أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، خلال حضور سموه للحفل الختامي لمعرض شباب الأعمال 2010 بجدة، أن سر تفاؤله بالمستقبل هو ما يشاهده في المعرض. وقال سموه: "تحدثت قبل عامين عن تبني ونشر ثقافة الأمل والتفاؤل والثقة في النفس في مواجهة ثقافة الإحباط، واليوم أرى أن هذه الوجوه الشابة والنظرات الثاقبة والشواهد الصادقة قد بدأت بالفعل بالوصول إلى هذه الغاية". وأضاف سموه: "لقد اجتهدتم ليس لأنفسكم وإنما لوطنكم وأمتكم، وتبرهنون في هذا المساء بأنكم أهل، وبأنكم قادمون إن شاء الله". وأردف سموه مخاطباً شباب الأعمال: "لن أفاجأ إذا وجدتكم بعد بضع سنوات تحققون شعاركم في هذه المنطقة، العالم الأول، فالشباب السعودي لا تنقصه الثقافة ولا تنقصه العقيدة ولا تنقصه القدرة، نجدها مجتمعة فيه، كلها مجتمعة فيه، ولذلك يحقق في أيام ما يتحقق في أشهر، ويحققون في أشهر ما يتحقق في سنوات، والدليل على ذلك ما يتحدث عنه العالم، وما تتحدث عنه وسائل الإعلام اليوم. في كل أنحاء العالم عن هذه الخطوات الجريئة والوثبات العالية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين". وقد حضر المعرض نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين وجمع كريم من المواطنين لدعم شباب الأعمال. من جهته، أوضح رئيس لجنة شباب الأعمال بجدة، الأستاذ أيمن طارق جمال، أن ما تحقق من إنجاز في هذا المعرض هو بفضل الله وتوفيقه، حيث حضر أميران وأربعة وزراء وثلاثة من مسؤولي الدولة وعضوا مجلس شورى، وزوار قاربوا العشرين ألفاً، مطالباً المسؤولين بدعم ومساندة شركات شباب الأعمال؛ لأنها صمام الأمان الرئيس لقضية البطالة التي تعد أهم التحديات التي تواجهها الدولة، حسب التقارير الرسمية المقدمة لمجلس الوزراء، مشيراً إلى أن تجارب الدول التي حققت نمواً اقتصادياً مطرداً في العقدين الأخيرين مثل الصين والهند والبرازيل، أكدت أن ذلك النمو تحقق بتوجيه إستراتيجية تلك الدول نحو دعم وتحفيز الشركات الصغيرة ومساندتها للوصول للعالمية. وأضاف رئيس لجنة شباب الأعمال: أن ما يؤكد هذه النتيجة هو أن كثيرًا من شباب الأعمال المشاركين في هذا المعرض كانوا قبل عامين طالبي عمل، وأصبحوا اليوم، وفي هذا المعرض، أصحاب أعمال، كما وفروا، بفضل الله، عشرات الوظائف لشباب مثلهم. وقال: "وأعتقد أن الجميع شاهد ذلك، فكل القائمين والمنظمين للمعرض من الشباب والشابات السعوديين". وختم أيمن جمال حديثه، مبيناً أن كل الدراسات التي تمت عن أسباب نجاح شباب الأعمال سواء في السعودية أو خارجها تؤكد أن أهم عنصر لنجاح هذه الشركات هو تمتع أصحابها "بالجسارة" التي تعني الجرأة بحكمة والمغامرة المحسوبة، مؤكداً أن الدعم الحقيقي المطلوب لشركات شباب الأعمال هو إعطاؤهم فرصة لتقديم منتجاتهم وخدماتهم للشركات الكبرى والوزارات والقطاعات الحكومية، مناشدًا المسؤولين أن يتم تخصيص نسبة معينة (10 في المائة مثلاً) من المشاريع والمناقصات لفئة شركات شباب الأعمال، موضحاً أن هذا هو النموذج الذي اتبعته الدول التي نمت اقتصادياً وعالجت مشكلة البطالة. وبين جمال أن شراكة ساب الإستراتيجية مع لجنة شباب الأعمال تأتي لما يوليه البنك من أهمية لقطاع الشباب ومسايرته للتوجه العام لدى حكومة المملكة في دعم قطاع شباب الأعمال، موضحاً أن للبنك السعودي البريطاني شراكة مع أقوى البنوك العالمية، ما سيسهل على شباب الأعمال تلقي الدعم في كل أنحاء العالم، سواء في الداخل أو في الخارج، كون البنك يعد من أفضل البنوك في تقديم الخدمات المصرفية لأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة لتوظيفه الخبرات التي لدى موظفيه في خدمة أصحاب المشاريع، حيث يأتي الدعم من ساب للجنة شباب الأعمال على كل الأصعدة ليكسبهم القدرات وليكون شريك أعمالهم المختلفة. بدوره، طالب نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، الأستاذ مازن محمد بترجي، بناء على ما حققه هذا المعرض من نجاح ملموس في ترويج وتسويق شركات شباب الأعمال، بتعميم المعرض العام المقبل ليشمل شركات شباب الأعمال من كل مناطق المملكة برعاية كريمة من المقام السامي، فيما لم يخف بترجي إعجابه بما قدمه شباب وشابات الأعمال في هذا المعرض من طرح أفكار ومشاريع وأنشطة جديدة ومختلفة عما تم تقديمه في العامين السابقين، مشيراً إلى أن الغرفة التجارية الصناعية بجدة تركز في إستراتيجيتها الحالية على دعم شركات شباب الأعمال والمنشآت الصغيرة، بإطلاق مبادرة ترعاها الغرفة التجارية الصناعية بجدة بإطلاق الجمعية السعودية لشباب الأعمال التي ستتكفل بإعداد وتطوير الإستراتيجيات الخاصة بفئة شباب الأعمال. ومن ناحيته، أشار بدر القاضي رئيس اللجنة المنظمة للمعرض إلى أن مقياس نجاحه وزملائه في هذا المعرض هو رضا العارضين، مبيناً أن الحجوزات للمعرض المقبل 2011 بدأت منذ الأمس، مؤكداً أنه ستتم دراسة كل الإيجابيات والسلبيات في هذا المعرض ليتمكنوا من تقديم أفضل الخدمات في الأعوام المقبلة. مضيفاً "سنبذل كل ما في وسعنا لتطوير وتقديم منتجات جديدة في المعرض المقبل". مشيراً إلى أن من أهم المميزات التي قدمت للعارضين هذا العام إضافة إلى الحملة الإعلانية الواسعة التي جذبت الكثير من رجال الأعمال والمهتمين إعطاء دورتين تدريبيتين للعارضين عن طرق التسويق، وكيفية تقديم شركاتهم في المعرض، والاستفادة من الحضور لعقد صفقات مربحة. وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتكريم الفريق المنظم للمعرض: أيمن جمال، وبدر القاضي، ومحمد صويلح، وعدنان النهدي، وأيمن فلالي، ورانيا سلامة، وأريج علوان، وليلى النهدي، ورانيا السليماني. وفي الختام تقدم أعضاء لجنتي شباب وشابات الأعمال بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على دعمه المستمر وتفضله برعاية معرض شباب الأعمال، مقدمين له هدية تذكارية عن المعرض، ومؤكدين له تمسكهم برؤية سموه لإستراتيجية منطقتهم مكةالمكرمة "نحو العالم الأول".