نظم مستشفى الولادة والأطفال بالعاصمة المقدسة، برنامجه الأول التوعي لمرضى وعائلات النزاف "الهيموفيليا"، اليوم، الخميس، تحت شعار: " وعيك يصنع التغيير"، وذلك لأهمية الدور الحيوي الذي تلعبه التوعية في التعامل مع هذا المرض. افتتح البرنامج مساعد المدير للخدمات الطبية، الدكتور هلال المالكي، نيابة عن مدير مستشفى الولادة والأطفال بالعاصمة المقدسة الدكتور أنس سدايو، والذي أشار إلى أن هذا البرنامج هو الأول من نوعه بمستشفى الولادة والأطفال، لتثقيف هؤلاء المرضى وذويهم من الناحية الطبية لمساعدتهم في تجنب آثار المرض، مما يترتب عنه تقليل حدوث نوبات النزيف.
وأشار الدكتور "المالكي" إلى الخدمات التي يقدمها مركز أمراض الدم والأورام بالمستشفى، لهذه الفئة من المرضى، من خلال تثقيفهم، ومتابعة حالاتهم المرضية، وتقديم العلاج الطبيعي للمحتاجين لذلك، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي للمرضى وذويهم وتدريبهم على كيفية تلافي حدوث النزيف.
وبدوره أوضح رئيس قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال الدكتور حسن المسلمي، أن الهدف من البرنامج هو إعطاء جرعة تثقيف ورعاية للمرضى وذويهم، وإطلاعهم على أحدث طرق العلاج، وكيفية الوصول إلى أفضل النتائج للتعايش مع المجتمع.
وأضاف أن مرض "الهيموفيليا" يعد أحد أنواع الأمراض الوراثية التي تمنع الدم من التخثر، ويعرض المريض إلى نزيف في مناطق مختلفة من الجسم، وتحت الجلد أو المفاصل وتحت العضلات، عند تعرضه لأي إصابة أو جرح بسيط، وقد يحدث النزيف بشكل تلقائي في الحالات المتقدمة من المرض.
وتخلل البرنامج عدد من المحاضرات التثقيفية، قدمها نخبة من الاستشاريين في تخصص أمراض الدم والعلاج الطبيعي، كما قدم الممرض والمنسق لمرض الهيموفيليا بمركز الأبحاث بالرياض، محمود أبو رياش، شرحاً تفصيلياً عن المرض ومراحله المختلفة وطرق علاجه، مبيناً أن مرض الهيموفيليا هو الأكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث، ويمكن اكتشافه عند عملية الختان للذكور أو عند خلع الأسنان، وكذلك عند التعرض للجروح، كما يمكن الكشف عن المرض من خلال الفحص المخبري أو خلال مرحلة الحبو عند الأطفال بظهور كدمات زرقاء أو نزيف داخل المفاصل.
كما تحدث عبدالسلام المصعبي، وهو أب لثلاثة أطفال مصابين بالهيموفيليا، عن كيفية اكتشافه لمرض أطفاله، وأهمية وعيه بمرضهم، بحيث يتمكنون من نقل الطفل إلى بر الأمان ليعيش حياته كأي طفل آخر سليم، كما قدم شكره لمستشفى الولادة والأطفال أطباءً وتمريضاً على دعمهم اللا محدود وتوعيتهم له وجهودهم المبذولة في مراحل العلاج المقدمة لهم.
شارك في هذا البرنامج ما يقارب 150 طفلاً مصاباً بالداء، كما تم تخصيص أركان طبية شملت طبيباً للعظام وطبيباً لأمراض الدم، وركناً لتمارين العلاج الطبيعي وركناً لتقديم الاستشارات الطبية والنفسية والمعنوية، بالإضافة إلى أنه تم التنسيق مع مجموعة روافد الفنية بقيادة أحمد الصياد، لتنظيم برنامج ترفيهي تضمن ورشات للرسم وتوزيع ألعاب للأطفال، وممثلاً لألعاب الخفة، وكذلك استضافة عدد من شخصيات المهرجين للعب مع الأطفال.