يعمل برنامج "لقاء الخميس" على تقديم الناجحين أمام الجمهور في الأماكن العامة لسرد قصص نجاحهم بهدف زرع ثقافة التحدي والعطاء في نفوس الناشئة وتنمية القدرات لدى الشباب وهو الهدف الوطني الأسمى، خصوصاً أن مسيري البرنامج يؤكدون في كل مناسبة أنه غير ربحي . وحقق "لقاء الخميس" خلال السنة الماضية تصاعداً قوياً في نسب المتابعة، وساهم توقيته -مساء كل إجازة أسبوع- في حضور مميز من قبل كل الفئات، خصوصاً أنه في الغالب يجمع النجوم في شتى المجالات، والاستماع إلى رحلة النجاح بقالب قصصي .
رحلة البحث.. مع نهاية كل أسبوع يطل ضيف جديد على الجمهور بحسب مقر إقامته، ثم تبدأ "سنارة" البحث عن ضيف جديد في بحور الإبداع، وتحمل تلك السنارة طُعماً مختلفاً وهو أن الضيف القادم سيقدم للحضور قصة التحول والتحدي في حياته وصنعت منه مبدعاً في مجاله، وهي الرسالة المقصود وصولها للشباب حتى تتحرك "أمواج" الإبداع في "محيط" أجسادهم .
ولأن الهدف هو سرد قصص الناجحين بعيداً عن "القومية" والمناطقية، فقد اختار "لقاء الخميس" خلال السنتين الماضيتين، بالإضافة إلى السعودية ضيوفاً من البحرين والكويت وقطر، كما احتضنت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا بعض الضيوف أمام المبتعثين العرب.
فئات لقاء الخميس تتعدد منتجات البرنامج بتعدد اهتمامات الناس في معرفة أسرار الأشخاص، فالبرنامج الذي وُلد وعُرف أنه يبحث عن الشباب المبدعين الناجحين، بدأ نهاية العام الماضي في إطلاق منتج جديد و"لقاء الخميس للرموز"، ويهدف إلى استضافة رموز المجتمع وسرد أسرار نجاحهم، ومحطات حياتهم، إضافة إلى جمعهم بعامة الناس، وبدأت بواكير الإصدار باستضافة وزير "الشؤون الإسلامية" الأسبق الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وهو على رأس العمل في قاعة "الفريدة"، وحققت تلك الأمسية حضوراً طاغياً، وتعرفوا عن قرب على الوزير، وقصة وصوله إلى عرش الوزارة، ثم توجهاته المستقبلية.
كما أطلق البرنامج مؤخراً باقة "الموهوبين" باحثاً عن صغار السن المبدعين لعرض تجربتهم أمام المجتمع ،مدشناً المنتج بالطفل القطري "غانم المفتاح" الذي يمتلك ربع جسد بإرادة كاملة، حيث شاهد الجميع إنجازاته الرياضية عندما حقق 5 ميداليات ذهبية في رياضات متنوعة، وكذلك افتتاح مدرسة خاصة بالمعاقين في منزلهم بمساعدة أسرته، وأيضا إنشاء مصنع "آيس كريم" وإدارة 50 موظفاً، مما أهلته الثلاث الماضية ليصبح سفير الطفولة.
الخدمات المساندة برنامج بحجم لقاء الخميس وصل إلى العالمية وتنقل بين مناطق المملكة ودول الخليج من البديهي أنه بحاجة إلى دعم مالي وإعلامي و"لوجستي" لتغطية أتعاب الفرق العاملة ومصاريف التنقل وأحياناً سكن الضيوف، لذلك عمدت إدارة البرنامج إلى مخاطبة جهات عديدة فيما يخص الرعاية، وما أن تفهمت تلك القطاعات اهتمامات اللقاء ودوره في زرع ثقافة الإبداع والإنجاز حتى بادرت في دعمه من باب مسؤوليتها الاجتماعية، ومن بين تلك الجهات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومركز الأمير سلمان الاجتماعي، ومجموعة الطيار للسفر والسياحة، وصحيفة سبق، وإذاعة "ألف ألف" وكذلك "أخبار السعودية"، وجمعية حاضنة الأعمال السعودية "مكين"، و"العلاقات الفريدة"، إضافة إلى مبادرة الجهات الأخرى كالفنادق والمقاهي في استضافة اللقاء .
البررة يتحدثون.. يقول رئيس تحرير صحيفة سبق ومديرها العام علي الحازمي إن برنامج "لقاء الخميس" من بين الأدوات القليلة التي تفتش عن المواهب الشبابية والمبدعين ثم تقديمهم أمام الآخرين لعرض تجربتهم، من أجل زرع الهمة في نفوس الشباب وبالتالي خلق روح الإيجابية وتحقيق الإنجازات على مستوى الفرد أولاً ثم الوطن، ومن هنا قدمت الصحيفة خدماتها التي تتمثل بالرعاية الإعلامية ونشر الأخبار التي تخص اللقاء.
فيما يقول العضو المنتدب لمجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر بن عقيل الطيار " آثرنا في المجموعة دعم ورعاية اللقاء من منطلق وطني، وإيماناً منّا أيضاً أن الشباب هم أمل الأمة العربية وإشعال شمعة في طريقهم سيطفئ شموع الجهل ويوقد العزيمة في ذواتهم، مؤكداً أن للناجحين حكايات وقصصاً، واستنطاقهم لسردها أمام الشباب المتعطش من شأنه فتح آفاق التفكير وتحدي المستحيل".
ويروي بطل الراليات يزيد الراجحي أحد ضيوف اللقاء أن مثل هذه البرامج كفيلة بصناعة شباب ناجحين ومؤثرين يخدمون وطنهم ودينهم في كل المجالات .
أما الفنان يوسف الجراح فقد أكد ذات مرة وخلال لقائه بالشباب أن الوطن بحاجة إلى برامج تدعم وتبحث الناجحين والمبدعين، كما أن إبراز منجزاتهم وتسليط الضوء عليهم هو جزء من الوفاء لهم .
الأمين العام ل"لقاء الخميس" منصور بن عبدالرحمن البطي أشار إلى أن البرنامج رصَدَ مئات الشباب السعوديين الناجحين وكذلك العرب، وقدمهم أمام الجمهور لسرد قصص النجاح، بهدف التفتيش وراء العقبات ونقطة التحول التي خلقت منهم أبطالاً مؤثرين، ومن ثم توجيه رسالة لقطاع الشباب أجمع مفادها أن المستحيل وهْم يتوجب علينا نبذه.
وخرجنا على الأقل بتغيير المفاهيم وصناعة روح إيجابية، وعزيمة في دواخلهم ستبدع يوماً ما"، مؤكداً أن المملكة تزخر بآلاف المبدعين والناجحين، والبرنامج يسعى جاهداً لخدمتهم وتقديمهم أمام الجمهور .