اضطر ما يقرب من 90 حاجاً من تبوك للجلوس على رصيف أحد الشوارع بالمنشية لأكثر من 14 ساعة في انتظار حافلات إحدى حملات الحج التي ستقلهم إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج. وكانت حملة شهيرة في تبوك - تحتفظ "سبق" باسمها - قد حددت فجر الجمعة موعداً للانطلاق إلى المشاعر المقدسة مروراً بالمدينة المنورة؛ فتجمع الحجاج في المكان والزمان المحددَيْن مسبقاً من قِبل الحملة، وكان المكان المحدد هو مواقف جامع الأمير فهد بن سلطان بالمنشية، وبعد طول انتظار أعلن القائمون على الحملة أن الحافلات تأخرت لظروف مجهولة، مطالبين الحجاج بعدم مغادرة المكان لتوقع وصولها في أي لحظة، وظل الحال على ما هو عليه من تسويف و"تصبير" للحجاج بعدم المغادرة حتى جاءت صلوات الظهر والعصر والمغرب ثم وصلت الحافلات قبيل صلاة العشاء، وغادرت تبوك الساعة 8:15 مساء بعد صلاة العشاء وسط حالات إعياء وتذمر من الحجاج الذين لم يأكلوا أي طعام خلال 14 ساعة انتظروا فيها الحافلات جلوساً على أرصفة الشوارع! وقد التقت "سبق" عدداً من الحجاج المتضررين، ومنهم عبدالعزيز العنزي - وهو معلم - الذي قال: "منذ الساعة الخامسة فجراً ونحن هنا ننتظر، ورفعنا شكوى عبر الهاتف إلى وزارة الحج، وننتظر النتائج". وأضاف مساعد كريري: "أنا أرافق والدتي الكبيرة في السن وشقيقتي، وقد تعبتا من الانتظار، وليتهم أعطونا موعداً حقيقياً لوصول الحافلات كي لا ننتظر على الأرصفة، ونتوجه إلى بيوتنا حتى موعد المغادرة". وأكد كل من حمود البلوي ومشعل محسن وصالح سويلم البلوي أن ما حدث استهتار بوقت وصحة الحجاج، وعدم مبالاة براحتهم، خصوصاً أن بينهم كباراً في السن. وقال محمد العطوي: "خرج والدي متشوقاً للحج صباحاً بلا إفطار من التعجل، ورفض الحضور لتناول الغداء خوفاً من أن يفوته موعد السفر". وأضاف "أنا أستغرب كيف لا يكون هناك تنسيق بين أفراد الحملة وسائقي الحافلات؟". مشيراً إلى أن رسوم الحملة كانت عالية؛ حيث تجاوزت سبعة آلاف ريال؛ ما يفترض معه أن تكون هناك خدمات جيدة، وأبسطها المصداقية في المواعيد.