أجاد الكاتب الفذ واللافت الأستاذ محمد الرطيان في نقده العميق للحالة التي انتابت الكثير من السعوديين إزاء ما كتبه كويتي في موقع إلكتروني عن المنتخب السعودي، حيث نعته بمنتخب (بقايا الحجاج)؛ وشخصيًّا أؤيد ما ذهب إليه الناقد الكبير في تمحيص ثقافة مجتمعنا، وتبيان أن هناك أوساطًا عديدة تتعاطى مع التصنيف والفئوية بأسلوب عنصري سمج، أدّى إلى ترسيخ ثقافة السخرية من أبناء المجتمع الواحد، الذين يُفترض أن ينصهروا في نسيج اجتماعي خالٍ من شوائب الجاهلية الأولى، وعنصرية الأقوال، وهمجية الأفعال! صحيح أن ذلك الكويتي (التافه) -كما وصفه الرطيان- يمثل عقليته المريضة، ولا يمتُّ بِصِلَةٍ للفكر الكويتي الموشّى بالإخاء، والمتكئ على أسس ثقافية متينة، لكنه أيضًا رد بضاعتنا إلينا، طبقًا لما أكده الرطيان؛ بلى، فهناك فئات معيّنة في مجتمعنا مازالت تحنُّ إلى العنصرية بشتّى أشكالها وأثوابها المختلفة؛ وعلى الرغم من أننا نعيش في زمن التقدم العلمي والثقافي، إلاّ أن الحنين إلى جذور التخلّف ما زالت تقبع في عقول أناس يركنون إلى ثقافة رديئة في التعاطي مع الحياة المدنية، التي يجب أن تعضد سبل التلاحم الوطني، وفقًا لمعايير التفوق العلمي والثقافي، وليس بالاحتكام إلى اللون والعرق، أو المنطقة. العالم يسابق الزمن من حولنا، ويتطور في جميع مجالات الحياة، لكن الجهلة لدينا يشدون البساط إلى الوراء الجاهل، والوراء المريض والمتخلّف...! منشآت بلا رقابة..! كنتُ في حديث مع التربوي والوالد سلطان الراشد «وهو أحد الذين خدموا الوطن في ميادين متعددة»، وتطرّق إلى حال الملاعب التي أُنشئت ضمن مرافق خدمية بغية الترفيه عن سكان الأحياء، وأشار إلى أهمية تعيين مشرفين تابعين للرئاسة العامة لرعاية الشباب، بالإضافة إلى موجّهين تربويين من وزارة التربية والتعليم، وذلك للإشراف على تلك المرافق لنشر ثقافة النشاط الثقافي والرياضي بقواعد تربوية ورياضية. وقال إنه من الممكن أيضًا كسب العديد من المواهب الرياضية للتسجيل في الأندية، وبالتالي الاستفادة من تلك الكوادر لخدمة الرياضة الوطنية. الاقتراح برأيي مهم جدًّا، ولابد من تبنيه من قِبل هاتين الجهتين حرصًا على استثمار طاقات الشباب. رذاذ: ** «ملتقى الاجتماعيين» موقع إلكتروني يُعنى بالطرح الثقافي والاجتماعي، بإشراف الزميل مساعد الطيار. الحق أنه ملتقى يشع بالأفكار النيرة، والأطروحات المفيدة، لا غرابة في ذلك، فالقائمون عليه من ذوي الكفاءات العالية، والاختصاص العلمي. ** لستُ أدري ما السر في التركيز على مشاهد شرب الخمور في المسلسلات والأفلام عبر كثير من القنوات الفضائية؛ إنه وضع يستحق من مسؤولي الإعلام العربي وضع حدٍّ لهذه المشاهد التي تروّج لشرب المنكر، وكأنه السبيل إلى الخلاص من الهموم والمشكلات! [email protected]