امتدح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الجهود التي تبذلها أمانة منطقة عسير للمحافظة على التراث العمراني، مؤكدا أن ما يقدمه أمين المنطقة المهندس إبراهيم الخليل من أعمال لدليل على نشاطه وتفانيه وحرصه وفريق العمل معه على خدمة تنمية المنطقة، وتحقيق الأهداف المنشودة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن أمانة المنطقة تتعاون مع الهيئة بشكل مثمر للمحافظة على التراث العمراني، بخاصة أن المنطقة تحوي كثيرا من المواقع التراثية التي تتطلب التعاون للمحافظة عليها. وفيما شكلت أمانة منطقة عسير عددا من اللجان وفرق العمل للمحافظة على التراث العمراني وإحيائه من جديد، بالتنسيق مع الشركاء، أبلغ" الوطن" وكيل الأمانة للتعمير والمشاريع المهندس علي الحسنية، أن منطقة عسير تزخر بكثير من المواقع التراثية والإمكانات التاريخية المتميزة التي تتطلب الحفاظ عليها وعودتها من جديد لتبقى شاهد عيان على أصالتها وواقعا ملموسا يحكي مجدها للأجيال، مشيرا إلى أن أمانة المنطقة عملت على محاور عدة في هذا الشأن، ومن أهمها الحفاظ والتطوير وإعادة تأهيل المواقع التراثية بالمنطقة وفق خطط زمنية محددة، واهتمام الأمانة بتطبيق المفردات المعمارية للتراث العسيري على المباني الحديثة للمشاريع التي تقوم بإنجازها، والتواصل مع جميع شركاء التنمية ذوي العلاقة بالتراث العمراني، خصوصا الهيئة العامة للسياحة والآثار وفرعها بمنطقة عسير، فضلا عن الهيئات والوزارات الأخرى ذات العلاقة، موضحا أن الأمانة لم تدخر جهدا في المشاركة في الفعاليات السياحة المرتبطة بالتراث العمراني من احتفالات ومشاركات فنية وغيرها. تطوير القرى إلى ذلك، أوضح وكيل أمانة عسير للأراضي والمساحة المهندس محمد أحمد عسيري، أن استحضار روح التراث العسيري للمشاريع الجديدة تجلى بوضوح من خلال مشروع المركز الحضاري بالسودة، وكثير من المشاريع في المدن المختلفة بمنطقة عسير، كاشفا عن أهم المشاريع التي أنجزتها الأمانة في هذا الصدد، وتشمل مشروع "تطوير وتنمية القرى التراثية بأبها ومراكزها"، الحاصل على المركز الثاني لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني لعام 1436، إذ قامت الأمانة بإعداده تمهيدا لتعميم التجربة على كل القرى والمواقع التراثية بمنطقة عسير. تأهيل 60 قرية أثرية وأشار العسيري إلى أن الهدف من المشروع يكمن في تطوير وتنمية وإعادة تأهيل 60 قرية تراثية بأبها ومراكزها، إذ تعد هذه القرى ضمن توصيات خطة التنمية السياحية لمشروع المخطط الإقليمي لمنطقة عسير، في حين تم الانتهاء فعليا من إعداد الدراسات التخطيطة والتصميمية في مطلع عام 1435، وانتهت إلى اختيار مجموعة من القرى التراثية المهمة ذات الإمكانات العالية ضمن أولويات التنمية بالمشروع. اختيار عشر قرى وأكد العسيري أنه من خلال مشروع تنمية القرى التراثية بأبها ومراكزها، تم اختيار عشر قرى تراثية ذات إمكانات عالية ومتميزة ومتصلة اتصالا جيدا بشبكة الطرق والخدمات وهي "السودة، العكاس، آل ينفع، المقضى، المخض، المسقي، الزهراء، الضحية، تيهان، ورجال ألمع"، في حين عمدت أمانة منطقة عسير إلى وضعها ضمن أولويات القرى التراثية المطلوب البدء في تنفيذها، وطرح مشروع للأعمال التنفيذية لهذه القرى وهي الآن بصدد إنهاء اجراءات الطرح لأحد المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا الشأن. تطوير وسط أبها في المقابل، قال مدير الإدارة العامة لدراسة المشاريع بأمانة عسير المهندس خالد العمري، إنه مع بداية العام الحالي، قامت الأمانة بالتجهيز لإعداد دراسات تفصيلية ورسومات تنفيذية لتطوير وسط مدينة أبها الذي يعد من المشاريع ذات الأولوية بالأمانة، مشددا على أن الأمانة وضعت في مقدمة أولويات المشروع تطوير وإعادة تأهيل التراث العمراني الواقع ضمن هذا نطاق الدراسة بالمشروع وهي ثلاثة مواقع "النصب، بسطة القابل، والمفتاحة"، وتم فعليا البدء في دراسات المشروع بحيث يتم الربط الوظيفي بين القرى الثلاث، وإمدادها بالخدمات السياحية اللازمة وتطوير الأنشطة والفعاليات السياحية لتصل بالمنطقة إلى العالمية.