قبل أقل من عامين ، توقع جميع المتابعين لبطولات كأس الخليج أن يتوج المنتخب العراقي بلقب البطولة التي استضافتها عمان مطلع العام الماضي أو أن يصبح الفريق من المنافسين بقوة على اللقب. ولكن المنتخب العراقي (أسود الرافدين) فاجأ الجميع وخرج صفر اليدين من الدور الأول. ومنذ عودته إلى المشاركة في بطولات كأس الخليج من خلال خليجي 17 التي استضافتها قطر عام 2004 لم يحقق المنتخب العراقي إنجازا يذكر. ورغم ذلك ، تبدو الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت سابق أمام المنتخب العراقي للتتويج باللقب الخليجي الرابع له حيث يبدو الفريق هو الأكثر استعدادا واكتمالا في الصفوف قبل خوض البطولة التالية (خليجي 20) التي تنطلق فعالياتها بعد غد الاثنين في اليمن. وكان المنتخب العراقي هو المنافس الوحيد بقوة على ألقاب بطولات الخليج في دوراتها الأولى وتوج باللقب ثلاث مرات في أول تسع بطولات بينما كانت الألقاب الستة الأخرى من نصيب جاره الكويتي. ولكن أسود الرافدين فشلوا على مدار أكثر من عقدين من الزمان وبالتحديد منذ فوزهم بلقب البطولة التاسعة عام 1988 في إحراز أي من ألقاب البطولة كما ابتعد الفريق عن المشاركة في فعاليات البطولة لأكثر من دورة قبل أن يعود للمشاركة فيها بانتظام منذ خليجي 17 . ولذلك ، يخوض أسود الرافدين فعاليات البطولة العشرين في اليمن بهدف واحد فقط وهو التتويج باللقب ليكون الرابع في تاريخه ويكون دفعة قوية للفريق قبل بدء رحلة الدفاع عن لقبه القاري من خلال بطولة كأس آسيا 2011 التي تستضيفها قطر في شهر يناير المقبل. وعلى الرغم من روح الإصرار التي تسود الفريق ، ستصطدم طموحات الفريق بالمنافسة القوية التي تنتظره في خليجي 20 حيث يخوض فعاليات الدور الأول ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات عمان ، حامل اللقب ، والإمارات والبحرين. ويمتلك المنتخب العراقي العديد من مقومات النجاح في خليجي 20 نظرا للخبرة الكبيرة التي اكتسبها لاعبوه في السنوات القليلة الماضية. ويضم الفريق حاليا عددا من النجوم الذين أحرزوا لقب كأس آسيا عام 2007 بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الجدد. كما يتولى قيادة الفريق المدير الفني الألماني فولفجانج سيدكه الذي اعتمد بشكل كبير في إعداده للفريق على بطولة اتحاد غرب آسيا التي جرت قبل أسابيع قليلة وخرج فيها الفريق من الدور الثاني بعد الهزيمة أمام نظيره الإيراني. وفي معظم منتخبات العالم ، يكون احتراف اللاعبين في أندية خارج بلدهم من المميزات التي تمنح الفريق خبرة إضافية بفضل الاحتكاك مع مدارس كروية مختلفة. ولكن المنتخب العراقي يعاني من احتراف معظم لاعبيه خارج العراق علما بأنه أكثر المنتخبات الثمانية المشاركة في خليجي 20 من حيث عدد اللاعبين المحترفين في صفوفه وذلك في أندية متفرقة بالخليج والأندية المصرية. ولذلك يكون من الصعب على المدير الفني للمنتخب العراقي تجميع اللاعبين في معسكرات طويلة قبل مثل هذه البطولات وبالتالي يكون ضعف الإعداد هو المشكلة الأساسية التي يعاني منها الفريق. وإلى جانب دورة اتحاد غرب آسيا ، خاض المنتخب العراقي عددا من المباريات الودية في الشهور القليلة الماضية استعدادا لخليجي 20 . وحقق أسود الرافدين الفوز على عمان 3/ 2 وقطر 2/ 1 والهند 2/ صفر وخسر من الأردن 1/ 4 ولكن سيدكه اطمأن على اللاعبين بشكل جيد بعدما تعادل 1/1 مع الكويت في آخر تجاربه الودية قبل خوض البطولة. وضمت القائمة التي اختارها سيدكه كل من ، محمد كاصد وعلي مطشر وعلي رحيمة وسلام شاكر وياسر رعد وباسم عباس ومحمد علي كريم وسعد عطية وقصي منير وأوس إبراهيم وعلاء عبد الزهرة وكرار جاسم وفريد مجيد وعماد محمد وسامال سعيد ونشات أكرم وهوار ملا محمد واحمد اياد ومهدي كريم ويونس محمود ومثنى خالد وسعد عبد الأمير وصالح سدير وأمجد راضي ومصطفى كريم وسامر سعيد.