المخططات الثمانية بلا مراكز صحية أو مستشفيات والمعاناة تنفجر مع الإصابة. "أهالي الخمرة" لا يخرجون بعد غروب الشمس خوفاً من ضياع الطريق. حوادث مرورية وحالات دهس متكررة.. طرق ترابية وإنارة معدومة. مواطن: نغيّر مساعدات سياراتنا كل 3 أشهر.. والربو والحساسية تحاصرنا. حشرات وجرذان كبيرة بين المنازل.. والعمالة تشعل النيران بالمرادم. اختفت الحدائق والملاعب.. والأطفال يبحثون عن متنفس بعيداً عن الخيم! مواطن ل"الأمانة": خلصونا من الوحوش المسعورة التي تهدد حياتنا! "البقمي": نجري عمليات سفلتة.. والمرادم لا تخصنا.. والخدمات قريباً.
سلطان السلمي- سبق- جدة: رصدت عدسة "سبق" تداعيات ما يؤرّق حياة أهالي حي الخمرة جنوب محافظة جدة، ذلك الحى الحاوي لثمانية مخططات، حيث أشار سكانه إلى أنهم يفتقدون الخدمات، ولا ينعمون بما ينعم به سكان الأحياء الأخرى، ويرون أن مشاكلهم تحاصرهم من كل صوب وحدب؛ أبرزها الهجوم الليلي للكلاب الضالة التي تنغص عليهم هدوءهم، ضاربين جرس إنذار حول غياب المستشفيات والمستوصفات الخاصة وأعمدة الإنارة وحصار مرادم النفايات، وسط طرق ترابية وتهديدات الإصابة بالربو والحساسية.
مركز صحي صغير! يقول أحد سكان حي الخمرة القاطن بمخططات منحتها البلدية في عام 1400 هجرياً، ويدعى "رائد السميري"، إن المخططات الثمانية بلا مراكز صحية ولا مستشفيات، وإنهم يعيشون معاناة كبيرة وحرجة عند حدوث حادثة أو إصابة أحد السكان، فيضطرون لقطع 35 كيلومتراً للوصول إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، مشيراً إلى أنهم يطالبون مراراً وتكراراً بخطابات وشكاوى إلى الجهات المختصة لتوفير مركز صحي صغير لمعالجة أطفالهم.
الميزانية والمستوصفات وبيّن "السميري" أن المنطقة مليئة بسكان وحركة كبيرة جداً، مشيراً إلى كثرة الحوادث المرورية وحالات الدهس بشكل شهري وأسبوعي، منبهاً لافتقاد المستوصفات الخاصة أيضاً، بينما طالب المواطن علي المزيني بمراكز صحية في الحي، موضحاً أنهم مواطنون يفتقدون أهم الخدمات الصحية، منوهاً إلى الميزانيات المرصودة التي يأمل أن تعالج بها المشكلات!
طرق ترابية! وبيّن المواطن إبراهيم الصبياني أن جميع الطرق في المخططات الثمانية هي طرق ترابية وغير معبّدة بشكلٍ كبير منذ 36 عاماً، مشيراً إلى أن المسؤولين في الفترة الأخيرة قاموا بسفلتة عدد قليل من الطرق الرئيسية، متسائلاً: "هل يُعقل على طول تلك الفترة ألا يتم النظر في حال المخططات التي هي ممنوحة من قِبل أمانة جدة، ولا سيما أن القرار الوزاري ينص على تسليم المخططات وهي بالخدمات كافة".
ربو وحساسية وطالب "الصبياني" بتدخل الجهات المختصة وبمقدمتها "نزاهة"؛ لمعرفة التجاوزات والإهمال الحاصل بهم، مشيراً إلى أن كل ثلاثة أشهر نقوم بتغير مساعدات وأذرع سياراتنا؛ بسبب تلك الطرق الترابية، ولا سيما أن الأتربة تدخل بيوتنا، وتسبب الأمراض من الربو والحساسية.
الإنارة والخوف ونقل "الصبيانى" معاناته هو وجيرانه؛ لعدم وجود أعمدة إنارة في المواقع الثمانية، ما سبب حوادث عدة، من سقوط وحالات صدم في الليل، موضحاً أن الأهالي أصبحوا بعد غروب الشمس لا يخرجون من بيوتهم؛ بسبب الظلام وخوفهم من ضياع طريق العودة؛ بسبب عدم وجود سفلتة أو أرصفة في المخططات.
حاوية نفايات خاصة! وتعجّب المواطن زاهي القرني من عدم وجود حاويات للنظافة لوضع النفايات بداخلها، وهو ما جعل السكان يلقون المهملات على جنبات المخطط، مشيراً إلى أنه على هذه الحال منذ سكنه قبل 5 سنوات، مما يجعل الروائح تنتشر في ساعات متأخرة، وتكاثر الحشرات والجرذان الكبيرة بين المنازل، مبيناً أنه اضطر إلى شراء حاوية خاصة بقيمة 1500 ريال لوضع النفايات بها.
وحوش مسعورة! ويشتكي المواطن فيصل البقمي من كثرة وجود الكلاب الضالة في عدة مواقع ترهب المارة والأطفال، وتُدخل الرعب في قلوبهم، مشيراً إلى أن هذه الكلاب مسعورة قد تزهق حياة طفل صغير وخصوصاً في الليل، مطالباً فرق الأمانة بتخليصهم من تلك الوحوش التي تهدد حياتهم!
"مرادم" سامة وبيّن المواطن "سعد العلي" قائلاً: "المنطقة تكثر بها المرادم العشوائية والتي يحرقها العمالة الوافدة، مما يبث الروائح السامة"، موضحاً أن هناك 4 مرادم متفرقة، ويقوم العمالة بإشعال النار بها لأخذ ما يريدونه من حديد أو غيره.
متنفس للأطفال! وأوضح الشاب أحمد الزهراني مبيناً: "لا يوجد أي متنفس لنا من حدائق أو ملاعب أو نشاطات نقوم بها في الحي، وأصبحنا نأخذ من المساحات الترابية على طريق الساحل لوضع خيم والجلوس بها"، وتابع: "نطالب أمانة جدة بتوفير ملاعب وحدائق للعب"، كاشفاً أن الأطفال أصبحوا في ضيق شديد؛ لعدم وجود متنفس لهم.
"الأمانة": الخدمات قريباً وبدوره أوضح المتحدث الرسمي في أمانة جدة محمد البقمي أن عمليات السفلتة للشوارع الرئيسية تم الانتهاء من البعض منها، ولا يزال العمل جارياً في المخططات، مشيراً إلى أن المرادم العشوائية في المواقع ليست خاصة بنا نهائياً، موضحاً أن عمالة تقوم بإحراق النفايات، مؤكداً أن الأمانة تسعى جاهدةً لتوفير جميع الخدمات في المواقع في القريب العاجل.