استدعت المحكمة الجزئية في جدة أمس بشكل طارئ سمر بدوي المشهورة بسجينة "العقوق"، بعد سبعة أشهر من حبسها في سجن بريمان. وكشفت مصادر ل"الوطن" أن جلسات المداولة بدأت في الثامنة صباحا واستمرت حتى نهاية الساعة الثانية بعد الظهر. واستمع القاضي خلال المداولات إلى أقوال جميع الأطراف (سمر، الأب، العم، المحامي)، كما اطلع على الوثائق الخاصة بالقضية. وفي تصريحات خاصة إلى "الوطن" أوضح الوكيل القانوني لسجينة العقوق وليد أبو الخير أن موكلته "سمر" موقوفة في سجن بريمان منذ سبعة أشهر بدون حكم قضائي، وأن توقيفها جاء على إثر أمر قبض أصدره قاض في المحكمة الجزئية في جدة بناء على قضية عقوق أقامها والدها بسبب قضية عضل رفعتها سمر قبل عدة أشهر وحصلت بموجبها على حكم قضائي مبدئي بإثبات العضل. وأوضح المحامي أن موكلته "سمر" استدعيت إلى جلسة مفاجئة في المحكمة الجزئية بجدة أمس. لافتا إلى أنه وللمرة الأولى "وبعد مرور سبعة أشهر تقريبا من دخول سمر للسجن، تم استدعاؤها اليوم (أمس السبت) للمحكمة، بأمر من فضيلة رئيس المحكمة الجزئية الشيخ عبدالله العثيم، وحضوري وحضور أبيها وعمها، حيث استمع القاضي لجميع الأطراف، وبعد سماع أقوالنا واطلاعه على الوثائق، أخبرنا القاضي بأنه سينظر في القضية مرة أخرى في الأيام المقبلة. وتوقع أبو الخير أن تشهد الجلسة المقبلة حكما نهائيا في القضية. مبديا في الوقت ذاته تفاؤلا بالمستجدات والنتائج التي تمخضت عنها مداولات الأمس. وقال: "أنا متفائل وأتوقع أن يتم إنهاء القضية في الأيام المقبلة". ووصف أبو الخير حال السجينة بالجيد وأن معنوياتها عالية، وقال: إنه "على الرغم من أنه جيء بها إلى المحكمة مكبلة الرجلين وترافقها سجانة، وكأنها من أصحاب الجرائم الكبرى، وهي بدون حكم قضائي، إلا أن نفسيتها كانت عالية جدا، كما أنها تشعر بسعادة وثقة بالنفس وبعدالة القضاء وبقوة تضامن المجتمع معها". ورأى أبو الخير أن سجن موكلته طوال المدة الماضية لا يدعمه أي مبرر أو سند قانوني. مشيرا إلى أنه كان قد خاطب المجلس الأعلى للقضاء بهذا الخصوص، وأن المجلس فتح تحقيقا بالقضية ووجه بضرورة التحرك والبت فيها نهائيا على وجه السرعة. وأبدى أبو الخير أمله في أن "يتم إنهاء سجن موكلته والإفراج عنها". من جهة أخرى علمت "الوطن" أن وفدا من القسم النسائي في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تواجد صباح أمس في سجن بريمان للاطلاع على أحوال "سمر" بحسب توجيه رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف إلا أن الوفد أخبر الشريف بأنه لم يجد "سمر" في عنابر التوقيف، وأن المسؤولين في السجن أخبروا الوفد النسائي بأنه تم استدعاؤها لجلسة مفاجئة في المحكمة الجزئية بجدة. يشار إلى أن سمر بدوي تبلغ من العمر (29 عاما)، ولها ابن في التاسعة من عمره، واسمه "براء" من زواج سابق. وقد فرت من منزل أسرتها في مارس 2008 نتيجة ما وصفته بالإساءة الجسدية والنفسية التي تتعرض لها من والدها، ولجأت إلى دار للرعاية الاجتماعية. وبرزت قضية "سمر" على السطح للمرة الأولى في يوليو الماضي عندما أمرت المحكمة بمقاضاة والدها بسبب رفضه السماح لها بالزواج إلا أن والدها نجح فيما بعد في استصدار مذكرة بحقها بتهمة "العقوق"، ولا تزال على إثرها في السجن. وكانت حملة حقوقية واسعة انطلقت عبر موقع إلكتروني تطالب بالإفراج عن السجينة "سمر". معتبرة أنها سجنت ظلما. كما شهدت القضية وقوف محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد على تفاصيلها وحيثياتها، وفي وقت لاحق تدخلت إمارة منطقة مكةالمكرمة وأعدت تقريرا متكاملا عن سبب هروبها، وأثبت التقرير أن والدها كان يهددها بالقتل، وكان يأخذ مالها عنوة وكان يضربها. وأوصى أمير مكة الأمير خالد الفيصل بالصلح بينها وبين أبيها عن طريق لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة المنطقة. ورفض والدها الصلح أو حتى تزويجها ممن تقدم للزواج منها ووافق عليه أعمامها.