تعرض الكيبل البحري القاري الثالث في منطقة البحر الأبيض المتوسط (SEA ME WE 3), لعطل في الوصلة التي تربط مصر بإيطاليا على بعد حوالي 31 كيلو مترا من مدينة الإسكندرية مساء أمس الأحد، والذي يعد أطول الكوابل بالعالم حيث يغطي 35 دولة بربط مباشر، كما يستخدم بصفة أساسية للحركة الهاتفية وبعض الخدمات الخاصة بحركة الاتصالات، وبعض سعات الإنترنت كرديف للكيبل البحري القاري الرابع الذي يعتبر الشريان الرئيسي لربط كافة دول المنطقة ودول شبه الجزيرة الهندية. ونظراً لمحدودية السعات العاملة على هذا الكيبل، ونوعية الخدمات العاملة، فقد كانت لها آثار محدودة للغاية على الخدمات الأساسية التي تقدمها الاتصالات السعودية بشكل مباشر لعملائها، وكذلك المشغلين الآخرين بالمملكة ودول الجوار، ولتميز وريادة الاتصالات السعودية في مجال الكوابل البحرية وإدارتها وحمايتها في المنطقة، فلم يكن لهذا الانقطاع سوى تأثير محدود للغاية، حيث تمت السيطرة عليه بحمد الله بشكل تام في وقت قياسي. يشار إلى أن تعطل مركز التحكم في سنغافورة أدى لتأخر تفعيل خطط استعادة الخدمة بشكل تلقائي، مما استدعى من المختصين بالاتصالات السعودية القيام بذلك بشكل يدوي بالتنسيق مع مركز التحكم الرئيسي بسنغافورة، فيما يجري حاليا الترتيبات لإصلاح الكيبل، ومن المتوقع أن تستغرق إجراءات الإصلاح حوالي أسبوع حسب الظروف الجوية. وتسعى شركة الاتصالات السعودية لتأمين كافة مساراتها الدولية من خلال التوسع في إنشاء الكوابل البحرية الجديد، وفي هذا الصدد يشار إلى مبادرات الشركة الإقليمية التي تكللت بتشغيل أول مشروع ربط أرضي بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا باستخدام تقنية الألياف البصرية للوصلات الأرضية، حيث يمتد من مدينة جدة مرورًا بمدينة عمان فدمشق ووصولا إلى إسطنبول ومنها لأوروبا، والذي كان من أهم أهدافه تفادي أي تأثيرات سالبة لمثل هذه الانقطاعات. كما تجدر الإشارة إلى دخول الكيبل البحري القاري "آي مي وي" (IMEWE) للخدمة قبل يومين؛ مما سيقلل من أي تأثيرات جراء أي تعطل أو انقطاع في المستقبل.