أكد قائد الدفاع المدني بمنطقة منى العميد فهيد بن فرحان الفايدي جاهزية جميع فرق ووحدات الدفاع المدني بنسبة 100% لتنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم حج هذا العام، واستقبال ضيوف الرحمن في يوم التروية. وأوضح العميد الفايدي أن قيادة الدفاع المدني بمنى أكملت استعداداتها قبل يوم الخامس من ذي الحجة, التي شملت جميع أعمال المسح الوقائي لمساكن الحجاج, وشبكة الأنفاق وشبكات الإطفاء, وإجراء الفرضيات التدريبية على مواجهة مخاطر الأمطار والسيول, ونشر وحدات متخصصة بالقرب من محطات قطار المشاعر الثلاث بمشعر منى، التي يبدأ تشغيلها هذا العام, إضافة إلى تجربة شبكات الإطفاء الآلية البالغ عددها 1300 شبكة تغطي جميع مناطق منى. وأضاف العميد الفايدي أنه تم رصد عدد من المواقع المنخفضة التي تتسم بالخطورة في حال سقوط أمطار غزيرة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة، من خلال خطة يشارك في تنفيذها أكثر من 11 جهة حكومية. مشيراً إلى إجراء مسح شامل للتأكد من سلامة شبكات تصريف السيول وإزالة أي عوائق قد تؤثر في فعاليتها, إضافة إلى نشر عدد من فرق الإنقاذ المائي في المواقع المعرضة لمخاطر السيول والمجهزة بأعداد كافية من قوارب الإنقاذ, إضافة على تجهيز عدد من المواقع داخل مشعر منى لإخلاء الحجاج من المخيمات التي قد تتسرب مياه الأمطار إليها. ولفت العميد الفايدي إلى وجود عدد من الفرق لمتابعة شبكة الأنفاق بمنى على مدار الساعة؛ للتأكد من خلوها من أي مخاطر تهدد سلامة الحجاج, والتأكد من فاعلية أنظمة التهوية بها, ومعدلات الغازات الناجمة عن احتراق وقود المركبات والسيارات, والتنسيق مع إدارة المرور بالعاصمة المقدسة لمنع تكدس الحجاج داخل الأنفاق, مع إمكانية إغلاق بعض الأنفاق وإيجاد طرق بديلة مناسبة. وقال العميد الفايدي: "من الملاحظ منذ تنفيذ مشروع الخيام المطورة وصدور قرار حظر استخدام الغاز المسال لأغراض الطبخ بالمشاعر تراجع مخاطر الحريق بدرجة كبيرة, وقد ساعد على ذلك التزام مؤسسات الحج وشركات الطوافة بإرشادات وتعليمات الدفاع المدني, إلا أن ذلك لا يمنع الاستعداد الكامل لمخاطر الحريق أياً كان أسبابها أو احتمالات حدوثها, لكن هناك تشديداً على الالتزام بقرار منع دخول أسطوانات الغاز إلى مشعر منى, إضافة إلى نشر وحدات الإطفاء في المواقع التي يتزايد فيها احتمالات حدوث الحرائق, وكذلك بقية المواقع". من جهة أخرى قام المشرف على الدوريات الميدانية والمراكز التوجيهية بالحج بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ صلاح بن ناصر السعيد، يرافقه المشرف على الدوريات الميدانية الشيخ عبدالله بن أحمد الديري والشيخ صالح الصالح، بزيارة لقيادة الدفاع المدني بعرفة، وتم الاجتماع مع سعادة العميد عبدالله جداوي لتوضيح استراتيجية العمل في يوم عرفة والاحتياطات الواجب اتخاذها. كما قام المشرف على لجنة الدوريات الميدانية والمراكز التوجيهية بزيارة لمقر قيادة مرور عرفة، واجتمع مع العميد سعد الجباري قائد مرور عرفة، وتم التنسيق بشأن تحديد دخول وتمركز سيارات الهيئة الرسمية ووقوفها. وتأتي هذه اللقاءات انطلاقاً من توجيهات الرئيس العام الشيخ عبدالعزيز الحمين بأهمية التواصل مع الجهات ذات العلاقة لتقديم كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن الذين توليهم حكومة خادم الحرمين كل عناية. إلى ذلك أكملت شعبة تحليل المخاطر بإدارة الحماية المدنية ضمن قوات الدفاع المدني المشاركة بالحج أعمال المسح لجميع المناطق بالمشاعر المقدسة, ورصد المواقع الخطرة كافة. وشملت قائمة المخاطر التي أسفرت عنها أعمال المسح الوقائي الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور في المناطق الجبلية في منى وعرفات, وارتفاع نسبة ملوثات الهواء بشبكة الأنفاق, ومخاطر الأمطار والسيول. وأوضح العقيد عبدالله بن صالح اليوسف، رئيس لجنة شعبة تحليل المخاطر بإدارة الحماية المدنية، أن أعمال رصد وتحليل المخاطر الافتراضية بالعاصمة المقدسة والمشاعر مستمرة على مدار العام, وفق عدد من الآليات العلمية التي تستشرف المتغيرات المناخية والجغرافية, وتحدد موقع الخطر, من خلال دراسة التراكيب الجيولوجية للصدوع والتشققات الأرضية, والتعرف على المربعات المعرضة لمداهمة السيول في حال تساقط أمطار غزيرة على المشاعر أو حتى وصول السيول المنقولة إليها من مواقع أخرى قريبة. وعلى ضوء هذه الدراسات يتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات واستعدادات قبل دخول موسم الحج, وإجراء التجارب الفرضية لمواجهة هذه المخاطر في حال حدوثها, بما في ذلك إجراء التجارب الفرضية في التعامل مع المخاطر المحتملة كافة بمنطقة المشاعر. وتطرق العقيد اليوسف إلى استعدادات الدفاع المدني للتعامل مع احتمالات سقوط أمطار غزيرة على المشاعر المقدسة خلال الحج, وقال: "ما تم تنفيذه من عمليات تطوير لمصارف السيول بالعاصمة المقدسة والمشاعر يجعلنا على درجة من الاطمئنان بشأن مخاطر السيول في حج هذا العام, إضافة إلى الاستعدادات الضخمة من قِبل رجال الدفاع المدني لمواجهة مخاطر السيول والأمطار من خلال خطة تفصيلية تتوافر لها كل مقومات النجاح, من حيث تدريب الوحدات أو تكامل آليات الإنقاذ المائي والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة بأعمال الدفاع المدني". وأضاف العقيد اليوسف: "يشارك ضمن قوات الدفاع المدني بالحج عدد من الفرق المتخصصة والمجهزة بكامل التجهيزات الفنية لمتابعة ورصد المتغيرات البيئية كافة، خاصة معدلات التلوث الناتج من عوادم السيارات في مناطق التجمعات البشرية وداخل شبكة أنفاق السيارات, حيث يتم استخدام جهاز ( MDX) وجهاز (GAM) لقياس نسبة الكربون داخل الأنفاق, والتأكد من عدم تأثير هذه الملوثات على الحجاج خلال تنقلاتهم بها, وفي حال رصد أي زيادة في نسب التلوث عن النسب الآمنة يتم اتخاذ إجراءات احترازية فورية تتراوح ما بين إيقاف تفويج المركبات داخل النفق, أو جدولة تفويجها إلى حد إغلاق النفق تماماً أمام السيارات وقصر استخدامه على المشاة فقط".