وسط إجراءات واحتياطات أمنية مكثفة تنطلق غداً الاثنين فعاليات بطولة كأس الخليج العشرين "خليجي 20" لكرة القدم، التي تستضيفها اليمن من 22 نوفمبر الحالي إلى الخامس من ديسمبر المقبل. ورغم المخاوف العديدة التي ثارت في الفترة الماضية بشأن الوضع الأمني في اليمن تمثل هذه البطولة محطة مهمة للغاية في تاريخ بطولات كأس الخليج؛ نظرا إلى أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها اليمن فعاليات البطولة؛ ولذلك تمثل هذه البطولة تحدياً خاصاً لليمن بشكل عام ولكرة القدم اليمنية بشكل خاص، ولاسيما أن المنتخب اليمني لم يبدأ مشاركاته في البطولة إلا في الدورات الثلاث الأخيرة، ولم يحقق أي فوز في مشاركاته الثلاث السابقة، ويأمل بالطبع بكسر هذه القاعدة من خلال المشاركة الرابعة التي سيحظى فيها بمساندة عاملي الأرض والجمهور. ولا يختلف اثنان على أن إقامة البطولتين الماضيتين "خليجي 18 و19" في الإمارات وعمان على الترتيب ساعدت كلا من منتخبي البلدين في إحراز اللقب على ملعبه، ولكن من المؤكد أيضاً أن الطموحات اليمنية لا تتعلق بالمنافسة على اللقب؛ للصعوبة البالغة في تحقيق ذلك؛ نظراً للفارق الكبير في المستوى بين الكرة اليمنية ونظيراتها في البلدان السبعة الأخرى المشاركة بالبطولة؛ ولذلك فإن هدف اليمن من هذه البطولة يتركز في نقاط عدة، أهمها على الإطلاق أن تحقق النجاح في التنظيم والقدرة على استضافة بطولة مثل "كأس الخليج" تشارك فيها ثمانية منتخبات؛ ولذلك كانت الأسابيع القليلة الماضية دليلاً دامغاً على رغبة اليمن في استضافة البطولة والنجاح في تنظيمها؛ حيث حرص مسؤولو هذا البلد الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية على تأكيد استضافتهم للبطولة رغم ما تردد من شائعات بشأن استضافتها. وما يؤكد ذلك أيضا هو حرص الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على الاطمئنان بنفسه على جميع الترتيبات الخاصة باستضافة البطولة، بل وعلى استعدادات المنتخب اليمني للمشاركة فيها. ودارت الاستعدادات على قدم وساق في الآونة الأخيرة للاطمئنان على اكتمال العمل في جميع المنشآت والمرافق الخاصة بالبطولة والتجهيزات الخاصة بتسهيل مهمة الزائرين والمشاركين والمسؤولين والإعلاميين وغيرهم من الفئات. وتُقام مباريات البطولة على استادين اثنين فقط، هما "22 مايو" في عدن، و"الوحدة" في ابين، بينما تقام تدريبات المنتخبات المشاركة في البطولة على ستة ملاعب تدريبية، هي "حقات وشمسان والشعلة والوحدة وشباب المنصورة والنصر". وقُسّمت المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة إلى مجموعتين في الدور الأول، تضم الأولى منتخبات "اليمن (صاحب الأرض) والسعودية وقطر والكويت"، وتضم المجموعة الثانية منتخبات "عمان (حامل اللقب) والعراق (بطل آسيا) والبحرين والإمارات". ويتضح من تقسيم المجموعتين أنهما على القدر نفسه من التكافؤ، خاصة مع تقارب مستويات معظم الفرق، باستثناء المنتخب اليمني الذي يستطيع تعويض فارق الخبرة من خلال المساندة الجماهيرية من ناحية وإصرار اللاعبين من ناحية أخرى. ومن بين جميع المنتخبات الثمانية التي تشارك في البطولة لم يحالف الحظ منتخبَيْن فقط، هما اليمن والبحرين؛ حيث فشلا في التتويج باللقب، بينما سبق لجميع المنتخبات الصعود إلى منصة التتويج من قبل، وكان آخرها منتخب عمان الذي تُوّج بلقب البطولة الماضية على أرضه؛ ليكون اللقب الأول له، وهو ما حدث أيضاً مع المنتخب الإماراتي في البطولة التي سبقتها؛ حيث استضافها على أرضه أيضاً وتُوّج باللقب للمرة الأولى. وفي المقابل يستحوذ المنتخب الكويتي على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد تسعة ألقاب، مقابل ثلاثة ألقاب لكل من السعودية والعراق ولقبَيْن لقطر. وتختلف دوافع وأهداف كل منتخب في مشاركته ب"خليجي 20"، ولكن يبقى الهدف المشترك الذي يسعى إليه الجميع هو الفوز باللقب.