ستة عقود مضت وما زال أبناء عفيف يأملون في تحقيق حلم بدأه أجدادهم قبل ستة عقود بإنشاء مطار يخلد ذكرى الرحلة الجوية الأولى لمؤسس هذه البلاد - غفر الله له - والتي كانت على متن طائرة "الداكوتا"، حيث استقلها لأول مرة من محافظة عفيف متوجهاً لمحافظة الطائف ومن كان معه من صحبه في العام 1364ه. وحصلت "سبق" على وثيقة تاريخية جاءت رداً على مطالبةٍ رفعها أهالي عفيف للدولة بافتتاح مطار في بلدتهم ومركز للبريد قبل 59 سنة، حيث ما زال الأهالي يعلقون الآمال على وعد قطعته وزارة الدفاع لهم في ذلك الحين - حسب الوثيقة - بدراسة طلبهم والنظر فيه حين زيادت الإمكانات للخطوط الجوية.
ويتضح من الوثيقة التي وجهت لأمير عفيف في ذلك الحين بأمر رئيس مجلس الوزراء في العام 1377ه؛ بأنها رد على برقية رُفعت من المواطن عبدالعزيز المتعب عن جماعة عفيف والتي يلتمسون فيها تأسيس مطار ومركز بريد في بلدتهم.
وجاء الرد - بحسب الوثيقة - بوعد من وزارة الدفاع بالنظر في طلبهم حين تدعيم الخطوط السعودية بطائرات كافية، وأنه يتعذر عليهم تحقيق رغبتهم في ذلك الوقت لتعذر زيادة الرحلات الداخلية ولعدم كفاية الطائرات؛ وهو الطلب الذي قد يكون من أقدم الطلبات من نوعه وما زال أبناء المحافظة ينتظرون تحقيقه طيلة هذه العقود.
واحتوت الوثيقة أيضاً على رد وزير المواصلات حينها حول طلب إنشاء مركز بريد بأن المراسلات مؤمنة بمرور سيارة البريد وأنها كافيه وقتها، وهذا المطلب قد تحقق لاحقاً ولكن بقي الحلم الأول يراود أبناء المحافظة طيلة تلك العقود.
واليوم أشعل مطلب إنشاء المطار جيل اليوم من أبناء عفيف وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" هذه الأيام تحت وسم حمل اسم #عفيف_ما زالت_تحلم_بمطار_إقليمي، حيث غرد فيه هندي بن جريس القسامي بقوله: "عفيف تستحق المطار لأقدميتها، ولكثرة سكانها ولبعدها عن المدن الرئيسة؛ وهو أول موقع انطلقت منه طائرة الملك عبدالعزيز الأولى".
واستشهد المغرد معاذ العتيبي بمطارات بعض الجزر في شرق آسيا المتواضعة، لكنها تفي بالغرض وتخدم البشر متمنياً من الجهات المعنية باقتباس هذه الفكرة وتطبيقها في عفيف.
ويضيف لهم المغرد فايز المغيري بأن الحاجة أصبحت ماسة جداً لافتتاح مطار إقليمي للمحافظة، حيث إنها تقع في وسط المملكة وبعيدة عن المناطق.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة عفيف تقع في وسط المملكة في أعالي هضبة نجد على مسافة 500 كيلو متر غرب العاصمة الرياض ومثلها عن مكة المرمة شرقاً على خط الحجاز القديم وهو الأمر الذي أسهم في ازدهارها تجارياً، وتعود تسميتها إلى بئر (عفيف العود) وهي بئر جاهلية قديمة.