عقد جناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات ندوة شبابية حول دور الشباب الإيجابي في المجتمع، قدمها الطالب المبتعث إبراهيم الدوسري مدير هيئة الأندية السعودية في الإمارات تحت عنوان "طاقات إبداعية". وأكدت الندوة على أهمية دور الشباب في الحراك الاجتماعي والثقافي ومن ذلك الدور الفاعل الذي لعبه الشباب في مجال الأدب والاختراع.
تجربة شابة وتضمنت الندوة عددًا من المحاور حيث تحدث الكاتب الجزائري والطالب بالمرحلة الثانوية العلمية لؤي خالد في الندوة عن تجربته مع الكتابة والتأليف، وأشار لؤي الذي نشأ وتربى في الإمارات إلى أن أسرته هي الداعم الأكبر لموهبته، ولكنه لا يقبل أي تدخل فيما يكتبه من أي شخص «قد تكون هناك توجيهات ومساندة، ولكنها لا تتجاوز التصحيحات اللغوية، بعيداً عن بنيان العمل" .
ثم استعرض لؤي أهم الدوافع التي حفزته إلى خوض غمار كتابة الرواية، وأجوائها العامة، وقيمتها الأدبية بالنسبة لفئة اليافعين، مشيراً إلى الفقر الذي تعاني منه المكتبة العربية من ندرة الكتابة المتخصصة الموجهة لهذه الفئة العمرية . وأشار إلى أن هذا الوضع "المستفزّ" هو الذي حفّزه ودفعه إلى الكتابة لتلك الفئة، بما يتناسب مع أعمارها وثقافتها وممكناتها الذهنية . ومن أبرز نتاج لؤي الأدبي، رواية الجاسوس الأخرق، صديقي العراقي، وفي بيتنا قط والتي تعد أولى أعمالة الأدبية، الأمير الحارس (قصة) وغيرها .
ثم غاص في عمق روايته الجديدة "الجاسوس الأخرق" التي يقدّم فيها فلسفته ورؤيته لمفهوم "الجاسوسية"، أي التبعية، معتبراً، من خلال تسلسل الأحداث، أن استقلال الرأي والفكر هما الأصل . وأوضح أن القصة موجهة للفتيان والفتيات في سنّ الرابعة عشرة فما فوق، وتدور أحداثها، في مجملها حول فكرة أساسية تتعلق بإثبات الذات.
مسرح الجامعة ثم انتقل الحديث إلى الطالب السعودي عبدالعزيز القنيعير وهو كاتب ومخرج مسرحي يدرس القانون في جامعة الشارقة، والذي تحدث عن بدايته والتي كانت من خلال مسرح الجامعة حيث سعى لتكوين فريق مسرحي يهدف إلى الارتقاء بشبابنا وشاباتنا وخلق دافع التغيير في نفوسهم وصولاً إلى تحقيق نهضة من خلال طرح موضوعات هادفة تفيد المجتمع، وكانت لبنة هذه الأعمال مسرحية "مبتعث مستجد" والتي ناقشت المشاكل والهموم التي يواجهها الطالب المبتعث، ثم "مسرحية" عن بر الوالدين " ومسرحية عن "التغرير بالشباب"، وقد لاقت تلك الأعمال صدى وردود فعل إيجابية، زادت من دافع الحماس لتقديم المزيد من العمال الهادفة التى تخدم أمتنا ووطننا.
ومن المسرح لفن الصورة والتقاطها تحدث الطالب المبتعث أحمد الكعبي عن تجربته الإبداعية مع الصورة قائلاً الصورة الناجحة هي الصورة التي تم تبسيطها لدرجة لا يمكنك من خلالها إنقاص أي عنصر آخر منها دون التأثير على توازنها وروحها وهذا ما اسعى في كل الاعمال التي اقدمها، وأبان أن تشجيع الملحقية الثقافية السعودية له من خلال مشاركته في المسابقات التي عقدت في هذا الصدد كان أكبر حافز على الاستمرار وتقديم الأفضل .
كاريكاتير مسرحي أما الطالبة السعودية إيثار سليمان والتي لم يتجاوز عمرها الثلاثة عشر عامًا كان لها تجربة ثرية مع الإبداع تحدثت عنها قائلة: من خلال رصد الحركة بالصورة تمكنت من رسم بعض الأعمال المسرحية بصورة كاريكاتيرية عبرت عن المغزى والأهداف التي يتناولها العمل المسرحي في مضمونه، ونجاح الصورة التى قدمتها كان حافزاً إيجابياً للمواصلة والعطاء .
أما الطالبة المبتعثة سهاد سمان والتي تدرس الإعلام في جامعة الشارقة سردت لنا تفاصيل عملها في مجال المونتاج والفيديو، عندما تقدمت لفريق المسرح بالجامعة راغبة في الانضمام، وكانت أول تجربة لها مسرحية "مبعث مستجد" والتي بدت محدودة في أولها ثم تطورت بالإطلاع والقراءة إلى أن أصبحت تجيد بإتقان ممارسة أعمال المونتاج.
وقد تحدثت الطالبتان امتنان وبنان السكيت عن تجاربهن الإبداعية في رسم كافة أساليب الدعاية للأعمال المسرحية بالجامعة، مؤكدتان أن الشباب لديه المقدرة على الاتصال والتواصل بأشكال متعددة جديدة خلقت لديه ليصل للمتلقي مما يعد دافعاً للنهضة بذاته وقضايا مجتمعة وأمته.
ثم انتقل الحديث للطالب المبتعث منصور القاضي والذي بزغ نجمه في التقديم والإلقاء منذ صغره بدعم وتشجيع الأسرة له حتى أنه أصبح الآن مقدماً للعديد من فعاليات الطلبة السعوديين في دول الإمارات وعن تجربته أكد أن داخل كل إنسان طاقات إبداعية بإمكانه اكتشافها وصقلها ليتميز فيها .
أما الطالبان ضاري السويقي ومشعل القرشي تحدثا عن تجربتهما كمسؤولين تنفيذين في إدارة هيئة الأندية السعودية وكيف استطاعا إثبات ذاتهما من خلال الدور الفعال في عملهما، وكيف انعكس هذا الدور على حياتهما بشكل إيجابي ومثمر .
ثم اخُتتمت الندوة التي قدمها الطالب المبتعث إبراهيم الدوسري بالحديث عن كيفية تفجير الطاقات الإبداعية داخل كل شاب وفتاة.
وقد أكد الملحق الثقافي الدكتور صالح بن حمد السحيباني في كلمة وجهها للشباب أن الأنشطة الثقافية تلعب دوراً أساسيًا في استثمار طاقات الإبداعية الشباب وتعزيز إمكانياتهم وقدراتهم ليساهموا في خدمة الوطن والمجتمع ، وأن الاستراتيجية الوطنية للشباب وفي محاورها ساهمت في تطوير أداء الشباب السعودي في مختلف الميادين، من خلال تحفيزها لإمكانياتهم ودفع عجلة مساهمتهم في البناء الوطني على كل الأصعدة.
وفي ختام اللقاء كرم الملحق الثقافي الدكتور السحيباني المؤلف الجزائري الشاب لؤي خالد بمنحه درع الملحقية الثقافية في دولة الإمارات وكذلك المبدعين من الطلبة السعوديين.