أكّد الخبير الإداري د. مساعد الفريان، نائب مدير عام معهد الإدارة العامة للبحوث والاستشارات، أن هناك عديداً من التحديات التي تواجه القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية. وأضاف: من أبرز تلك التحديات تعاظم دور تلك الأجهزة في جميع مناحي الحياة، والتنمية بأوجهها المختلفة؛ نظراً للأهمية القصوى للقطاع العام في جميع الدول، وبخاصة الدول النامية، وبالتالي ارتفاع مستوى توقعات ومتطلبات المواطنين والمقيمين من الخدمات التي تقدمها تلك الأجهزة، وهذا يجعل القادة الإداريين أمام تحديات تلبية تلك المتطلبات بالجودة المناسبة وفي الوقت المناسب، ومن هذه التحديات ارتفاع مستوى المطالبات بالشفافية والوضوح وتبرير السياسات والقرارات، إضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام ووسائل التواصل الإلكترونية والاجتماعية في متابعة أداء الأجهزة الحكومية وما تقوم به من أعمال وما تقدمه من خدمات ومحاسبتها على أي تقصير أو خلل في أداء هذه المهام.
وأكّد أن القائد الإداري لا يمكن أن ينجح ويتميز إلا في ظل بيئة داخلية وخارجية داعمة، ومن ذلك توافر الأنظمة واللوائح والقواعد الإدارية والمالية المناسبة، كذلك وجود ثقافة وبيئة تنظيمية تساعد على الإنتاج والتميز، كذلك وجود المساعدين والمرؤوسين المؤهلين والمدرَّبين والمحفزين وشعورهم بالرضا الوظيفي الذي يقودهم إلى العمل الجاد المخلص والتناغم مع سياسات وقرارات القائد، فالقيادة في أبسط معانيها هي التأثير في الآخرين لتحقيق الأهداف، وبالتالي تأتي أهمية البيئة الداعمة ليستطيع القائد حفز الآخرين والتأثير فيهم.
وبشأن ما يعانيه الجهاز الحكومي من ضعف القيادات الادارية وندرة في القادة.. أوضح الفريان، أن المتابع لانطباعات الجمهور والمستفيدين من خدمات القطاع العام يلاحظ أن هناك شبه إجماع على ندرة القيادات الإدارية المتميزة في أغلب دول العالم؛ فهي مشكلة يعانيها الجميع تقريباً ونحن جزءٌ من هذا العالم.
وأضاف: إن القيادة خليط من الموهبة والاستعداد الفطري مصحوبة بالتأهيل الأكاديمي والتدريب والتطوير المستمر، ويجب ألا نغفل عن أهمية المعطيات الأخرى المطلوبة لنجاح القائد الإداري، مثل التنظيمات الإدارية والأنظمة واللوائح والقواعد والموارد البشرية الملائمة فهي منظومة متكاملة لا بد من تكاملها ليتوافر لدينا القائد الإداري الناجح.
وعن رؤيته لمستقبل القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية، قال الفريان: "في ظل الاهتمام الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وحكومته الرشيدة ببناء الإنسان في وطننا، ومن ذلك التوسع الكبير في إنشاء الجامعات ببرامجها المختلفة، كذلك البرنامج التاريخي، والضخم، والطموح للابتعاث، وتخصيص جزء كبير من الميزانية السنوية للدولة للتعليم العام والعالي، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، كذلك الدعم الكبير لمعهد الإدارة العامة والأجهزة الأخرى المعنية بالتدريب والتطوير.. أشعر بالتفاؤل أن هذا الاهتمام والرعاية سيجني ثمارهما الوطن من خلال توافر أعداد كبيرة من المؤهلين والمدرَّبين الذين سيخرج منهم - بإذن الله - العديد من القيادات الإدارية المؤهلة التي ستكمل ما بدأه السابقون والوصول بوطننا إلى مصاف الدول المتقدمة".