كرّمت والدة طفلة "ساندويش المبيد الحشري"، مُعلمة الروضة التي كشفت السم وأنقذت ابنتها من الموت بعد إرادة الله ولطفه سبحانه وتعالى، وحضرت بنفسها لمقر الروضة الحادية عشرة بالطائف التي شهدت الواقعة، وقدّمت لها طقم ذهب، تقديراً وشكراً وعرفاناً منها وزوجها، وشكرتها أمام زميلاتها المُعلمات والهيئة الإدارية على العمل الذي قامت به. زاد تكريم والدة الطفلة من معنويات المعلمة وتحفيزها، بعد أن كانت قد صُدمت بخيبة أمل؛ إثر اكتفاء إدارة التربية والتعليم بالطائف "القسم النسوي" وعن طريق إدارة رياض الأطفال، بإرسال ورقة A4 مكتوباً عليها بعض كلمات الشُكر، مختومةً باسم مُديرة قسم رياض الأطفال وتوقيع إحدى المشرفات.
وأكدت المعلمة أنها كانت قد قامت بجهد من صميم عملها، ولم تبحث من وراء ذلك سوى ابتغاء الأجر من الله سبحانه وتعالى، مؤكدةً أن الطفلة لم تكُن أصلاً من طالبات فصلها اللاتي تُعلمهن، ولكنها من ضمن مُتابعاتها أثناء وقت إفطار الطالبات، وأنها تفخر بذلك العمل والذي تميزت فيه من المولى -عزَّ وجلّ- في حين أكدت أنها ستواصل إخلاصها وتفانيها في عملها على أكمل وجه بما يُرضي الله سبحانه وتعالى؛ لكونها حُمّلت بأمانة الرسُل والأنبياء.
كانت "سبق" قد انفردت بنشر ومُتابعة ذلك الحدث، عندما نجحت مُعلمة بإحدى الروضات الحكومية في الطائف، في الكشف عن مادة سمية يُحتمل أن تكون "مُبيداً حشرياً" كانت مُختلطة مع البيض في ساندويتش، قبل أن تهم طفلة بتناوله كوجبة إفطارها ذلك اليوم، فيما سارعت بعد تناثر كمية من البودرة البيضاء منه وسحبه من الطفلة وإنقاذها، ومن ثمَ جرى إبلاغ إدارة الروضة ومنها لوالدي الطفلة، حيثُ كُشفَ عن أن الخادمة هي من وضعته بهدف قتل الطفلة.
وكانت التفاصيل قد أوردت أن المعلمة مصباح الثبيتي، كانت وكعادتها تتابع أطفالها وهم يتناولون وجبة الإفطار صباح يوم الأربعاء 28 ذي الحجة 1435 ه في الروضة الحادية عشرة بالطائف، حينها استرعى انتباهها أن طفلة تأكل الساندويتش المحشو بالبيض وكمية كبيرة من البودرة تتناثر منه، اندهشت لذلك الأمر، وأسرعت المعلمة للطفلة، وبكل هدوء مدّت يدها لوجبة الطفلة وسحبتها، حيثُ تفاجأت بأن البودرة الموجودة بداخل الساندويتش تنبعث منها رائحة أحد المبيدات الحشرية المعروفة.
وبادرت المُعلمة على الفور بإبلاغ مُديرتها بما حدث، حيثُ تم الاتصال بوالدي الطفلة، ومن ثم جرى نقل الطفلة إلى المستشفى وإجراء غسيل معدة لها، وهي الآن بصحة جيدة ولله الحمد، حيثُ كُشفَ أن من كان وراء ذلك العمل الانتقامي هي الخادمة التي تعمل لدى الأسرة وهي من جنسية إندونيسية.
وعاشت أسرة الطفلة -في حينه- صدمة استيعاب ما حدث من خادمة قضت ما يُقارب ثماني سنوات بخدمتهم، وهي تحبّ الأطفال وتعاملهم معاملة الأم لا الخادمة، في حين اعترفت الخادمة بأن لها محاولات عدة لقتل الطفلة وسط استغراب الجميع، وأنها كانت قد حاولت أن تُشربها مادة "الكلوروكس".
وفتحت هذه الحادثة مسلسل جرائم الخادمات؛ حيث وجّهت بدورها المعلمة نصيحتها لكل أمٍ بأن تراقب خادمتها جيداً، وألا تثق بها أبداً، فلا تسلمها زمام منزلها أو أطفالها؛ فهم أمانة في أعناقنا فلنستودعهم الله تعالى، ولنكن على قدر أعلى من المسؤولية ومراقبة خادماتنا، مهما أظهرن لنا حسن النوايا.