بدأت المحكمة العامة بمحافظة الطائف اليوم النظر في أشهر قضايا القتل بالمحافظة والتي راح ضحيتها ستة أشخاص، خمسة منهم أشقاء، والسادس ابن أحدهم. وكانت الحادثة وقعت قبل عامين ونصف العام داخل إحدى الاستراحات بحي الواصلية على طريق السيل الصغير شمال الطائف. وانطلقت الجلسة الأولى بحضور المُتهمين وعددهم 8 أشخاص وسط حراسات أمنية مُشددة من السجن العام للاستماع إلى القاضي الذي دخل معهم في مُناقشة عامة عن القضية استغرقت قرابة الساعة الكاملة تمهيداً للنطق بالحكم، الذي قد يطول بعد تسلسل جلسات عدة. وحضر الجلسة وكلاء الورثة وأولياء الدم وعددهم أربعة، والذين شددوا في مُطالباتهم للقاضي وأمام المُتهمين الثمانية بضرورة إصدار حكم القصاص منهم جميعاً. وركز القاضي في استجواباته على المُتهم الرئيس من بين الثمانية وهم: القاتل، ووالده، وأربعة من أشقائه، واثنان من أعمامه أشقاء والده، باعتبارهم خضعوا للتحقيقات، حيث تم تحديد أدوارهم بالقضية. وفي نهاية الجلسة تمت إعادة المُتهمين الثمانية للسجن العام حتى يتم استدعاؤهم مرة أخرى من قبل القاضي لحين النطق بالحكم النهائي. وكانت الحادثة التي هزت المُحافظة قبل عامين ونصف العام قد بدأت بنشوب خلاف بين أشخاص أقرباء على أرض تقع في وادي قران على طريق السيل انتهى بمُشاجرة تم فضها، فيما اجتمع مشايخ القبيلة واتفقوا على إجراء الصُلح والوصول لما يُرضي الطرفين. وقرر المشايخ اختيار استراحة تقع في منطقة السيل الصغير باتجاه مكة المُكرمة على بُعد 30 كم تقريباً عن الطائف بعد أن تم استئجارها لتحتضن الصُلح في تلك الليلة، ومن ثم تناول العشاء. وقبل التوجه لأداء صلاة العشاء كانوا قد أتموا عملية الصُلح بحضور الأطراف المُتنازعة، وأثناء ذلك عادت المُشكلة مرةً أخرى بين الأطراف المُتنازعة، وحصلت مُضاربة بداخل الاستراحة استخدمت بها أسلحة بيضاء حيث وجهت بعض الطعنات لأحدهم، هو ابن الجاني، ليتطور الوضع ويتدخل والده مع عدد من إخوانه الذين توقعوا وفاته. وأطلق والده ما يُقارب 26 طلقة نارية من سلاح ناري رشاش وجهت لبعض الأشخاص بالاستراحة والمعنيين بالخلاف؛ ليسقط عدد من الأشخاص مُتأثرين، فيما تمكن الجاني ومن معه من الهرب من الموقع في ظل حضور عدد من المدعوين الذين شاهدوا الحدث. وعلى إثر ذلك انتشرت الدوريات الأمنية والجهات ذات العلاقة وكثفت من تواجدها ومتابعتها لملاحقة الجُناة بعد أن باشرت الفرق الإسعافية مهامها بنقل المُصابين. وتوفي بموقع الحادثة شخص واحد، إلا أن العدد ارتفع تدريجياً بعد وصول المصابين للمُستشفيات، حيث كانت الحالات حرجة جداً، ليستقر عدد الوفيات عند ستة أشخاص بينهم 5 أشقاء أكبرهم 63 سنة، والذي كان ابنه (18 سنة) الوحيد الذي توفي في موقع الحادث.