لم يتوقَّع يوماً الطالب السوداني العوض الجيلي ، 13 عاماً؛ أن يحتفي بحفظه للقرآن الكريم أهالي قرية سعودية "شامية عسفان "، بعيداً عن أقاربه وأبناء جلدته ، مقدمين له العديد من الهدايا العينية والمادية بقيمة 15 ألف ريال ، بحضور رئيس المركز التابعين له ، معتبرين إياه أحد أبناء القرية التي عاش فيها سنوات حياته مع والده وأخوته، دون أن يشعروا يوماً بالغربة. وفي التفاصيل يقول والده الجيلي ل "سبق ": "وفدت إلى قرية شامية عسفان التابعة لمركز عسفان بمنطقة مكةالمكرمة قبل أكثر من 27 عاماً ، لم أحس فيها يوماً بالغربة ، حتى إني عدت إلى وطني وتزوجت ورجعت بزوجتي معي للعيش بالقرب من مقر عملي بائعاً في القرية ". وأضاف الجيلي : " رزقني الله بعدد من الأبناء ، من بينهم ابني العوض ، والذي كنت ألحظ فيه موهبة حب الاطلاع والحفظ منذ سنواته الأولى ، وقد بدأ بحفظ القرآن في السابعة من عمره؛ من خلال حلقة التحفيظ ، حتى سعدت بحفظه للقرآن كاملاً، فقد كانت أمنية حياتي أن يخرج من صلبي حافظٌ للقرآن ".
وتابع : "أدين بالفضل بعد الله ، لاهتمام وتشجيع: أهالي شامية عسفان ، وجيراننا ، ومدير ومدرسي المدرسة ، ومعلميه في الحلقات، الذين بذلوا جهداً كبيراً في متابعته ، ولوالدته التي سهرت كثيراً لتساعدني في مراجعة حفظه ، ولهذه البلاد التي لمسنا خيرها وعشنا في ظلها ، أطال الله في عمر ملكها ، قائد العروبة ، ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين ".
وعبر "الجيلي "عن اعتزازه وشكره لتكريم ابنه، بحضور رئيس مركز عسفان الشيخ فواز عبد المجيد بن حمادي البشري ، كاشفاً عن تلقِّيه هدايا مالية وعينية قاربت في قيمتها 15 ألف ريال ، في كرمٍ غير مستغرب من أهله أهالي شامية عسفان - بحسب وصفه - .
وختم "الجيلي " قائلاً: إنه عاجز عن وصف مشاعره تجاه أهالي شامية عسفان ، مستذكراً بعض مآثرهم ، ومن بينها السؤال المتكرر عن أحوال أسرته ، وحرصهم على أبنائه بإعادتهم للمنزل عند خروجهم في الشارع دون علمه ، وخصوصاً خلال تواجده في العمل .