعض القنوات الفضائية مع قضية الفتاة الجامعية التي تعمل خادمة في المنازل لسد حاجتها وحاجة أبناءها بعد سجن زوجها بسبب تراكم الديون عليه . وتلقت "سبق" عديداً من الاتصالات والرسائل تطلب الوصول لأم عمر الفتاة الجامعية ومساعدتها، حيث كان أول من تفاعل مع القضية هي وزارة الشؤون الاجتماعية التي تواصلت مع أم عمر وطلبت بعض الأوراق التي تخصها وتخص قضيتها؛ للبدء في إجراءات معاملتها .
وعلى صعيد متصل، تفاعلت بعض القنوات الفضائية مع ما نشرته "سبق" حول قضية أم عمر، إذ عرضت قناة "دليل" مساء الأربعاء الماضي المعلومات التي نشرتها "سبق" وقامت بالتعاون مع محرر الصحيفة باستضافة أم عمر على الهاتف وشرح قصتها وما تعرضت له من تحرش ومضايقات بحكم حاجتها، وحول الوظيفة التي عرضت عليها في دولة الإمارات براتب 13 ألف ريال والتي رفضتها؛ هربا من الاغتراب ومن التعامل معها ك "وافدة" في الإمارات، مفضلة البقاء "مواطنة" في وطنها رغم الفاقة والفقر.
وكانت "سبق" نشرت قضية أم عمر التي تسكن في المدنية المنورة وتحمل الشهادة الجامعية وتعمل خادمة في البيوت من أجل توفير لقمة عيش لها ولأولادها الأربعة بعدما فشلت في الحصول على وظيفة أو إعانة ثابتة تحميها خطر من حاولوا استغلال ظروفها لأغراض مُحرّمة. وتعمل أم عمر حالياً في منازل الجيران وسكان الحي؛ حيث تقوم بالتنظيف وإعداد الأطعمة لأكثر من سبع ساعات يومياً مقابل مبلغ لا يتجاوز 150 ريالاً.
ورغم أن شيخاً إماراتياً اطلع على حالتها عندما طلبت منه معونة في أحد المعارض، وعرض عليها وظيفة في الإمارات براتب يتجاوز 13 ألف ريال، إلا أنها رفضت واعتبرت أن بقاءها في بلدها يضمن لها الأمان.
وروت أم عمر، التي تقول شهادتها أنها متخصصة في اللغة العربية، وأن ظروفها السيئة جعلتها عرضة للتحرش الجنسي، حتى أن سكرتير مسؤول تقدمت لديه بطلب إعانة طلب منها أن تقابله لتعطيه أوراقاً تخص حالة ابنتها المريضة، فلما ذهبت فتح باب سيارته، ودعاها إلى الصعود ليذهبا إلى مكان يمكنهما التفاهم فيه، لكنها رفضت، وقالت: "يغنينا الله".
ولا يتجاوز دخل أم عمر 1600 ريال شهرياً، هو راتب زوجها من وظيفته، تدفع منه ألفاً للإيجار، ويتبقى 600 فقط لها ولأولادها الأربعة. علماً بأنها تعيش في شقة متهالكة في المدينةالمنورة، وأكبر أطفالها بنت عمرها "7 سنوات"، مصابة بمرض نقص النمو يجعلها تبدو ذات سنة واحدة. وتقدمت أم عمر للجمعيات الخيرية، لكنها لم تحصل علي أي إعانة، كما تقدمت للضمان الاجتماعي فأعطاها إعانة مقطوعة، ولما ذهبت للجنة المتعثرين وقدمت لهم إثباتات استحقاقها المساعدة أبلغوها بأنها لا تستحق أي إعانة.