كشف مدير الدراسات والمشاريع بأمانة منطقة عسير المهندس خالد العمري، عن توجهاتٍ ضخمة من قِبل أمانة المنطقة في مشروع تطوير وسط أبها، بعد اعتماد قرارات نزع ملكيات بنحو 600 مليون ريال، بهدف إعادة المنطقة إلى حلتها ونفض الغبار عن مبانيها التراثية والسياحية، مشيراً إلى أن هناك خطة تهدف لإنشاء "سوق ثلاثاء جديد" ومطاعم ومقاهٍ ومصانع حرف ومسطحات خضراء. وقال العمري: "تشرف على مشروع وسط أبها، لجنة مشكلة من أساتذة متخصّصين في تطوير أوساط المدن من مختلف الجامعات السعودية تسهم في وضع رؤية شاملة، تشمل المحافظة على بنيتها التراثية الجيدة، وإعادة هيكلتها وتهيئتها للاستخدام السياحي، وتوفير مطاعم ومتاحف على مساحة تزيد على مليونين و200 متر مسطح في 3 مواقع، هي: النصب، بسطة القابل، المفتاحة، مبيناً في الوقت ذاته أنه تم فعلياً البدء بدراسات المشروع، بعد أن تم فتح مظاريف الشركات المنفذة للدراسات بتكلفة نحو 5 ملايين ريال".
وأضاف: "أهم ما يميّز هذه المواقع وجود المعالم الأثرية، ومنها الجسر العثماني الذي يربط قرية البسطة مع القابل بوادي أبها ومع قرية النصب والتي تعتبر من أهم وأكبر هذه القرى في وسط المدينة والتي سيتم عمل دراسات تطويرية لتجعلها معلماً سياحياً بارزاً محلياً وعالمياً من خلال توفير القرى السياحية التراثية والخدمات والمطاعم والمسطحات الخضراء والمقاهي والفنادق وأسواق شعبية مع المحافظة على التراث العمراني.
وبيّن العمري أن التطوير يشمل إيجاد سوق ثلاثاء جديد، سيجري العمل على تنفيذه، ونقل المواقع القديمة إلى مواقع جديدة، وربطها بمسارات سياحية، وإضافة أجزاءٍ لسوق الثلاثاء الجديد، تهتم بالحرف التراثية ومنطقة صناعات حديثة وأخرى للأسر المنتجة، مضيفاً في الموضوع ذاته أنه تم تسليم هذه المواقع لمكتب دراسات ليتم إتمامها خلال عام، وستكون تكاليف التنفيذ بناءً على الدراسات والمساحات".
وأكّد العمري أن مدينة أبها تضم معالم تراثية في وسطها بشكل يميزها عن باقي مدن العالم، وأن أمانة عسير تهدف إلى المحافظة على الهوية العمرانية، إذ تستكمل مشروع توثيق القرى التراثية، بواقع 60 قرية تراثية.
وأضاف: "أنهينا عمل رفع مساحي وتوثيق وحصر بتكلفة حوالي 4 ملايين ريال، وبناءً على هذه الدراسة تم اختيار 10 قرى تراثية لعمل دراسات تفصيلية من خلال مشروع تنمية القرى التراثية بأبها ومراكزها ومبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسة على مدار العام"، وهي: (السودة – العكاس – آل ينفع – المقضى – المخض – المسقي – الزهراء – الضحية – تيهان – رجال ألمع)، وعمدت لوضعها ضمن أولويات القرى التراثية المطلوب البدء بتنفيذها، واعتزمت طرح مشروع للأعمال التنفيذية لهذه القرى، وهو الآن في مرحلة إجراءات الطرح".
وتابع: "ستتم ترسية المشروع ليتم تطوير هذه القرى، بعد انتهاء الدراسة، وعمل ترميم للمباني وإنارة ورصف وتوفير مواقع خدمية ومقاهٍ ومطاعم قابلة للاستخدام السياحي وإعادة تهيئتها لاستقبال السياح وتحويل عديد من مواقعها إلى متاحف واستثمارها سياحياً لإيجاد تعددية للمواقع السياحية".
ونوّه العمري إلى أنه يصعب تحديد التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع التي تختلف من قرية لأخرى تبعا لآلية الصيانة والترميم وآلية العمل؛ حيث إن الدراسات التفصيلية والخرائط هي وحدها التى تستطيع تحديد التكلفة، مؤكداً أن الدراسات التفصيلية شملت الجزء الجنوبي من عسير إلى حدود تنومة، وأن هناك توجّهات لإيجاد مرحلة ثانية لشمول قرى عسير كافة بالدراسات التفصيلية وإعادة التأهيل وتحويلها إلى مواقع سياحية.
وبيّن العمري، أن منتج الدراسات الأولوية قدم 5 مجلدات تفصيلية موضحة بالخرائط والمساحات وحصر البيوت وأنواعها وأشكالها بشكل دقيق.
وبيّن مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بعسير المهندس محمد العمرة، أن هناك شراكة فاعلة بين الهيئة وبين عديد من الجهات الفاعلة في تطوير المواقع السياحية في المنطقة، وفي مقدمتها الأمانة.
وأضاف: "هذه الشراكة بين عديد من القطاعات أثمرت عن المنتج السياحي المطور "مشروع وسط أبها" الذي هو حلم أبناء عسير في التنمية العمرانية والسياحة مع الحفاظ على موروثهم الحضاري والتراثي واستثماره سياحياً، بما يعزّز الحالة الاحتوائية لموروث الأجداد، والاعتزاز به، واستخدامه في التنمية المستدامة، وبما يخدم المنطقة ويعزّز حضورها كمنطقة سياحية محلياً وعربياً وعالمياً، وذلك يعتبر الهدف الأكبر الذي تسعى الهيئة العامة للسياحة لتحقيقه من خلال هذه الشراكات التي تهدف إلى عمل دراسات تفصيلية ومن ثم نقلها إلى أرض الواقع بما يحقق طموح أهالي منطقة عسير".