كشفت حالة ولادة متعثرة لإندونيسية مخالفة لنظام الإقامة ووفاة جنينها بمستشفى النساء والولادة والأطفال بجرول بمكةالمكرمة عن زواج شاب سعودي بها بطريقة غير رسمية، وتستره عليها في منزل والدته، حتى حملت منه، وعندما أوشكت على الوضع طاف بها على العديد من المستشفيات الخاصة، التي رفض بعضها استقبالها وغالت الأخرى في سعر الولادة؛ ما دفع زوجها إلى اللجوء إلى مستشفى جرول وتركها عندما علم بوفاة الجنين ومطالبة المستشفى له بإثبات زواجه منها. وقد تم القبض عليه وإحالته إلى دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام؛ ليمثل أمامها اليوم الثلاثاء. القصة بدأت عندما استقبل قسم الطوارئ زوجة "22 سنة" في حالة وضع, وتعاني الإعياء الشديد, وبرفقتها شاب سعودي "36 سنة", وعندما طُلب منه إثبات شخصيته وما يثبت صلته بالمرأة قدّم بطاقة الهوية, على أن يُحضر لاحقاً عقد النكاح وهوية زوجته, ولكنّ المسؤولين في المستشفى فوجئوا بالشاب يختفي فجأة بمجرد أن علم بوفاة الجنين أثناء عملية الولادة, تاركاً بطاقته الشخصية وزوجته في حالة سيئة؛ فقام المستشفى بإبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة، التي استدلت على الشاب وفتحت تحقيقاً معه؛ فكشف عن زواجه من الإندونيسية بطريقة غير رسمية، وأنها مخالفة لنظام الإقامة في المملكة. وقال الشاب في التحقيقات إنه حاصل على الثانوية العامة، ولم يُكمل تعليمه، وعانى طويلاً من البطالة, واستطاع الحصول على سيارة أجرة ليعمل عليها، وصار يكسب قوت يومه بالكاد، وفشل في الزواج من فتاة سعودية، سواء من قبيلته أو من الأسر القريبة؛ بسبب الغلاء في المهور ومتطلبات الزواج، وعدم قبولهم بحالته بوصفه شاباً عاطلاً عن العمل أو سائق "تاكسي". وأضاف قائلاً إنه أثناء عمله اليومي تعرّف على الفتاة الإندونيسية التي ركبت معه هي وشقيقها؛ فعرض على شقيقها الزواج من أخته قبل ثلاث سنوات؛ فوافق وجرى عقد القران بينهما، بحضور شاهدَيْن على النكاح، ولكن لم يحصل على إذن بالزواج من أجنبية، ومن ثم فشل في تسجيل العقد لدى مأذون أنكحة بشكل رسمي, وعاش في منزل والدته في حي "ريع ذاخر" بمكةالمكرمة، وحملت زوجته، وعندما جاءتها أعراض الولادة حملها في سيارته وحاول إدخالها مستشفى خاصاً؛ لتتم عملية الولادة على يد أطباء مختصين, ولكنه فشل لرفض المستشفى استقبالها؛ فتجول على عدد من المستشفيات الخاصة حاملاً زوجته وهي في حالة ولادة، ولكن بعضها رفض استقبالها وبعضها استغل وضعها المخالف؛ فطلب مبالغ مالية عالية. مضيفاً أنه لم يجد منقذاً لزوجته التي كانت تتألم بشدة، وحالتها تسوء وتتألم نتيجة اعتراض الطفلة في بطنها وهي في السيارة لأكثر من 8 ساعات, عندها قرر الذهاب إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال بجرول؛ لإنقاذ زوجته مع استعداده لتحمل أية مسؤولية نظامية، وبالفعل تم استقبال الزوجة وهي في حالة صحية صعبة وحرجة، وتم إنقاذ الأم، لكن الطفلة توفيت أثناء الولادة. وأكد الشاب في التحقيقات أنه لم يفعل حراماً؛ فقد تزوجها بطريقة شرعية، ولكن بالمخالفة للأنظمة؛ لأن المهور غالية، والفتاة السعودية متغطرسة - حسب وصفة - ولا ترضى بوضعه المادي الصعب؛ فتم التحفظ عليه لدى مركز شرطة المعابدة لعرضه اليوم الثلاثاء على هيئة التحقيق والادعاء العام جهة الاختصاص، في حين ما زالت زوجته بالمستشفى تحت العناية الطبية.