ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن كوكب الزهرة خلال السبعة الأشهر الأولى من العام 2015، سيُزين سماء السعودية والمنطقة العربية بعد غروب الشمس في كل الليالي، ويستعيد لقبه ك"نجمة المساء" مُحدثاً اقتراناً مذهلاً بكوكب المشترى حتى يبهر سكان الأرض في هذا العام. وأضافت: "يُرصد الكوكب مع سماء صافية، ويظهر دائماً براقاً ساطعاً للعين المجردة، ويزداد ذلك عند استخدام المنظار الثنائي العينية، وببطء سوف يرتفع في السماء في كل ليلة، وسوف يزداد بروزه طوال فصل الشتاء وحتى الربيع القادم".
وبيّنت: "بحلول شهر إبريل سيصبح كوكب الزهرة أكثر وضوحاً مرصعاً سماء الليل بشكل استثنائي، ويبقى لأكثر من 3 ساعات بعد غروب الشمس من أواخر إبريل وحتى أواخر مايو، وقد تبدو من غير المألوف أن يبقى كوكب الزهرة كل هذا الوقت ويتأخر في الغروب، وقد يكون من الصعب التصديق بأن الزهرة يمكنه البقاء متأخراً خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو".
وأوضحت: "كوكب الزهرة تصل استطالته العظمى -أكبر مسافة زاوية 45 درجة إلى الشرق من الشمس- في 6 يونيو ، وفي ليلة 30 يونيو و1 يوليو سوف يحدث اقتران مذهل مع كوكب المشترى عالياً في السماء في الأفق الغربي بعد غروب الشمس".
واستكملت: "سيكون كوكب الزهرة في قمة لمعانه بداية الصيف؛ وذلك مع بداية انخفاضه باتجاه الشمس، وسوف تصل ذروة لمعانه في هذا الظهور مساء 10 يوليو؛ حيث سيبلغ لمعانه 4.5 ضعف لمعانه الحالي، وبعد ذلك اللمعان الساطع يبدأ الزهرة في الخفوت مع عودته، وانخفاضه نحو الأفق الغربي واقترابه من وهج الشمس، وسوف يختفي عن الرؤية في أغسطس القادم.
وقالت: "خلال الفترة من الآن بداية يناير وحتى بداية أغسطس، ومن خلال استخدام تلسكوب صغير يمكن ملاحظة كيف أن كوكب الزهرة يغير أطواره -مثل القمر- ويتغير حجم قرصه الظاهري".
واستطردت: "حالياً كوكب الزهرة يظهر تقريباً مكتملاً مثل القمر، وخلال فصل الشتاء يكون مثل أحدب جميل، وسوف يكون الكوكب بشكل ملحوظ أقل من أحدب بحلول نهاية مارس، وبحلول مطلع يونيو، يصل الزهرة إلى "النصف"، بحيث يكون نصفه مضاء، وفي يوليو الكوكب يظهر كهلال كبير مع وقوعه قرب الأرض".
ونوّهت إلى أن الراصدين لكوكب الزهرة من خلال التلسكوب يمكنهم مشاهدة تقلّص المسافة بينه وبين الأرض، فإن الحجم الظاهري للزهرة يزداد من الحجم الظاهري في 21 مايو، وسوف يتضاعف حجمه الظاهري من جديد في 14 يوليو، وسيكون في صورة هلال كبير، وفي ذلك الوقت من السهل تمييزه حتى من خلال المنظار الثنائي العينية.
وبعد عبور الزهرة الاقتران الداخلي -عندما يكون واقعاً بين الشمس والأرض في 15 أغسطس- سوف ينتقل الكوكب إلى سماء الفجر "كنجمة الصباح" منخفضاً في الأفق الجنوبي الشرقي بنهاية الشهر. بعد ذلك سوف يكرر عرضه الذي سوف يبدأ في سبتمبر بشكل معاكس لما سبق ذكره، وسوف يستمر حتى نهاية 2015، مضيفة أنه يمكن رصده بسهولة بعد غروب الشمس وبالعين المجردة في الأفق الغربي، ويبتعد عن وهج الشمس، وقريباً سوف يسيطر كنجمة المساء البراقة، وهو لقب فقده منذ بداية العام 2014.
يُذكر أن كوكب الزهرة عبر الاقتران الخارجي سيكون خروجه من خلف الشمس كما يشاهد من على الأرض، ويعود لسماء المساء في 25 أكتوبر 2014، ومنذ ذلك الوقت يرصد قريباً في وهج ضوء شمس الغروب، وفي كل يوم هو يتحرك في رحلته البطيئة مبتعداً باتجاه الشرق، ومبتعداً ببطء عن الشمس.